دعوة للتحقيق في وفاة أحد معتقلي انتفاضة ديسمبر 2017 في سجن همايونشهر وفاة مهدي صالحي، سجين الانتفاضة، بشكل مريب بعد حرمانه من المرافق الطبية والفحوصات
في يوم الخميس الموافق 14 أبريل 2022، توفي مهدي صالحي، وهو سجين سياسي من مدينة يزدانشهر يبلغ من العمر 36 عامًا، تم اعتقاله خلال انتفاضة ديسمبر 2017، بشكل مشبوه في سجن همايونشهر بأصفهان بسبب الضغط الشديد علیه من قبل جلاوزة النظام وحرمانه من العلاج الطبي والمرافق والرعاية. ودُفنت جثة سجين الانتفاضة هذا، صباح اليوم في يزدان شهر تحت سيطرة القوات الأمنية التي منعت الأسرة من إقامة الجنازة.
في ینایر2022 أصيب مهدي بجلطة دماغية بسبب حقن دواء خاطئ وتأخير إرساله إلى المستشفى، وبقي في غيبوبة لبعض الوقت. إنه كان أحد الشباب الشجعان حسن السمعة في يزدانشهر، اعتقل خلال انتفاضة ديسمبر 2017، بينما كان يساعد أحد أصدقائه الذين أطلق عليه مجرمو خامنئي النار. حُكم على مهدي، إلى جانب أربعة سجناء آخرين في انتفاضة عام 2017، بالإعدام في فبراير / شباط 2019 بحكم أصدره الفرع الثاني لمحكمة الثورة في أصفهان بتهمة “المحاربة”.
يُعدّ الموت المجحف للسجناء، وخاصة السجناء السياسيين، نتيجة حرمانهم من المرافق الطبية والرعاية الطبية، ممارسة روتينية في سجون الفاشية الدينية في إيران، والتي خلفت عشرات الحالات منذ انتفاضة عام 2017.
إن المقاومة الإيرانية تدين بشدة هذه الجريمة النكراء وتطالب الأمين العام للأمم المتحدة والمفوضة السامية ومجلس حقوق الإنسان ومقرّري الأمم المتحدة المعنيين بتشكيل هيئة دولية للتحقيق في مقتل مهدي صالحي وسجناء آخرين تعرضوا للموت المجحف أو قتلوا بشكل مريب في السجن. يجب إحالة قضية الانتهاكات الوحشية والمنهجية لحقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويجب تقديم قادة النظام، وخاصة خامنئي ورئيسي وإيجئي، إلى العدالة بسبب ارتكابهم جريمة ضد الإنسانية والإبادة الجماعية على مدى 4 عقود.
أحد الملالي المنشقّين يكشف فظائع النظام
أحد الملالي المنشقّين يكشف فظائع النظام
في رسالة مفتوحة إلى الشعب الإيراني، سلط الملا المنشق عین الله رضا زاده جویباری، المسجون في ساري بمحافظة مازندران الشمالية، الضوء على الفظائع التي ارتكبها مسؤولو السجن. وفي كلمة له أمام رئيس القضاء في النظام، غلام حسين محسني إيجئي، رفض الادعاءات حول الأوضاع الإنسانية والطيبة في السجون في عموم البلاد وأن هؤلاء السجناء تتم معاملتهم وفق القيم والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وتسائل جویباری “عندما يتدخل القضاء في السياسة، تتراجع العدالة. أنا آخاطب كل المحامين الذين ما زالوا صامتين في وجه المظالم السائدة في القضاء. عليكم أن تواجهوا جميعًا العدالة لصمتكم على هذا الظلم والقسوة. الشعب الإيراني والباحثون عن العدالة في إيران يسألون لماذا لا تلتزمون بالقوانين ذاتها التي مررتموها؟
وفي إشارة إلى إيجئي، أضاف جویباری: “غالبًا ما تتحدث عن العدالة والحقوق المدنية في وسائل الإعلام التابعة للنظام وتدعو إلى عقوبات بديلة للسجن. تتحدث عن حقوق السجناء. لماذا لم يتم العمل بأي من التعليمات الصادرة عن القضاة؟ تمتلئ سجونك بكبار السن الموجودين في السجن لارتكابهم جرائم بسيطة وغير جنائية، وأمور تتعلق بالأموال. كيف يمكنكم تطبيق القانون فقط على من لا يستطيع دفع ديونه؟ لماذا يرفض قضاتكم وبشكل غير عقلاني أو مبرر أو منطق سليم تطبيق هذا القانون؟”
في جزء آخر من رسالته إلى السلطات كتب، “اعتاد الناس على قبول أفكارك الشعبوية لأنهم لا يعتقدون أن رجل دين واعظ سيكذب”.
وفي حديثه عن أوضاع السجون الإيرانية بشكل عام وفي سجن ساري بشكل خاص، “هل تعرف شيئًا عن الأوضاع المعيشية وأوضاع السجناء، خاصة في سجن ساري؟”
وفي إشارة إلى خطورة مشكلة المخدرات بين نزلاء السجون، أضاف جویباری: “لقد تم تدريبهم في مختلف المهن الفنية وغير الفنية. لكن لسوء الحظ، في سجونك اليوم، يتم استعباد العديد من الشباب جنسياً بسبب إدمان المخدرات ويستخدمون (الكريستال ميث) والمخدرات والهيروين. إنهم مدمنون على الميثادون. وتشير الطوابير الطويلة من الميثادون في السجن إلى كارثة إنسانية “.
وتابع مخاطباً إيجئي بشكل مباشر: “اعط من وقتك واجلس وجهاً لوجه مع السجناء دون أن يرافقك أحد، واستمع إلى مشاكلهم وستدرك أنه لا يوجد شيء اسمه حقوق مدنية وإنسانية في سجونك. هل أنت على علم بحالات القتل لنزلاء السجون؟ ماذا عن ارتفاع معدل الانتحار بين السجناء؟ ماذا فعلت في هذا الصدد؟
السيد إيجئي، أتمنى أن يكون لديك إجابة مقنعة للأمة حول الوفاة المشبوهة لسجناءنا الأعزاء، الراحل قاسم شيرزاد، وجعفر عزيزي، وعسکری سياهبوش، وبرهان حكيميان، وفرامرز روح شناس، وأميد بي بناه، وعباس أصغري، والعديد من السجناء الآخرين الذين التزم مسؤولو السجن الصمت بشأن وفاتهم. لم يخلق الله البشر عبثًا. كيف يمكن للتاريخ أن يصفك ويحكم عليك؟ “
وفي إشارة إلى الشعب الإيراني، قال جویباری: “أيها المواطنون، حتى لو وقعت إحدى هذه الجرائم ضد الإنسانية في دول متحضرة، فإن ذلك سيؤدي إلى قلب نظام الحكم. إنني أتحدث عن مثل هذه الجرائم المخزية التي كانت حتى مايسمونه بالدولة الإسلامية لأبو بكر البغدادي (داعش)، والدولة الإسلامية للقاعدة، والدولة الإسلامية لطالبان مترددة في ارتكابها ضد السجناء وأسرى الحرب. سأذكر فقط التعذيب وانتهاكات الحقوق المدنية للسجناء، وسأشارك التفاصيل في بيان رسمي مع الأمة الإيرانية العظيمة لاحقًا”.
واختتم خطابه بالقول: “على مدى السنوات الأربعين الماضية، كانت هناك حملة إبادة جماعية وتطهير عرقي وفصل عنصري ديني. كلمتي الأخيرة: باسم العمل الثقافي، دمر البعض الثقافة الإسلامية، وباسم الثقافة والشؤون الثقافية، فهم المسؤولون الرئيسيون عن الإدمان في السجون. اسمحوا لي أن أقول بإيجاز أنه ليس هناك وجود للعدالة والحقوق المدنية وحقوق الإنسان وحرية الاختيار في سجونكم “.
تاريخ عين الله رضا:
اعتُقل عين الله رضا زاده جويباري وسُجن عدة مرات خلال العقود الماضية. قبل عامين، أصدر بيانًا مصورًا احتجاجًا على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وخلع رداءه، وقال: “أخلع عمامتي وأرتدي قبعة شخص يحب إيران”.
وقد قُبض عليه بعد ذلك لإجراء المقابلة ولا يزال محتجزًا بمعزل عن العالم الخارجي في سجن ساري. اعتقل لأول مرة في عام 1990 لمعارضته مبدأ ولاية الفقيه (حكم رجال الدين المطلق) وسُجن لبعض الوقت في العنبر الخاص لرجال الدين في سجن قُمّ.
كما تم اعتقاله عدة مرات في عام 2002. واختطفه عملاء يرتدون ملابس مدنية في عام 2006 بعد أن كتب رسالة من 200 صفحة إلى المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي وقضى عام واحد في السجن.
ثم تم سجنه عام 2017 من قبل وزارة الاستخبارات. حُكم عليه في البداية بالسجن ثماني سنوات وسنتين في المنفى الداخلي، لكن أُطلق سراحه بعد عام. تم اعتقاله الأخير في عام 2019