ترك التعليم الدراسي، هدية الملالي السنوية للشباب الإيراني
أصبح التسرب المدرسي من أجل العمل ومساعدة أسرهم أحد الأزمات الاجتماعية الرئيسية للأطفال في إيران. يضطر العديد من الأطفال، حتى قبل أن تتاح لهم الفرصة لبدء تعليمهم بشكل صحيح وبناء مستقبلهم، إلى التوقف عن الدراسة، مما يجعل هؤلاء المتسربين يواجهون آفاقًا اقتصادية واجتماعية مروّعة للغاية.
يُحرم ملايين الأطفال والشباب في جميع أنحاء البلاد بشكل روتيني أو لديهم وصول محدود إلى التعليم. بالنسبة لأولئك المحظوظين بما يكفي لإتاحة الفرصة لهم للحصول على مستوى معين من التعليم العام، فإن هذا غالبًا ما يقتصر على التعليم الابتدائي، والذي لن يساعد هؤلاء الأطفال بما يكفي لبناء مستقبل مشرق لأنفسهم.
حتى بالنسبة لأولئك الذين يلتحقون بالمدرسة الثانوية، فإن الوعد بمستقبل يعتمد على تعليمهم أمر ضعيف للغاية، مما يتسبب في تسرب العديد من الطلاب، بالإضافة إلى الطلاب الذين يضطرون إلى ترك المدرسة في المراحل الأولى للغاية.
خلقت هذه الأزمة مجتمعاً من الأطفال الذين تُركوا في الشوارع يكافحون من أجل البقاء. في جميع أنحاء إيران، وصل عدد هؤلاء الأطفال الآن إلى مايقرب من مليون طفل.
من خلال فحص المنشورات الأخيرة من وسائل الإعلام التابعة لنظام الملالي، سنجد آلاف الأسباب والإحصاءات لمثل هذا الوضع. على الرغم من أن العديد من هذه التابعة للدولة تخفي السبب الحقيقي وراء هذه الأزمة، وهو الفساد الحكومي وعدم المساواة والسياسات التعليمية الخاطئة.
وفقًا لتصريحات علي رضا كاظمي، وزير التعليم بالإنابة في نظام الملالي، في عام 2021، تخلف مامجموعه “210.000 طالب ابتدائي و760.000 طالب ثانوي” من التعليم.
أعلن مركز الإحصاء الإيراني عن إحصائيات ترک “المدارس الابتدائية والثانوية” في العام الدراسي 2020-2021 والتي بلغت “حوالي 970871 ألف طالب وطالبة”.
وكانت إحصائية المتسربين في العاصمة طهران وحدها هي الأعلى في البلاد. لا يسعنا إلا أن نتخيل مدى خطورة الوضع في مناطق أخرى من البلاد، خاصة في المناطق الفقيرة والحدودية.
قال بهروز نظری، مدير مجموعة الأبحاث حول تطوير التعليم والدراسات وتطوير منظمة الجهاد الجامعي، “طهران واحدة من المدن التي بها عدد كبير من الأطفال العاملين وتارکي التعلیم المدرسی”.
وأضاف نظری متجاهلاً تمامًا فساد النظام وعدم المساواة الاجتماعية في إيران، “يتسبب الفقر البيئي في إرسال الأطفال إلى مراكز العمل بدلاً من الدراسة”.
إلى جانب الأعداد الصادمة من التارکین للدراسة في إيران، هناك جانب آخر يضيف إلى هذه الأزمة وهو تراجع جودة التعليم الذي يتلقاه الأطفال. يحاول العديد من المسؤولين أن ينسبوا هذا الوضع إلى فيروس كورونا، لكن هذه المشكلة كانت موجودة قبل وقت طويل من بدء الوباء. ومن المفارقات أن العديد من العائلات أُجبرت على إبقاء أطفالها خارج المدرسة لأنهم لم يتمكنوا من دفع ثمن الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
وأوضح علي رضا كاظمي: “أنا أتحدث عن تدني جودة التعليم في حقبة ما قبل فيروس كورونا، عندما لم تكن مهارات القراءة والكتابة ومحو الأمية في التعليم ذات جودة عالية، حتى في ذلك الوقت”.
هذا الوضع محزن للغاية على أمل الوطن ومستقبله. مع انتشار مثل هذا التدمير المنهجي، لا يمكن تعويض تسارع عملية التسرب، وسيضر فقط الأجيال القادمة، وبالتالي، تقدم البلاد.
خلال رئاسة أوباما، سلمت الحكومة الأمريكية حوالي 1.7 مليار دولار نقدًا إلى النظام. محسوب ببساطة، حتى مع نصف هذه الأموال فقط، يمكن للنظام القضاء على البطالة وأزمات عمالة الأطفال وعمليات التسرب، ولكن مع أولويات النظام مثل مشاريعه النووية والصاروخية، فهذا أمر لا يمكن تصوره.