جمهورية الملالي تسلّم “العراق” لخليفة سليماني
قامت حكومتا الولايات المتحدة وجمهورية الملالي بتعيين سفراء جدد في العراق. يأتي الدبلوماسيون من خلفية استخباراتية وعسكرية وكانوا متورطين في أزمات المنطقة على مستويات مختلفة.
ماذا يعني هذا بالنسبة لدولة مختلة سياسياً غير قادرة على تشكيل حكومة جديدة منذ انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول؟
قامت جمهورية الملالي بتعيين محمد كاظم أل صادق سفيرًا جديدا لها في بغداد. كما هو الحال في كثير من الأحيان مع السفراء الإيرانيين في العراق، ورد أن أل صادق عضو في فيلق القدس التابع لقوات حرس نظام الملالي.
وسيحل ال صادق محل إيرج مسجدي الذي شغل المنصب منذ أبريل/ نيسان 2017.
على الرغم من أن الدبلوماسيين العراقيين ينفون أن التغيير “له أي علاقة بأزمة تشكيل الحكومة العراقية”، فإن العديد من الممثلين الشيعة وراء الكواليس يشيرون إلى غير ذلك.
بينما في واشنطن، استمعت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في وقت سابق من هذا الشهر، إلى شهادة السفيرة الجديدة ألينا رومانوسكي.
ووصفت رومانوسكي العراق بأنه “حجر الزاوية” وحذرّت من تأثير الفصائل المسلحة هناك.
بعد الانتهاء من مهمتها كسفيرة في الكويت، تتجه رومانوفسكي إلى بغداد بسيرة ذاتية قوية مليئة بالخبرة في وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية.
رومانوسكي متحمسة لإعادة رسم قواعد الاشتباك مع الإيرانيين الذين أرسلوا ال صادق لانتظارها في بغداد.
قصة كيف انتهى المطاف بآل صادق سفيرًا لإيران في العراق هي أكثر إثارة للإعجاب من قصة رومانوسكي.
حيث تفضح القصة ديناميكيات قوات حرس نظام الملالي في العراق، ورغبة المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي في معالجة الارتباك الذي فشل كل من إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس (الذراع الخارجية لقوات حرس نظام الملالي) ومسجدي في حله.
وُلِدَ آل صادق في مدينة النجف، وينحدر من عائلة إيرانية عراقية معروفة بدراساتها الدينية.
تتمتع عائلته بعلاقات تعود إلى السبعينيات مع العائلات الدينية البارزة في كل من العراق وإيران.
وكان آل صادق من أبرز الشخصيات التي رافقت قاسم سليماني القائد الهالك لفيلق القدس.
في العراق، كان لدى آل صادق علاقات عميقة الجذور مع قادة الأحزاب الشيعية.
وقد سمح له ذلك بفهم القضايا العقائدية في الأزمة العراقية والانخراط فيها وخلق المناخ اللازم له ليكون الخليفة المحتمل لسليماني في المنطقة.
ويبدو أن مهمة آل صادق الرئيسية ستتمحور حول الحفاظ على نفوذ نظام الملالي قويًا ومتزايدًا في الحكومة المركزية في بغداد.
كم أن تعيينه قد يوفر نموذجاً إدارياً مختلفاً لتطبيق سياسات نظام الملالي، وقد يؤثر ذلك بشكل كبير على مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.