الزلازل في إيران واليوم العالمي للحد من الكوارث الطبيعية-كان يوم الأربعاء 13 أكتوبر/ تشرين الأول اليوم العالمي للحد من الكوارث الطبيعية. في حين أن العديد من البلدان كانت في تقدم بشأن الحد من تأثير الكوارث الطبيعية أو على الأقل السيطرة عليها، فقد أصبح شعب إيران في ظل نظام الملالي ضحايا لتلك لكوارث الطبيعية.
كان اليوم العالمي للحد من الكوارث الطبيعية فرصة للدول للتركيز على جهودها وإظهار الكفاءة من خلال إظهار مدى التقدم الذي أحرزته في إدارة الكوارث الطبيعية وتقليل الخسائر.
على سبيل المثال، تعرضت طوكيو يوم الخميس الماضي لزلزال قوي بلغت قوته 6.1 درجة. أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لحظات من هذا الزلزال القوي، لكن التقارير تشير إلى أن الزلزال تسبب فقط في انقطاع التيار الكهربائي لفترة قصيرة في طوكيو.
في 9 أكتوبر/ تشرين الأول، ضرب زلزال بقوة 5.7 درجة قضاء أنديكا الإيرانية. ووفقًا لوسائل الإعلام الحكومية، تم تدمير ما لا يقل عن 11 قرية، وإصابة عشرات الأشخاص.
ومع ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية يوم الثلاثاء الماضي، أن النظام فشل حتى الآن في مساعدة السكان المحليين في أنديكا في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران.
كما كتبت صحيفة وطن إمروز الحكومية يوم الثلاثاء الماضي ” إن مساعدة المناطق المنكوبة بالزلزال في شرق خوزستان تتقدم ببطء شديد. حيث أنه من بين 600 قرية في أنديكا، تعرضت 330 قرية لأضرار جسيمة، وتم تدمير 30 قرية بنسبة تتراوح من 80 إلى 90 بالمائة.”
وأضافت الصحيفة ” لقد تدمرت العديد من المنازل، بالإضافة إلى أنه كان هناك صعوبة شديدة في تقديم الإغاثة نتيجة لإغلاق الطرق. ان ظروف ضحايا الزلزال في هذه المحافظة غير مواتية بسبب تدمير منازلهم المبنية من الحجر والخشب.”
يوجد في إيران 6٪ من ضحايا الكوارث الطبيعية في العالم، بينما يوجد في إيران 1٪ فقط من سكان العالم. وبحسب وكالة أنباء إيرنا الرسمية في 22 يونيو/ حزيران، فإن “الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية في إيران تبلغ في المتوسط 5 مليارات دولار سنويًا”.
هناك العديد من الكوارث الطبيعية النشطة في جميع أنحاء إيران. حيث تقع إيران أيضًا على إثنين من الصفائح التكتونية الرئيسية وبالتالي فهي عرضة للنشاط الزلزالي المتكرر.
إذا حدث زلزال بقوة الزلزال الذي ضرب محافظة كرمانشاه في طهران، فسيتم تدمير مامجموعه 200 ألف مبنى بالكامل. قال علي بيت اللهي، المدير السابق لإدارة أبحاث الزلازل في وزارة الطرق والإسكان والتنمية الحضرية في النظام في عام 2017، إن انهيار هذه المباني العديدة سيتسبب بالتأكيد في مقتل مليون شخص على أقل تقدير، وهي كارثة حقيقية.
في عام 2017، ضرب زلزال قوي بقوة 7.3 درجة محافظة كرمانشاه في شمال غرب إيران. حيث قُتل أكثر من 600 شخص، وأصبح 70 ألف شخص بلا مأوى، وظل الكثيرون يعيشون في خيام لأكثر من عام ونصف. ومع ذلك، ادّعى الرئيس السابق للنظام حسن روحاني بعد ذلك بشكل مزيف أن “الجميع تقريبًا” قد عادوا إلى منازلهم التي أعيد بناؤها أو تم إصلاحها.
وبحسب وكالة أنباء إيرنا في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، لا يزال الكثير من الناس يفتقرون إلى المأوى الأساسي، رغم أن شوارع المدينة مليئة بالأمطار والطين الذي “اخترق خيام ضحايا الزلزال”.وأن الأهالي يحاولون الخروج من الأزمة من خلال “استخدام الألواح البلاستيكية وحفر قنوات المياه”. والأسوأ من ذلك، تم تسجيل زلزال آخر بقوة 6.3 درجة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 في كرمانشاه، مما أدى إلى إصابة المزيد من الأشخاص وتدمير المزيد من المنازل.
وضرب زلزال أخر بقوة 5.9 درجة محافظة أذربيجان الشرقية في شمال غرب إيران. قُتل خمسة أشخاص، وأصيب ما لا يقل عن 520 شخصًا. مرة أخرى، تأخر النظام مساعدة السكان المحليين، ولم يتعافى كثير من المتضررين من هذا الزلزال حتى بعد عامين.
وحثّت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الناس آنذاك على مساعدة الضحايا. وأضافت أن “نظام الملالي يتستر على الأضرار الناجمة عن الزلزال الذي بلغت قوته 5.7 درجة في أذربيجان الغربية. حيث تضررت أكثر من 100 قرية. أطالب بتقديم المساعدة للمتضررين، لا سيما في مدينتي خوي وسلماس، وأحثّ على توخي الحذر من قبل المواطنين في المحافظة بشأن الهزات الارتدادية اللاحقة.”
كانت معظم الوفيات الناجمة عن الزلازل والأضرار الجسيمة للممتلكات هي نتيجة انهيار المباني. يمكن للنظام تقليل الخسائر باستخدام قوانين البناء الحديثة والأساليب الهندسية التقدمية. كما يمكن تقليل المخاطر من خلال تقوية البنية التحتية العامة. حيث أن البنية التحتية العامة في إيران ضعيفة للغاية بعد عقود من نقص الاستثمار. وسرعان ما انهارت ما يسمى “منازل مهر” أثناء الزلزال الذي ضرب كرمانشاه، ومات كثير من المواطنين تحت الأنقاض.
كان يمكن للنظام أن يساعد المواطنين إذا كان لديه نظام فعّال للاستجابة لحالات الطوارئ في المحافظات. وأخيرًا، يجب على الدول المعرضة للزلازل الكبيرة، مثل إيران، الاستثمار في الأبحاث لتعزيز معرفتها بالخطر والتأثيرات المحتملة والسلامة الزلزالية. سيوفر الاستثمار في العلوم والبحوث المعرفة اللازمة لدعم الإجراءات الفعّالة من قبل صانعي القرار.
ولكن بدلاً من ذلك، كان النظام يهدر الثروة الوطنية على الإرهاب وغيرها من الأنشطة الخبيثة. في عام 2019، قدرّت وزارة الخارجية الأمريكية أن نظام الملالي يمنح مامجموعه 700 مليون دولار سنويًا لمجموعة حزب الله الإرهابية في لبنان.
وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، “كانت إيران من بين أكثر شركاء بشار الأسد موثوقية، حيث قدّمت ما يقرب من 5 مليارات دولار في شكل خطوط ائتمان للنظام السوري، بالإضافة إلى ضخ الموارد والأفراد العسكريين في المنطقة”.
تصدير الإرهاب جزء لا يتجزأ من هذا النظام لأنه يحتاج إلى تصدير الفوضى إلى ما وراء حدود إيران من أجل البقاء. وبالتالي، لا جدوى من انتظار النظام للسيطرة على الكوارث الطبيعية وتقليل آثارها.
في اليوم العالمي للحد من الكوارث الطبيعية، يجب أن يعلم المجتمع الدولي أنه في ظل حكم الملالي، تتحول كل كارثة طبيعية وكل مشكلة يمكن الوقاية منها إلى كارثة كبرى، بداية من فيروس كورونا إلى الفيضانات و الزلازل وغيرها. بمعنى آخر، طالما أن الملالي في السلطة في إيران، فإن الكوارث الطبيعية ستلحق أضرارًا جسيمة بحياة الشعب الإيراني.