من يعاقب شعب إيران؟ أمريكا أم النظام الإيراني؟
مرارا عقدت المقاومة الإيرانية (NCRI)مؤتمرات صحفية لكشف النقاب عن مراكزً لإنتاج السلاح النووي
وإنتاج و تجريب وإطلاق الصواريخ في عموم ايران و جاءت تحذيرات المقاومة الإيرانية من ان “الموقف
السليم من هذا النظام هو الحزم وتشديد الضغوط ومنعه من خداع العالم بشان برنامجه النووي”. هذا
و محاولات المقاومة الإيرانية التي عمت العالم و أدت إلى فرض العقوبات الإمريكية على النظام
الإيراني و إعادتها من جديد مؤخرا. اعتياديا عندما يتم فرض عقوبات على أي حكومة يتوقع أنها تتصرف
بطريقة تقلل من الضغط على الناس ، لكن نظام الملالي الذي وصفته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية
(MEK) بأنه ” معادي للإنسانية ” لم يحاول سوى الحفاظ على نفسه. ما جاء في نص المقال التالي
يعتبر وصفا عن هذا السلوك للنظام الإيراني
عمار تاسائی
خلال العقود الأربعة الماضية ، حاول نظام الجمهورية الإسلامية باستمرار إظهار صورة قوية غیر
متزعزعة عن نفسه في أذهان الشعب الإيراني وحتى الشرق الأوسط ، من أجل أن يكون قادراً على نقل
أفكاره وأيديولوجيته باعتبارها الطريقة الوحيدة لحل جميع القضايا الاقتصادية والسياسية ، وخلال هذه
الفترة ، لم يتورع عن أي شيء لاثبات ذلک ، وبغض النظر عن تكلفته ، تبنى سياسات ضدالشعب
الإيراني التي كان لها عواقب ساحقة لا رجعة فيها .
يمكن للمرء أن يسرد قائمة طويلة تؤكد على ذلك وربما تكون عادية لدى بعض الإيرانيين بسبب تکرار
مثل هذه الإجراءات. مثل احتلال السفارة الأمريكية ثم إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين ، والإصرار على
استمرار الحرب مع العراق ، ومن ثم قبول نفس السلام الذي ، إذا كان قد حدث في وقت سابق ، كان
بالإمكان أن يمنع مقتل الآلاف من الناس و إهدار مليارات الدولارات. والمغامرات النووية والصاروخية،
والتدخل في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة ، ليست الا عينة لهذه السياسات الاستبدادية للنظام
الحاكم في إيران.
لكن يبدو أن الخطوة الأخيرة التي اتخذها النظام لمواجهة العقوبات الأمريكية تتمثل في المضي إلى
أبعد من ذلك حیث أضر النظام بالشعب الإيراني مباشرة، نفس الخسائر والتكاليف التي كان من
المفروض أن يتحملها الشعب الإيراني بالضرورة بشكل غير مباشر من العقوبات ، حتى يتسنى لسيادة
وسلطة النظام مواجهة العقوبات الأمريكية.
وتتضح هذه الخطوة في إصرار النظام الإيراني على عدم فعالية العقوبات ، لذا يصر النظام على عدم
إجراء تغيير جدي في الاقتصاد الإيراني أو إيجاد حل عملي للاستقرار النسبي لأسعار صرف العملات
الأجنبية مقابل الريال بعد إعلان العقوبات الأمريكية. وهذا دليل على حقيقة أن النظام قد فرض
عقوبات على جميع افراد الشعب الإيراني لإثبات سلطته وإثبات ادعائه بأن العقوبات غير فعالة ، وقبل
فرض العقوبات ، جعل النظام الإيراني جميع الإيرانيين تحت وطأة العقوبات.
يمكن تفسير الصدمة التي أدت إلى ارتفاع سعرالدولار في سبتمبر من العام الماضي في هذا السياق
حيث سبب تدخل النظام في سوق صرف العملة الأجنبية والذهب ارتفاع سعرها حتى لا يعاني السوق
من تغير كبير في توقيت العقوبات الأمريكية. كان اتخاذ هذا التكتيك من جانب النظام في الواقع نوعًا
من استباق السيادة من أجل الحفاظ على الهيبة والسلطة المثبتة قبل الجولة الثانية من العقوبات
الأمريكية.
وبهذه الطريقة ، شرعت جمهورية إيران الإسلامية في مقاطعة الشعب الإيراني قبل بدء العقوبات،
وجعلت الشعب في حالة يرثى لها قبل الموعد في ظروف معيشية قاسية وارتفاع أسعار السلع
الأساسية وأزمة اقتصادية.