الأطفال المتشردون، التركة المشؤومة لحكومة ولاية الفقيه
بقلم: المحامي عبد المجيد محمد
أحد الكوارث المؤلمة جدا التي فرضها نظام ولاية الفقيه على المجتمع الإيراني هو موضوع الأطفال
المشردون الذي تظهر الإحصائيات بأنه في حال الازدياد عاما بعد عام. هؤلاء الأطفال يسرحون في
الأزقة والشوارع ومواقف السيارات والأماكن العامة والمصير المجهول والمؤلم بانتظارهم ليتحولوا
لضحايا لهذه الأزمات التي استحكمت بوثاقها خلال الحكومة الدينية داخل المجتمع الإيراني.
الإحصاءات هائلة جدا عن الزيادة في عدد هؤلاء الأطفال ففي عام ٢٠١٧، تم قبول 181 طفلاً فقط من
قبل منظمة الرعاية الاجتماعية الإقليمية في منطقة البرز (مركز مدينة كرج). (موقع البرزبان ٢٣ مايو
٢٠١٨) وفقا لنائب دائرة الرعاية الاجتماعية بمنطقة خراسان رضوي في مدينة مشهد يتشرد في الشوارع
وأماكن مثل حرم الإمام رضا طفل واحد بشكل يومي. وحول الازدياد الهائل والمخيف في إحصائيات
الأطفال المتشردين في مدينة مشهد يقول: “مشهد تمتلك أعلى معدل في البلاد على صعيد الأطفال
المشردين”
ويعترف نائب هيئة الرعاية الاجتماعية في منطقة أصفهان بنفس هذا الموضوع بأن إحصائيات
الأطفال المتشردين في مدن هذه المنطقة مقارنة بعدد سكانها يشير إلى الوضع الحاد والمتأزم على
صعيد ازدياد الأطفال المتشردين في هذه المنطقة. حيث أنه في مدينة أصفهان فقط يتم إيجاد ١٦
طفل متشرد شهريا.
استنادا إلى إحصائيات الأطفال الذين تشردوا على مر السنين فإن العديد والكثير من هذه الاحصائيات
هي إحصائيات رسمية تم الإعلان عنها مسبقا من قبل وكيل وزارة الداخلية حيث سنويا وبشكل وسطي
يتشرد ما بين ٩٥٠ وألف طفل تحت الثلاث سنوات لأسباب مختلفة في الشوارع وهؤلاء الأطفال تقع
مسؤولية حفظهم على عاتق منظمة الرعاية الاجتماعية.
طبعا هناك العديد من الأطفال والرضع الذين تم بيعهم بسبب الفقر ولكن لا توجد أي إحصائيات
رسمية حول ذلك.
الحقيقة هي أن آباء وأبناء هؤلاء الأطفال قد وصلوا لدرجة من الإحباط ناجمة عن الفقر والعوز حيث
على الرغم من الإحساسات والعواطف الأبوية يجبر الأب والأم على ترك أطفالهم في الشوارع.
هم يرون أنه لو كبر أبنائهم بجانبهم بحيث لايملكون أن يقدموا لهم أي إمكانات مالية سوف يتكرر مصير
و مستقبل الأطفال أيضا بالفقر وكما أن مستقبلهم سيرتبط أيضا بالفقر والعوز أيضا كما هو حال
عوائلهم الفقيرة. من جهة أخرى فإن تشرد الأطفال في الشوارع وتركهم ليلاقوا مصيرهم المجهول
والمأساوي هو تبيان لهذه الحقيقة أيضا حيث أن هؤلاء الأطفال لايحظون بأي نوع من أنواع الدعم من
قبل الحكومة الفاسدة المحترفة بالسرقة والنهب. لأنه لو كان هؤلاء الأطفال يتمتعون بنوع من الدعم
والحماية بالقرب من والديهم لما كان آبائهم وأمهاتهم قد أجبروا على تشريدهم في الشوارع وتركهم
فيها.
هذا الوضع يأتي في ظروف يعيش فيها أكثر من ٨٠ % من سكان إيران تحت خط الفقر بسبب حكومة
عصابات السرقة والنهب والتشليح وكما أن العوائل الفقيرة لا تستطيع أن تتحمل مصاريف أبنائها
ومطالبهم إلا بالحد الأدنى .
الحقيقة المؤلمة الأخرى هي أنه بسبب نفس هذه الظروف فإن إحصاءات الأطفال الذين يتم بيعهم
وشرائهم رسميا في طور الازدياد. الأطفال الذين سقطوا في حضن مافيات بيع وشراء الأطفال
يواجهون مصيرا أسود بسبب هذه العصابات المجرمة حيث يتم بيع وشراء أعضاء جسمهم من قبل هذه
العصابات. كما أن العديد من هؤلاء الأطفال أصبحوا أسرى لهذه العصابات المجرمة التي تستخدمهم
في نقل وحمل وبيع وشراء المخدرات. تلك العصات المجرمة التي تنتهي رؤوسها بقادة الحكومة
الدينية وخاصة قوات الحرس.
هذا هو النتاج المباشر لحكومة القمع والنهب الدينية التي ألصقت مثل هذا المصير الأسود والمشؤوم
بالأطفال الإيرانيين. ولكن في المقابل أبناء القادة والمسؤولين الحكوميين المعروفين «بأبناء الذوات
وأصحاب الجينات الجيدة !» يتمتعون بأفضل الميزات المعيشية. لديهم امكانات ومميزات من أجل
الحياة والتحصيل الدراسي أكثر من أبناء العديد من الأغنياء والمسؤولين الحكوميين في أغلب بلدان
العالم. ميزات هي بالأساس من حق الشعب الإيراني بما فيهم نفس هؤلاء المحرومين الذين يتشرد
أبنائهم او يقومون ببيعهم نتيجة للفقر.
علاج جميع هذه الآلام وطريق حل هذه المصائب وبقية الكوارث التي فرضها نظام ولاية الفقيه على
المجتمع الإيراني ينعكس في حديث السيدة مريم رجوي في التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية NCRI فيباريس بتاريخ ٣٠ حزيران هذا العام:
“نحن نؤمن بأن خلاص المجتمع من الغلاء والفقر، البطالة، سكان العشوائيات، شح المياه والكوارث
البيئية هو أمر ممكن. لكن قبل كل شئ يجب إعادة إحياء الحقوق السياسية وبالأخص حق سيادة
الشعب الإيراني المنتهك. هذا هو أصل مطلب مقاومتنا والفلسفة الوجودية للمجلس الوطني
للمقاومة الإيرانية NCRI .”