الاستنفار للحصول على مياه الشرب، والانهيارات الأرضية قنبلة موقوتة تهدد طهران عن كثب -استهلاك المياه يتقلص لمدة 100 يوم، وتدفق مياه السدود يتقلص في طهران بنسبة 40 في المائة
قال علي أكبر محرابيان، وزير الطاقة في حكومة إبراهيم رئيسي: إننا نعيش في حالة من الجفاف الشديد للغاية، لم يسبق لها مثيل في الـ 52 عامًا الماضية.
وكتبت صحيفة “مستقل” الحكومية تحت عنوان “كارثة باتساع إيران تجتاح البلاد”: أعلنت شركة طهران للمياه والصرف الصحي أن طهران تواجه نقصًا في مياه الشرب لمدة 100 يوم، وأن تدفق المياه خلف سدود طهران قد تقلص بنسبة 40 في المائة مقارنة بالمتوسط طويل الأجل. كما تشهد محافظتي مازندران وخوزستان، اللتان تتمتعان بقدر أكبر من الموارد المائية؛ توترًا كبيرًا للحصول على المياه.
وورد في بيان شركة طهران للمياه والصرف الصحي أن طهران ستعاني في فصل الخريف وبداية العام المائي الجديد من نقص في المياه قدره 314,000,000 متر مكعب؛ مقارنة بالسنة المائية الماضية، كما أن تدفق مياه السدود المغذية لمحافظة طهران بالمياه سيتقلص بنسبة 40 في المائة.
والجدير بالذكر أنه يُقال أن فترة السنة المائية تمتد من شهر أكتوبر من العام الحالي حتى شهر أكتوبر من العام المقبل.
نقص الميزانية هو السبب في إغلاق المشاريع الأساسية
يفيد تقرير شركة طهران للمياه والصرف الصحي أن استهلاك المياه في محافظة طهران يُقدر في الوقت الراهن بنحو 3 مليارات و 300 مليون لتر، وبالاستمرار في هذا الاتجاه، سيواجه مواطنو طهران مشكلة خطيرة جراء نقص مياه الشرب.
ويتزايد معدل استهلاك المياه في العاصمة كل عام بما يتراوح بين 2 إلى 2,5 في المائة تقريبًا، بسبب النمو السكاني غير المنضبط وغير المهني، واتساع المدينة. والجدير بالذكر أن استهلاك مياه الشرب في هذه العاصمة يقدر بما يتراوح بين 3 إلى 3,5 مليون متر مكعب في اليوم. ويتعلق هذا الاحصاء بالسنوات السابقة.
وترجع أوجه القصور هذه إلى أن مشروع إمدادات المياه إلى طهران من سد لتيان إلى برديس، ومن طالقان إلى كرج وطهران، وإمدادات المياه إلى المصانع في طهران قد توقف في الوقت الراهن، بسبب غياب التمويل.
وتأتي هذا التصريحات في حين أن ممثل شادكان كان قد قال مؤخرًا في مجلس شورى الملالي إن المياه التي تُباع للأهالي في شادكان على أنها مياه صالحة للشرب، هي مياه الصرف الصحي.
كما قال قاسم زاده، مدير مكتب بيانات المياه في البلاد، بعد عامين من هطول الأمطار بغزارة: إن كمية الأمطار وصلت إلى أقل من 37 في المائة، وأن 39 في المائة فقط من خزانات السدود في البلاد ممتلئة.
القنبلة الموقوتة تهدد محافظات البلاد عن كثب
ومن ناحية أخرى؛ كتبت الصحيفة المذكورة معترفةً بكارثة الانهيارات الأرضية التي وصفتها بالزلزال الصامت: إن القنبلة الموقوتة في العاصمة نفسها، حيث تم تسجيل انهيار أرضي مروع يبلغ 36 سنتيمترًا سنويًا. وعند مقارنة هذا الرقم برقم المتوسط العالمي البالغ 4 مليمترات، فإنه في حد ذاته يشير إلى كارثة ضخمة على وشك الحدوث.
والحقيقة هي أن هذا الخطر الكبير يتفاقم الآن على مدى سنوات عديدة، أمام أعين مسؤولي حكومة خامنئي، وقوات حرس نظام الملالي، وهو بمثابة قنبلة موقوتة تهدد مدن ومحافظات البلاد عن كثب، وعلى وجه التحديد مدينتي طهران وأصفهان.
وتجدر الإشارة إلى أن الانهيارات الأرضية ناجمة عن استخدام المياه الجوفية بتهور. وأُعلن منذ وقت ليس ببعيد، عن ظهور فجوات أرضية كبيرة ومروعة في محافظة أصفهان.
والجدير بالذكر أنه يتم إهدار 93 في المائة من مياه الزراعة، في إيران، بسبب جشع الإدارة التي لا يشغلها سوى التربح الريعي، وعدم كفاءة المسؤولين الحكوميين.