الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

مجزرة عام 1988 في إيران: حسن أشرفيان يشهد في محاكمة نوري

انضموا إلى الحركة العالمية

مجزرة عام 1988 في إيران: حسن أشرفيان يشهد في محاكمة نوري

مجزرة عام 1988 في إيران: حسن أشرفيان يشهد في محاكمة نوري

مجزرة عام 1988 في إيران: حسن أشرفيان يشهد في محاكمة نوري

أدلى حسن أشرفيان بشهادته يوم الخميس الماضي أثناء محاكمة حميد نوري قائلًا “لقد أخبرناهم عن المشاكل المتعلقة بالعنبر، مثل قلة الماء الدافئ ومشكلة النظافة، وجاء رد عباسي [نوري]، “اذهب من هنا و احمد الله أنك على قيد الحياة”.
وكان يوم الخميس الماضي، الجلسة الحادية والأربعون لمحاكمة مسؤول السجن الإيراني، حميد نوري، المتهم بالمشاركة في مجزرة عام 1988 للسجناء السياسيين. كان نوري في سجن جوهاردشت وقت المجزرة. وتم القبض عليه في السويد في عام 2019 .

وقد انعقدت الجلسات السبع الأخيرة لمحاكمة نوري في ألبانيا. تم نقل مكان المحاكمة بعد 34 جلسة في السويد إلى ألبانيا بناءً على طلبات المدّعين، حيث يوجد الآلاف من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. كان أعضاء منظمة مجاهدي خلق الهدف الرئيسي لمذبحة عام 1988 التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف سجين سياسي في جميع أنحاء إيران.

وفي جلسة استماع يوم الخميس الماضي في محكمة دوريس الجزئية، شارك حسن أشرفيان، وهو سجين سياسي سابق وعضو في منظمة مجاهدي خلق، رواية مروّعة عن فظائع النظام في السجون. تم اعتقال حسن أشرفيان عام 1983 لدعمه منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. أمضى أشرفيان ثلاث سنوات في سجني إيفين وغزل حصار، ثم نُقل إلى سجن جوهاردشت في عام 1986. كان أشرفيان في العنبر 3 أثناء مجزرة عام 1988.

خلال شهادته يوم الخميس الماضي، وصف أشرفيان التسلسل القيادي لسجن جوهاردشت كالتالي:

كان “محمد مغيّسة” المعروف بـ “الناصري” مسؤولاً عن السجن. على حد علمي، كان حميد عباسي [نوري] نائبًا له. وكان داود الشجري مسؤولاً عن أمن السجن.

وصف أشرفيان لأول لقاء له مع نوري قائلًا “قام الناصري و نوري بمنعنا من ممارسة الرياضة في السجن. في يونيو/ حزيران 1987 كنا نمارس الرياضة في باحة السجن. فجأة دخل 20-30 حارسًا إلى الفناء ومنعونا من أداء التمارين. ضربونا بالكابلات والهراوات والقضبان المعدنية”.

وأضاف أشرفيان “أخذونا إلى قاعة صغيرة في الطابق الثاني، أطلق عليها السجناء” غرفة الغاز. “ودفعونا إلى القاعة بينما كنا لا نزال نتعرق من التمرين وأغلقوا جميع الممرات الهوائية … كنّا جميعًا في حالة اختناق صعبة للغاية”.

وتابع أشرفيان “قام أحد السجناء، كامبيز أستواري، بالاحتجاج على الوضع وطرق الباب بشدّة: “فقاموا بإخراجه وضربوه بشدّة”.

وأضاف أشرفيان “بعد ذلك، أخرجونا جميعًا. وقف الحراس في صفين وشكلّوا ممر. ثم دفعونا عبر ذلك الممر، لأننا ما زلنا معصوبي الأعين، وكانوا يضربوننا بشدّة أثناء مرورنا.كان بإمكاني سماع صوت حميد عباسي [نوري] الذي كان يقول، “أضربوا هؤلاء المنافقين [المصطلح الذي يستخدمه الملالي للإشارة إلى أعضاء منظمة مجاهدي خلق وأنصارها] حتى لا يفعلوا مافعلوه مرة أخرى”.

وفي جزء آخر من شهادته، وصف أشرفيان لقاءه بنوري بعد مذبحة عام 1988 قائلًا:

:في سبتمبر/ أيلول 1988، كان عددنا 53 سجينًا فقط في العنبر رقم 3. بينما قبل المذبحة، كان هناك 200 شخص في العنبر. من بين هؤلاء، كان هناك ستة أو سبعة أفراد متهمين بجرائم غير دعم منظمة مجاهدي خلق، بينما كان الباقين تهمتهم الأساسية هي مناصرة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. من بين 200 سجين، بقي فقط 53 على قيد الحياة”. وأضاف أشرفيان “في سبتمبر/ أيلول، جاء الحرّاس وعصبوا أعيننا وأخذونا إلى عنبر 13. هذا هو المكان الذي جلبوا فيه جميع السجناء الذين نجوا من المذبحة. أخذوا مجموعة أخرى إلى العنبر السفلي “.

يتذكر أشرفيان أثناء شهادته: “في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، جاء عباسي [نوري] والناصري [مغيسه] إلى العنبر مع عدة حرّاس آخرين”.

بدأ الناصري [مغيسه] يهددنا كعادته. قال: قتلناهم جميعًا وسنقتل بقيتكم لاحقًا. لقد انتهى عصر الاحتجاج والإضرابات. لا تعتقد أن أيدينا مقيدة. يمكننا إعدامك مثل البقية في أي وقت نريد”.

والتقى أشرفيان بنوري للمرة الأخيرة في نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث قال أشرفيان:

“تم نقلي إلى الحبس الانفرادي في نوفمبر/ تشرين الثاني 1988 … ثم أخذوني إلى العنبر السفلي رقم 1، والذي كان يسمى عنبر “جهاد”. كنّا حوالي 70 سجيناً تم نقلهم إلى هناك بعد مذبحة عام 1988 ”. “كانت هناك العديد من الزنازين. وفي حوالي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، تم نقل عباسي وعدة حراس آخرين في القسم الخاص بنا”.

وأضاف أشرفيان: “أخبرناهم عن المشكلات المتعلقة بالعنبر، مثل نقص الماء الدافئ وقلة النظافة”. وبدلاً من محاولة حل مشاكلنا، قال نوري، اذهب واشكر الله أنك مازلت على قيد الحياة. إذا أردنا تنفيذ فتوى الإمام – كان يقصد الخميني – تمامًا، فسيتعين علينا اعتقال وإعدام نصف الشعب الإيراني”.

في صيف عام 1988، أصدرت “لجان الموت” في جميع أنحاء إيران أحكامًا بالإعدام على آلاف السجناء الإيرانيين، ومعظمهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق. نفذّت هذه اللجان فتوى أصدرها المرشد الأعلى للنظام آنذاك روح الله الخميني. في فتواه، شددّ الخميني على أنه يجب إعدام جميع السجناء، وخاصة أولئك المناصرين لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وذلك في حال رفضهم التنصل من مثلهم العليا.

في جزء آخر من شهادته، شارك أشرفيان ما رآه خلال المذبحة قائلًا ” في 30 يوليو/ تموز، أخرج الحراس التلفزيون. وألغوا جميع الزيارات العائلية اعتبارًا من 26 يوليو / تموز”.

قال أشرفيان: “في تلك الأيام، قدمّوا لنا قائمة وقالوا لنا أن نكتب أسمائنا واتهاماتنا والوقت المتبقي لنا حتى نهاية عقوبتنا”، مضيفًا “حدث هذا مرة كل يومين”.

“في 30 يوليو / تموز، كنت وحدي في غرفة احتفظنا فيها بحقائبنا. رأيت داود الشجري من النافذة. كان مسلحاً، وكان بالقرب منه خمسة أو ستة عملاء في ثياب مدنية. كما رأيت سجينين أفغانيين معهما. كانوا يحملون عربات يد مليئة بالحبال. قال أشرفيان: “كانوا في طريقهم إلى المستودع”. قمت بالنداء على سجناء آخرين من بينهم محمد زند لرؤية ذلك. قال أحد السجناء لأشرفيان إن هذه الحبال للإعدام.

أصبح هذا المستودع فيما بعد يعرف باسم “قاعة الموت”، حيث تم شنق السجناء.

شارك أشرفيان في وقت لاحق ما مر به خلال مجزرة عام 1988 حيث قال:”في 1 أغسطس / آب، تم نقلي إلى الطابق الثالث وأنا معصوب العينين. جلست في القاعة، على بعد مترين أو ثلاثة أمتار من الشخص التالي. وضع الشجري طاولة في الردهة، وكانوا يأخذون إليها السجناء معصوبي الأعين حيث يطرحون الأسئلة عليه. الاسم، واللقب، واسم الأب، وأقرب أفراد الأسرة الموجودين في السجن.

ثم رأيك في الجمهورية الإسلامية (جمهورية الملالي). ثم ما هو رأيك في منظمة مجاهدي خلق؟ هل أنت على استعداد لإجراء مقابلة تليفزيونية؟ وأضاف أشرفيان “. كنا نقول إننا مؤيدون. أولئك الذين أجابوا بأننا من أنصار منظمة مجاهدي خلق تم فصلهم ونقلهم إلى عنابر وزنازين أخرى. لم أكن شجاعًا بما يكفي لأقول ماقاله الآخرين، إنني من أنصار مجاهدي خلق. عدت أنا وعدد قليل من الآخرين إلى العنبر”.

وتابع أشرفيان: “في 3 أغسطس / آب، كنت أسير في غرفة الحسينية عندما سمعت صوت سيارة”، مضيفًا أن السجناء “هرعوا إلى النوافذ. كان هناك خمسة منّا هناك”. سمعنا صوت ضعيف لمركبات ورأينا شاحنتين على الطريق، واحدة على كل جانب من جانبي الطريق. كان محرك إحدى الشاحنين يعمل”.

“كان محرك الشاحنة على جانب الطريق الأقرب لنا يعمل ويمكننا رؤية المصابيح الحمراء. رأيت بداخل إحدى الشاحنات التي وضعوا فيها أكياسًا للجثث. كان الضوء داخل الشاحنة مضاءً. كان هناك عدد قليل من حرّاس السجن، أحدهم كان داخل الجزء الخلفي من الشاحنة وكان مشغولاً بتركيب غطاء حتى لا يمكن رؤية الجزء الخلفي من الشاحنة”.

بينما كانت المحكمة تتابع تحقيقاتها، أقام أعضاء مجاهدي خلق في معسكر أشرف 3 بألبانيا مراسم تكريم. وأشادوا بمذبحة الشهداء عام 1988 وأشادوا بالمثابرة على مُثُلهم وهويتهم كأعضاء في منظمة مجاهدي خلق. وتعهدوا بمواصلة طريق هؤلاء الشهداء حتى تحقيق إيران الحرة.