الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

رسالة “المقابر الجماعية” من جمهورية الملالي عام 1988 إلى بوتشا عام 2022 

انضموا إلى الحركة العالمية

رسالة "المقابر الجماعية" من جمهورية الملالي عام 1988 إلى بوتشا عام 2022

رسالة “المقابر الجماعية” من جمهورية الملالي عام 1988 إلى بوتشا عام 2022 

رسالة “المقابر الجماعية” من جمهورية الملالي عام 1988 إلى بوتشا عام 2022

لقد عانى شعب أوكرانيا خلال أكثر من ستة أسابيع مرهقة ومؤلمة من الحرب، التي تم خلالها قصف عشرات البلدات والقرى، وقتل الآلاف من المدنيين، وِإجبار ملايين الأوكرانيين على الفرار من ديارهم وبلدهم.

في هذه الأيام، ينظر المرء مندهشًا إلى الصور من بوتشا وغيرها من المدن الأوكرانية ويتساءل كيف يمكن للبشر أن يرتكبوا مثل هذه الفظائع؟

تسببت آثار الهجوم، الذي بدأته حكومة ليس لديها أدنى قدر من الرحمة، في معاناة لا توصف وأضرار لا يمكن إصلاحها، ليس فقط في أوكرانيا، ولكن في جميع الدول حول العالم. لسوء الحظ، هذه ليست المرة الأولى. كان للحرب التي استمرت 11 عامًا في سوريا والقوى العالمية التي استرضت فيها الجناة والداعمين الرئيسيين لهذه الحرب الآثار نفسها.

الآن، تكشف مدينة بوتشا الأوكرانية الصغيرة للعالم عن الوجه المرير لهذه الحرب. مرة أخرى أظهر أحدث الصور من بوتشا، حيث تم ذبح الرجال والنساء والأطفال الأبرياء العزل، الوحشية الكاملة للحرب ووحشية الجيش الذي يغزو أوكرانيا. يتسائل الناس في جميع أنحاء العالم أنفسهم بشدة، متى وكيف ستنتهي إراقة الدماء؟

هذا سؤال كان يجب طرحه عندما قررت القوى العالمية التزام الصمت ومراقبة الأحداث والحروب الوحشية في الشرق الأوسط من مسافة آمنة. دون أدنى شك، في ذلك الوقت، حذرّ العديد من الخبراء الاجتماعيين والسياسيين المراقبين من أن الصمت في مواجهة الطغاة لن يمنحهم إلا زمام الأمور وأن نقطة اشتعالهم ستغير اتجاههم لأنفسهم، لكن لم يستمع أحد.

أصبحت بوتشا الآن مظهرًا جديدًا للآثار الوحشية للحرب والغزو. الأبرياء، الذين قٌتلوا جماعيًا بلا رحمة وهم مكبلون من الخلف وأطلقوا النار على رؤوسهم، وتركوهم يرقدون في الشوارع المهدمة في هذه المدينة الصغيرة.

جثثهم الميتة المدفونة جزئيًا هي تذكرة مروّعة للعبارة المثيرة للاشمئزاز “مقابر جماعية”، ومرة أخرى وجدت هذه العبارة طريقها إلى الدوائر السياسية والإعلامية في جميع أنحاء العالم. الصور تتحدث عن نفسها.

تشير أجزاء الجثث التي يمكن رؤيتها من المذبحة إلى أن الجثث دُفنت على عجل دون أي احترام للأنسانية.

هذه المشاهد “غير مستساغة على الإطلاق” للعالم في القرن الحادي والعشرين وتسلط الضوء على حالات الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية. إن إدانة هذه المأساة لا تعرف حدودًا ولا تنوع ثقافي وعرقي رغم من يحاول تبريرها أو نفيها.

في “المؤتمر الدولي – رمضان: متحدون ضد التطرف وإثارة الحروب، ومن أجل السلام والأخوّة” الذي عقده المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، قالت كيرا روديك، عضوة البرلمان الأوكراني وزعيمة حزب جولوس، ” لا يمكن نسيان ما يحدث لأوكرانيا. أنا أتحدث إلى جميع قادة العالم والمنظمات الدولية.

أنتم بحاجة للعمل الآن. أربعون يومًا كانت كافية للغاية. يجب أن تعرف مكان الخطوط الحمراء. توجد بلدات صغيرة مثل بوتشا، حيث يُقتل الأطفال وتُغتصب النساء. يجب أن يتوقف هذا على الفور. نريد إنهاء هذه الحرب والأشياء المرعبة التي نراها”.

نبرة صوتها المرتجفة ونظرتها المليئة بالدموع جعلت أي شرح إضافي غير ضروري وأظهرت بوضوح عمق المأساة.

في إشارة إلى أعضاء  منظمةمجاهدي خلق الإيرانية الذين حضروا هذا المؤتمر، والذين عانوا من العديد من المجازر مثل بوتشا على مدار 43 عامًا، قالت: “سمعت بما حدث لكم في (معسكر)”. أشرف (العراق)، وأريد أن أخبرك أنني الآن أتفهم ما مررتم به بشكل كامل”.

تذكر ملاحظاتها الاقتباس الشهير لأشرف رجوي، إحدى النساء الرائدات ضد نظام الملالي التي ضحت بحياتها في نهاية المطاف من أجل إيران حرة، حيث قالت في عام 1981، “لم يعرف العالم ما حدث لأمتنا في هذه الأشهر القليلة”.

قليلون كانوا يتخيلون أن يأتي اليوم مرة أخرى حيث تهز العالم الرسائل النارية لـ “عمليات الإعدام” و “المقابر الجماعية”. تصور كثيرون أن ظلام الديكتاتوريات سيدفن رسالة إراقة دماء الأبرياء، لكن ذلك الوقت تغير، وعليهم أن يواجهوا العدالة على جرائمهم وسيواجهونها حتمًا.