شرعية النظام العراقي برمته موضع تساؤل -جرت الانتخابات العراقية في ظل غياب واسع النطاق للناخبين الساخطين
امتنع 60 في المائة من الناخبين المؤهلين عن الترشح للانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة الأحد 10 أكتوبر حسب ما أوردته إذاعة فرنسا. وأعلنت مفوضية الانتخابات العراقية أن نسبة الإقبال بلغت 41٪ من إجمالي 94٪ من إجمالي عدد الأصوات التي تم فرزها. وتعد هذه أدنى نسبة مشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية منذ عام 1993.
في بغداد، تراوحت نسبة الإقبال بين 31٪ و 34٪ حسب المناطق. تمت دعوة 25 مليون ناخب عراقي الى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم من بين 3200 مرشحا. لكن قبل الإعلان الرسمي عن نتائج الاقتراع الذي كان مقررا له الاثنين 11 تشرين الأول / أكتوبر، احتفل بالفعل بعض المرشحين في بغداد والناصرية بفوزهم.
كان إجراء انتخابات مبكرة محاولة لقمع الاحتجاجات والانتفاضات الاجتماعية التي بدأت عام 2019 ضد فساد وعدم كفاءة الحكومة وتدخلات إيران في شؤون العراق من خلال جماعاتها المتشددة.
قُتل ما لا يقل عن 600 شخص وأصيب أكثر من 30 ألفًا عندما تم قمع منظميها من قبل الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران.
وقال محلل سياسي عراقي لوكالة فرانس برس إن المشاركة المتدنية في الانتخابات البرلمانية العراقية كانت رد فعل طبيعي، مضيفا أن الناس لا يعتقدون أن الانتخابات ستساعد في تغيير أوضاعهم وتحسين كفاءة الحكومة. وأضاف المصدر نفسه أن ليس فقط شرعية رئيس الوزراء المستقبلي، ولكن شرعية الحكومة والحكومة والنظام بأكمله في العراق موضع تساؤل بهذه الطريقة.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة إندبندنت فارسي أيضا عن ضعف مشاركة الشعب العراقي في هذه الانتخابات. ونقلت الصحيفة عن احد سكان النجف قوله “لا اعرف شخصا واحدا شارك في هذه الانتخابات”. الشباب يعرفون أن هذه الانتخابات وهؤلاء السياسيين لا يحملون حلا لنا. فقط بعض أنصار مقتدى الصدر موجودون هنا للتصويت. لكننا نعلم أن النتيجة هي أن أحزاب عسكرية مقربة من إيران ما زالت تملأ البرلمان ».