صواريخ النظام الإيراني والطائرات بدون طيار تهدد السلام والاستقرار العالميين
أصبح برنامج الصواريخ للنظام الإيراني مشكلة كبرى وخطرًا في منطقة الشرق الأوسط.
وفي 13 آذار / مارس هاجم النظام قاعدة في إقليم كردستان العراق بعشرات الصواريخ، ثم برر ذلك بادعاء أن القاعدة كانت “مركزا استراتيجيا للتآمر والشر” تابعا لإسرائيل.
وعلى الرغم من وصف النظام لهذا العمل بأنه عمل دفاعي، إلا أن ذلك الهجوم كان انتهاكًا واضحًا لمبادئ العلاقات الدولية وسيادة الدولة المجاورة. وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الأعمال التي ارتكبها النظام قد تكررت عدة مرات على مدى السنوات الماضية، وستحدث بلا شك مرة أخرى بينما لا يزال يتم تمكينهم من خلال استرضاء الدول الغربية ونهجها الفاشل تجاه أعمال النظام العدوانية.
يفسر الموقف الضعيف للغرب خلال محادثات فيينا بشأن البرنامج النووي للنظام العدوان المتزايد للنظام على الدول المجاورة له.
اعتبر العديد من المراقبين الهجوم الصاروخي على أنه محاولة من قبل النظام لمزيد من الانقسام بين الفصائل السياسية العراقية، والتي تعتقد طهران أنها ستقوي المجموعات التي تعمل بالوكالة والتي تم هزيمتها خلال الانتخابات البرلمانية في عام 2021. الإدانة السريعة للهجوم من قبل رئيس الوزراء العراقي وجميع الأطراف المجموعات السياسية العراقية الأخرى، باستثناء وكلاء النظام، قوضت خطة الملالي.
إن مراجعة سريعة لوسائل الإعلام الحكومية الإيرانية وتصريحات مسؤوليها توضح بشكل واضح أن الهجوم الصاروخي غير المبرر وغير القانوني كان يهدف إلى رفع الروح المعنوية لقوى النظام المحبطة، لا سيما في ظل الانتكاسات التي تلقاها في المنطقة، بما في ذلك مقتل اثنين من كبار قادة فيلق القدس في سوريا.
وبغض النظر عن دوافع النظام في شن هذا الهجوم، فإن صاروخ طهران وبرنامج الطائرات بدون طيار يشكلان تهديدًا متزايدًا للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.
ومن المفارقات أن مثل هذا الموقف العدواني ضروري للنظام لتعويض الأزمات التي لا يمكن علاجها التي يواجهها في الداخل، بما في ذلك الاقتصاد المنهار، وتفاقم الصراع الداخلي بين تیارات الن/ام، وتزايد مشاکل الناس.
في ظل هذه الظروف، فإن تقديم أي تنازلات للنظام تحت ذريعة محاولة إبقاء برنامج الملالي النووي تحت السيطرة يعد أمرًا مضللًا ويؤدي إلى نتائج عكسية لأنه يغذي شريان الحياة للنظام في وقت يكون فيه في أشد حالاته خطورة وضعفا في 43 سنة الماضية.