الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

خطورة سياسة استرضاء الولايات المتحدة حيال نظام الملالي 

انضموا إلى الحركة العالمية

خطورة سياسة استرضاء الولايات المتحدة حيال نظام الملالي

خطورة سياسة استرضاء الولايات المتحدة حيال نظام الملالي 

خطورة سياسة استرضاء الولايات المتحدة حيال نظام الملالي

يدور الحديث اليوم عن احتمال قيام الولايات المتحدة بإزالة الحرس الإيراني من قائمته للمنظمات الأجنبية الإرهابية، وهو ما سيكون انتصارًا مهمًا لنظام الملالي على الرغم من قدرته السابقة على التحايل على القيود المفروضة على الحرس الإيراني بمرونة كبيرة.

والغريب أن وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين شدد على أن إيران – أي الحرس الإيراني – تقف وراء الهجمات التي شنتها مليشيات الحوثي على السعودية والإمارات، والتي استهدفت منشآت نفطية ومحطات كهرباء ومياه ومناطق سكنية مدنية على حد سواء. فهل سيظل يكافئ طهران بإلغاء التصنيف الإرهابي للحرس الإيراني، تمامًا كما فعلت هذه الإدارة من قبل مع عصابة الحوثيين في اليمن، أم أنه سيبقيها كما هي؟

وكانت الولايات المتحدة قد أزالت العام الماضي الحوثيين من قائمة الإرهاب الخاصة بها على الرغم من حقيقة أن الميليشيات قد انقلبت على شعب وحكومة اليمن وقوضت هوية الدولة.

كما نفذت جرائم مروعة داخل اليمن، من تجنيد الأطفال إلى سرقة المساعدات والاغتيالات الممنهجة، مع رفض كل محاولات الوساطة. لقد أذل الناس لدرجة حرمانهم من العلاج الصحي والخدمات التعليمية.

كما تحالف الحوثيون الإرهابيون مع القاعدة عبر صفقة للإفراج عن قياداتها المعتقلين في السجون اليمنية. وهذا يؤكد أن ما يربط التنظيمات الإرهابية ليس بالفكر العقائدي، فهي توهم الناس بالتفكير، وإنما تقاطعات مصالحهم.

خطورة سياسة استرضاء الولايات المتحدة حيال نظام الملالي

نعلم أن زعيم الحوثي لا يتخذ قراراته بنفسه، وأنه يتصرف وفق أجندة إيرانية فرضت الهجمات الأخيرة، رغم أنها تعزز مبررات إعادة تسمية الجماعة من قبل الولايات المتحدة.

يراهن نظام الملالي على حلفائه، كالحوثيين، ومكوناته العسكرية، مثل الحرس الإيراني، لأنه يرى في ذلك مخاطرة مقبولة في مقابل الاستثمار السياسي والأخلاقي الذي يحققه في إثارة الخلاف بين واشنطن و حلفاؤها التقليديون.

النظام الإيراني يراقب الآن المسار المتوتر للعلاقات السعودية الأمريكية ويحاول استغلال ذلك بل وتفاقم العلاقة أكثر لتحقيق أهداف مشروعه التخريبي. الملالي يريدون محاولة استغلال اندفاع الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق نووي بأي ثمن.

لذلك، من خلال التصعيد الحوثي ضد المنشآت السعودية، يحاولون الاستثمار في تعميق التوتر بين الرياض وواشنطن وإظهار الأمريكيين كحليف غير موثوق به. كما أنهم يخبرون الأمريكيين بضرورة رفع العقوبات المفروضة على الحرس الإيراني. في حال شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، يكون النظام قد حقق نصرا وهميا في الداخل.

ويواصل النظام القول إن أمريكا لا تقف مع حلفائها، ولن ترد على من يهاجمهم، وإنها تفصل بشكل حاد بين مصالحها مع حلفائها ومصالحها مع خصومها.

في كل مرة يظهر فيها النظام عدواناً في المنطقة ولا يتلقى رداً حقيقياً من واشنطن، فإنه يخطو خطوة أخرى إلى الأمام على طريق تقويض مصداقية أمريكا. إنه يقلب أسس العلاقة بين واشنطن وحلفائها، ويرفع مستوى القلق الشعبي والسياسي.

كانت هناك عقوبة خطيرة واحدة – فقط واحدة من العديد من العقوبات التي تم تطبيقها على عجل ضد روسيا – كانت ستكفي لو تم تطبيقها ضد النظام الإيراني والحوثيين. كان من شأنه أن يردعهم، لكن الدول الغربية اختارت عدم القيام بذلك. وبدلاً من ذلك، أزالت أمريكا تصنيف الحوثيين كإرهابيين وخططت لفعل الشيء نفسه مع الحرس الإيراني. هذه ليست سياسات أو سلوكيات الحلفاء.

صرحت السعودية الشهر الماضي أنها لن تتحمل أي مسؤولية عن أي نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية نتيجة هجمات الحوثيين على منشآتها النفطية. هذا بيان مهم للغاية لأنه يعيد ترتيب المسؤوليات الدولية ويحمل رسالة واضحة للعالم مفادها أن استراتيجية نظام الملالي في اليمن سوف يتحملها المجتمع الدولي ككل. إنها ليست مشكلة هامشية يمكن تجاوزها وسيتعرض ضررها للمواطنين العاديين في كل مكان، لا سيما في أوروبا وأمريكا.

في لحظة التحول التاريخية التي يمر بها العالم اليوم، اختار الملالي إشعال المنطقة وتعبئة مليشيات الحوثي وضرب أسواق وإمدادات الطاقة. ينعكس هذا بشكل مباشر على سعر النفط.

بينما تختار أمريكا اليوم الابتعاد عن حلفائها وتحرير يد الإرهاب، فإن أكثر ما يقلق الجميع هو تساهل أمريكا مع الحرس الإيراني وإرهابه وتحديها للولايات المتحدة وسيادتها. كشفت صحيفة واشنطن اكزامينر الشهر الماضي عن مؤامرة يدعمها الحرس الإيراني لاغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون.

وقالت الصحيفة إن إيرانيين اثنين على الأقل ينتسبون إلى فيلق القدس التابع للحرس الإيراني قد خططا لتنفيذ العملية، بحسب مسؤول بوزارة العدل. كما ذكرت أن مسؤولي إدارة بايدن رفضوا توجيه اتهامات علنية ضد المشتبه بهم خشية أن يعيق ذلك جهود التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.

كما أعلن المبعوث الخاص لإدارة ترامب لإيران، براين هوك، في وقت سابق أن فيلق القدس قتل أكثر من 600 جندي أمريكي في العراق.

علاوة على ذلك، نشر حساب تويتر للمرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي في يناير مقطع فيديو يحاكي اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أصدر الأمر باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في عام 2020. وتعهد مسؤولون في إيران مرارًا وتكرارًا للانتقام لقتلة سليماني.

بعد كل هذه المعلومات والإرهاب الموجه ضد المصالح الأمريكية، ما زلنا نرى من إدارة بايدن إصرارًا غريبًا على إزالة الحرس الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية والتوصل إلى اتفاق نووي ضعيف سيمكن طهران فقط من تنفيذ المزيد من الهجمات الإرهابية و إرسال المزيد من الأموال إلى مليشياتها.