لعبة التهديدات الايرانية
الكاتب : سعاد عزيز
التصعيد الملفت للنظر في الخطاب السياسي الايراني منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية
قبل أربعة عقود، صار واحدا من الصفات المألوفة والعادية لهذا النظام عندما يواجه أوضاعا إستثنائية
على الصعيد الدولي ويجد نفسه في موقف صعب، وله تأريخ مشهود بهذا الصدد بحيث لم يعد هذا
التصعيد يثير الانتباه ويلفت الانظار كما كان الامر معه في بدايات الامر.
التصعيد في الخطاب السياسي الايراني عند الازمات الدولية الحادة التي تواجهه، يمكن أيضا ملاحظة
الشرطية فيه، فهذا الخطاب هو دائما بصيغة “سوف نقوم بكذا هجوم وكذا عمليات فيما إذا لو بادر
المقابل الى فعل كذا من الامور”، و”الإذا و اللو”الشرطية المستخدمة يحرص القادة والمسٶولون
الايرانيون على إستخدامها دائما وإقتران تصريحاتهم التهديدية بها، غير إن الذي يثير السخرية أ?ثر هو
إنه وفي الوقت الذي صار فيه المجتمع الدولي على إطلاع ومعرفة كاملة بهذا النمط والاسلوب المتبع
ولم يعد يأبه أو يكترث به، لكن ومع ذلك فإن طهران تواظب على هذا الاسلوب مع إنه لم يعد يصلح
حتى للإستهلاك الداخلي!
التصريح الذي تم نقله عن أمير علي حاجي زادة قائد القوة الجو فضائية بالحرس الثوري، والذي قال
فيه:” بإمكان الصواريخ الإيرانية ضرب قاعدة”العديد” الجوية في قطر، وقاعدة”قندهار” في
أفغانستان، وإنها في مرمى نيراننا ويمكننا ضربها إذا قاموا (الأميركيون) بتحرك”، هو تصريح ليس فيه
أي جديد ويعتبر أمتداد للاسلوب الذي صار تقليديا ومتعارف عليه من جانب طهران، ولذلك فإنه لم يتم
الاهتمام به به وتسليط الاضواء عليه بجدية كما هو مألوف في هكذا حالات ساخنة.
لغة التهديد وتصعيد الخطاب السياسي من جانب النظام الايراني يدل على ضعفه وقلقه وليس على
قوته وإقتداره كما يسعى للإيحاء بذلك. هكذا وصفت وتصف زعيمة المعارضة الايرانية(MEK/PMOI)
مريم رجوي، لغة التهديد والتصعيد من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين عند الازمات والاوضاع
الاستثنائية، ويبدو إن هناك إتجاها يمكن ملاحظته في آراء ووجهات نظر المراقبين والمحللين
السياسيين يميل الى الاتفاق بأن هذه التصريحات تدل على القلق والخوف أكثر مما تدل على الثقة
بالنفس والقوة.
التهديدات الايرانية عند الازمات الحادة التي تواجه طهران، صارت لغة مكشوفة ولم تعد تجد نفعا
خصوصا وإن التصريحات النارية التي سبقت التصريح أعلاه قد لاقتها نفس الاهتمام الفاتر وإن
التصريحات القادمة لن يكون بأفضل منها أبدا، لكن الحقيقة التي يبدو إن القادة والمسٶولون
الايرانيون يتهربون منها هي هو إن أوضاعهم بصورة عامة صارت معروفة ولاسيما من كون النظام
يجلس على سطح صفيح ساخن قد يحرقه في أية لحظة!