الانتخابات اللبنانية تقرّب الجحيم المتوالي على رأس الولي الفقيه
الإنتخابات اللبنانية الحدث المزلزل في لبنان والمنطقة والعالم بأبعاده المختلفة ونتائجه الموجعة لولي الفقيه والسياسيين الفاسدين الذين أساءوا تقديرات الموقف الشعبي مستخفين بشعبهم الذي طفح الكيل لديه وفاض به مما كانوا ولا زالوا يعملون.
نظام الولي الفقيه
توقع الكثيرون من المهتمين بالشأن السياسي بمنطقة الشرق الأوسط التي تهيمن عليها ميليشيات وعصابات موالية لنظام الولي الفقيه المتسلط على إيران والمنطقة توقعوا سقوط ولي فقيه نظام الملالي في إيران علي خامنئي بسكتة قلبية أو دماغية تنهي وجوده في هذه الحياة التي أضاف لها هو نظامه وشركائه ووكلائه وذيولهم 43 عاماً من الهلاك والبؤس والخراب الذي طال 5 دول “إيران – العراق – لبنان – سوريا – اليمن” بشكل مباشر ودول الخليج بشكل غير مباشر، لكنه بحسب الأخبار المتواردة لم يقع بعد ويبدو أن ذلك لسببين أولهما هو تبلد مشاعره وأحاسيسه وموت ضميره ووجدانه وتنامي النزعة الإجرامية لديه ولدى نظامه الوحشي وهذا مستدلٌ عليه من خلال ما يجري من مآسي على الشعب الايراني المنكوب على الأقل.
والسبب الثاني لتأخر سقوطه مجلوطا هو زبانيته المحيطين به من اللصوص والمجرمين والمخادعين الكاذبين والمتملقين الذين ينقلون له بأن الإنتصارات تتوالى وقريبا جدا سيظهر هو على منصة المتحدث الكوني من كوكب المريخ ليعلن إنتصار نظام الولي الفخيخ “من خبرتهم في فن التفخيخ”، ومن جملة كومة المتملقين هؤلاء سفيه يعتلي قبة مجلس نظام الملالي لا يدرك الفرق في الأنساب بين الحسني والحسيني والمؤسف أنه عربي من مناطق يُفترض أنها ملمة جيدة بأبسط مسائل الأنساب فيصبح ولي الفقيه سيد علي الحسني الحسيني الخامنئي بحسب بالون أطلقه نائب عربي في مجلس الملالي، والمثير للضحك والخجل في نفس الوقت أن جمع القطيع الموجود في مجلس المطبلين صاحوا من مواقعهم هاتفين محيين هذا الجاهل بقولهم “صلوات على محمد وآل محمد…”
نعم كل الصلاة وأزكى التسليم عليك يارسول الله ولكن ليس بجهل وبدع وجريمة، وآخر الجرائم هي برج أبادان الذي انهار على أرواح العباد وممتلكاتهم وزادهم بؤسا وهما على همهم وحزنهم وتمضي ساعات بعد انهيار البرج ولم تأتي سلطات نظام الولي السفيه الى موقع الحادث لتقوم بواجباتها ولم حضر ممثل النظام انهال عليه الناس بالضرب والتحقير ولم يغادر بل طردوه شر طردة من الموقع، وكانت جريمة البرج نتيجة لعملية فساد ورشى من أجل استحصال موافقة السلطات على بناء البرج ولا تزال العديد من جثث الضحايا تحت الأنقاض، وبعيدا عن مأساة البرج تأتي مأساة قطع الأنترنت وتخاذل وسائل الإعلام في تغطية أحداث الإنتفاضة الوطنية الإيرانية التي أشعلت الأرض تحت أقدام نظام خامنئي الذي يبطش بالشعب الإيراني والمتظاهرين بوحشية لا نظير لها مستغلا التعتيم الإعلامي العالمي عما يجري داخل إيران، ورغم هذا التعتيم الذي يأتي لصالح نظام الولي السفيه الإرهابي إلا أن الثورة في إيران قد تخطت مستوى الثورة على الشاه بعدة درجات ولم تعد محاولات النظام مجدية في الداخل من خلال أدواته القمعية الإجرامية ولا في الخارج من خلال أعوانه من أتباع حقبة الشاه المقبورة وما زرعه من أدوات للفتنة والخداع في الخارج وهو أمهر صناع الفتن.
بدأ الجحيم المشار إليه بالمتغيرات الدولية تجاه نظام الملالي تلك التي حققتها المقاومة الإيرانية الأصيلة بالقضاء على مؤامرات الملالي وتنوير المجتمع الدولي بالحقائق الغائبة والمغيبة عنه وكذلك الحقائق المتغافل عنها وتغيير رؤى المسارات السياسية العالمية فيما يتعلق بنظام البؤس والرذيلة هذا، وتلى ذلك الرفض الشعبي الإيراني الذي بات واضحا جدا لرموز النظام خاصة بعد ثورة نوفمبر 2019 ما دفع بخامنئي إلى المجيء بمجرمي مجازر الإبادة الجماعية ليضعهم على رأس السلطة كأدوات قمع إحترافية ثم تصاعد وتيرة الرفض الدولي المؤسساتي للنظام وتأتي بعدها عقدة الملف النووي الإيراني التي تعاظمت وشددت من حدة وطأة العقوبات تلاها فشل ما يسميه الشعب الإيراني بجزار أو سفاح أو جلاد سنة 1988 في إدارة البلاد ثم جاء من بعد ذلك إنكسار ذيوله في الإنتخابات التشريعية بالعراق شر إنكسار ولم يبقى أمامهم سوى العربدة كوسيلة للبقاء، وها هي الأوضاع السياسية بالعراق معطلة والبؤس والدمار يعصف بالعراقيين دولة وشعبا بسبب تواجد وتدخلات الملالي في منظومة حكم العراق المتجه إلى الهاوية.، وتستمر هزائم نظام الملالي المرعبة وصولا إلى هزيمتهم في لبنان مركز المؤامرات والمساومة وصناعة المجهول المظلم.
الإنتخابات النيابية اللبنانية تقرّب الجحيم الواقع على رؤوس الملالي
لـ لبنان ميزة خاصة جدا لدى نظام الأزمات “نظام الملالي” كنقطة ارتكاز لمؤامراته ومخططاته وإدارة صراعه مع المجتمع الدولي إذ يستخدمه كأداة تصعيد لتخفيف الضغوط الدولية الممارسة عليه وتهدد بقائه، فهو يثق في مرتزقته وذيوله في لبنان ويعول عليهم أكثر من ثقته في مرتزقته بالعراق ما دفعه إلى ضخ مليارات الدولارات لحزب الله وأتباعه وشركائه في لبنان على حساب المساكين الجياع في إيران والعراق مؤخرا إذ بات على منظومة العراق السياسية التي أوجدتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا المساهمة في تكاليف مؤامرات النظام الإيراني في سوريا ولبنان ومناطق أخرى.
بلغ ضغط البؤس والفقر والفساد وتردي الأوضاع في لبنان ذروته نتيجة لفساد النظام السياسي وتدخلات نظام الملالي في الشأن الداخلي اللبناني ما أدى إلى إنفجار الشعب واندلاع مظاهرات وتجمعات واعتصامات حاشدة في مناطق لبنانية عديدة تنديدا بالفساد السياسي والإداري والإقتصادي وقد مثل هذا الإنفجار الشعبي اللبناني تحولا اجتماعيا كبيرا وغير متوقع في الأوساط اللبنانية ليظهر ما يعرف بتيار 17 تشرين نسبة لمظاهرات تشرين 2019 ويفوز هذا التيار المنبثق من العدم ولا يملك سوى الإرادة الشعبية بـ 13 مقعدا نيابيا، وكذلك فوز مستقلين أخرين بـ 7 مقاعد، وفوز حزب القوات اللبنانية بـ 22 مقعد وانكسار وتراجع القوى الموالية لنظام الملالي من حصة 70 مقعدا برلمانيا إلى 58 مقعدا، والعبرة هنا ليست بعدد الأصوات وإنما في التغير الإجتماعي بلبنان الذي لم تعد تجدي معه الشعارات ولا الشخصيات ولا الإنتماءات الضيقة وبات اليوم للمستقلين في لبنان وجودا نوعيا مؤثرا هز عروش الفاسدين بدءا من نظام الولي السفيه الحاكم في إيران.، والملفت للنظر أن التشرينيون في العراق ولبنان هم من أطاحوا بهيبة النظام الإيراني وميليشياته في العراق ولبنان، وبسقوط وزوال نظام الولي السفيه في إيران تموت سياسة وثقافة المال السياسي الفاسد والشعارات الطائفية المدمرة في كلا البلدين.
وها هو الشعب الإيراني يروي الأرض بدماء أبنائه المنتفضين في شتى أنحاء البلاد مواجهين أعتى آلة قمع دموية وحشية في العالم المعاصر في حين يتستر الإعلام العالمي إلا قليل على ما يجري لهم من قتل وقمع فلم يعد لدى الشعب الإيراني ما يخسره.. فتحية إجلال وتقدير للثوار في إيران ولوحدات المقاومة الباسلة التي تقود الثورة وتعزز ثبات وصمود الشعب الإيراني في وجه وحشية الملالي الطغاة، وتحية تقدير واحترام لأحرار العالم الذين يقفون إلى جانب الشعب الإيراني في نهضته وثورته المباركة.
وإلى غد أفضل