مقدمات الثورة الشعبية الکبرى
بقلم : رنا عبدالمجيد
مايجري في داخل إيران من رفض شعبي عارم و غير مسبوق لنظام الجمهورية الاسلامية الايراني، ليس
بمقدورنا وصفه على إنه مجرد أحداث طارئة أو مٶقتة خصوصا وإنه مصحوب بتحرکات و نشاطات
إحتجاجية غير عادية تکاد أن تشمل کل إيران، لکن الخصلة و الميزة التي تلفت النظر فيها هي إن هناك
نوع من التنسيق و التنظيم و الترتيب في هذه التحرکات و النشاطات الاحتجاجية، والاهم من ذلك دوام
إستمراريتها وتواصلها وعدم إستثناء طيف أو شريحة أو طبقة أو أي مکون من مکونات الشعب
الايراني منه.
عمليات الخداع و التمويه و التغطية على حقيقة و واقع الاوضاع المزرية في إيران، لم تعد تنطلي على
أحد فقد صار العالم کله و بفضل المعلومات الدقيقة التي توفرها المقاومة الايرانية بشأن الاوضاع في
داخل إيران، على إطلاع کامل بما يجري في إيران ولم يعد أحد يصغي الى التقارير المفبرکة التي يتم
تدبيجها في أقبية النظام للتغطية على الحقيقة و الواقع.
يوما بعد يوم، تتسع دائرة الاحتجاجات والاضرابات التي بدأت منذ 28 کانون الاول 2017، فقد بلغ
السيل الزبى و لم يعد بوسع أحد من السکوت و الصمت على الحالة المزرية التي يعاني منها الشعب
الايراني، وقد صار واضحا بأن هناك اليوم في إيران جبهتان، الاولى للشعب PMOI و المقاومة الايرانية
MEK و الثاني للنظام و أتباعه، وإن هذا النظام الذي عاث فسادا خلال العقود الاربعة الماضية وکان له
الدور الرئيسي في نشر ظاهرة التطرف والارهاب، يقف اليوم الشعب الايراني و بصلابة ضده خصوصا
وإنه تمادى کثيرا ولم يعد في الامکان الصمت عنه.
مايجري اليوم في إيران من نشاطات و تحرکات و فعاليات نجد فيها الکثير من التنسيق و الترتيب، أشبه
مايکون بالاعداد للثورة ضد هذا النظام ، بل إنها مقدمات ثورة شعبية کبرى ضد هذا النظام الذي
إرتکب الکثير من الجرائم و المجازر و الانتهاکات و الاخطاء بحق الشعب الايراني، وقد جاء اليوم الذي
يقوم فيه هذا الشعب و المقاومة الايرانية MEK بفتح دفاتر الحساب مع هذا النظام و محاسبته على
کافة الجرائم و الانتهاکات و التجاوزات المختلفة التي قام بإرتکابها بحق الايرانيين طوال العقود الاربعة
الماضية، ولم يعد هناك من مجال لکي ينجو النظام هذه المرة بنفسه کما فعل لمرات عديدة خلال
الاعوام الماضية، ذلك إن کل مقومات نهايته و سقوطه باتت متوفرة و يمکن لمسها من قبل العالم
کله، ولذلك يمکن القول وبثقة کاملة إن إيران تقف على أبواب التغيير، وإن التغيير قادم لامحال.