هل يمكن لطهران أن تفلح هذه المرة؟
الكاتب : سعاد عزيز
لايمكن تلمس الشعور بالارتياح والطمأنينة من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين وهم في طريقهم
لمواجهة الحزمة الثانية من العقوبات الامريكية ضدهم والتي هي الاقسى والاكبر تأثيرا، خصوصا وإن
عمليات المتابعة والتدقيق التي تجريها إدارة ترامب تختلف تماما عن تلك التي كانت إدارة أوباما
تجريها، فهناك حالة تقاطع تامة بين طهران وهذه الادارة من كل الجوانب.
يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني القادم حيث تفعيل وتطبيق الحزمة الثانية من العقوبات والذي بات قريبا،
يحمل في طياته أكثر من كابوس لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وإن إستعجال النظام الملفت
للنظر بحملتها من أجل تهريب منتجات نفطها لبيعه في السوق السوداء بواسطة “السفن الأشباح”
التي لا ترسل إشارات للرادارات مقدمة لإستباق هذه العقوبات التي تشمل حظر صادرات النفط
الإيراني. لكن هذه الطريقة والاسلوب للتهرب من العقوبات أو الالتفاف عليها، لايمكن أن تجدي نفعا
فيما لم تم المزيد من التضييق وهو إحتمال قائم خصوصا وإن عدد الدول التي باءت تنأى بنفسها عن
العلاقات الاقتصادية مع إيران أو تقللها في إزدياد مضطرد.
الحزمة الثانية من العقوبات والتي ستضاعف من معاناة الشعب الايراني وتٶثر على أوضاعه
المعيشية بقوة، من شأنها أن تفتح الابواب أمام الكثير من الاحتمالات التي يبدو إن معظمها ليست
لصالح إيران، خصوصا وإن ماقد أعلنه القادة والمسٶولون الايرانيون من إنهم لن يقوموا بصرف
الاحتياطي من العملات الصعبة لدعم الاوضاع المعيشية، مسألة لايمكن للشعب أن يتغاضى عنها
عندما تصل الامور الى حد لايمكن معه الاستمرار، ومن هنا، فإن بعض النداءات التي صدرت من جانب
وجوه تابعة للنظام تحذر من ذلك وتدعو لأخذ الامور والاوضاع التي يعاني منها الشعب بجدية،
خصوصا وإنهم يعلمون جيدا بأن آثار وتداعيات إنتفاضة 28 ديسمبر/كانون الاول 2017، لاتزال مستمرة
في صورة إحتجاجات متواصلة دونما إنقطاع وإنه من المحتمل جدا إندلاع إنتفاضة كبيرة قد لاتبقي
على شئ هذه المرة مع الاخذ بنظر الاعتبار إن هناك ترحيب بأي تحرك مضاد للنظام من جانب المجتمع
الدولي بشكل عام والولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص، خصوصا وإن الشعب إذا ماعاد لايملك
من شئ فإنه لايأسف على شئ!
مشكلة طهران هذه المرة في مواجهة الحالة التي فرضتها إدارة ترامب، كبيرة جدا وتميل الى تعقيد
أكبر مع ملاحظة أن دول المنطقة والعالم باتت تحمل العقوبات على محمل الجد لأنها تعلم إن ترامب
غير أوباما، وإن اللعب الامريكي مع إيران يختلف هذه المرة إختلافا كبيرا عن كل الالعاب السابقة مثلما
إن موقف الشعب الايراني وإحتجاجاته ضد النظام تختلف عن سابقاتها وهي جدية الى أبعد حد.