نظام الملالي لا يمكن الوثوق به بشأن صفقة نووية جديدة
نظرًا لأن الاستراتيجية النووية لقادة نظام الملالي ترتكز على خداع وابتزاز القوى العالمية، يجب أن يكون من الصعب للغاية الوثوق بالنظام بشأن عقد أي صفقة نووية.
بل إن النظام تفاخر بسياسته الحاذقة في خداع وتضليل المجتمع الدولي. على سبيل المثال، كان أحد الجوانب الحاسمة للصفقة النووية لخطة العمل الشاملة المشتركة، التي تم توقيعها في عام 2015، هو ملء قلب مفاعل أراك بالخرسانة وتدميره. وزعم النظام أنه قد فعل ذلك، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية. وأكدّت وزارة الخارجية الأمريكية وأطراف أخرى في الاتفاق النووي هذه الخطوة.
لكن في وقت لاحق، اعترف الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي في مقابلة على التلفزيون الحكومي بأن الحكومة لم تمتثل لهذا الشرط وبدلاً من ذلك ضللت المجتمع الدولي.
قال: لم نقم بصبّ الأسمنت في مفاعل أراك الذي يعمل بالماء الثقيل. إذا كنّا قد فعلنا ذلك، لكان المفاعل مدمّر الآن بشكل كامل”.
عندما سأله مذيع النظام التلفزيوني عن فيديو يظهر صب الإسمنت في أنابيب المفاعل، أجاب صالحي: “لم تكن تلك هي الأنابيب الخاصة بالمفاعل. لقد اشترينا أنابيب مماثلة، لكن لم أتمكن من الإعلان عن ذلك حينها. شخص واحد فقط يعرف ذلك في إيران، وهو المرشد الأعلى للنظام.
لم يعرف أحد. عندما كان أصدقاؤنا يتفاوضون، علمنا أنهم سيتراجعون عن كلمتهم ذات يوم. قال [خامنئي] احذروا، فهم لا يوفون بوعودهم. كنّا بحاجة إلى أن نكون أذكياء. بالإضافة إلى ذلك، حتى لا ندمر الجسور خلفنا، احتجنا إلى بناء جسور جديدة، حتى إذا أردنا العودة، يمكننا فعل ذلك بشكل أسرع “.
هذا مجرد مثال واحد على الممارسات الخادعة للنظام عندما يتعلق الأمر ببرنامجه النووي والامتثال للصفقات الدولية. وتشمل الأمثلة الأخرى الكشف عن الجسيمات المشعّة في ترغوز أباد، وإحجام النظام عن الإجابة على أسئلة بسيطة حول تلك المنشأة السرية والأدلة غير الحزبية والتقارير التفصيلية حول منشآت نظام النووية السرية.
لقد أجّل نظام الملالي المفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لفترة كافية للوصول إلى العتبة النووية. كما تفاخر العديد من مسؤولي النظام رفيعي المستوى، بمن فيهم رئيس الطاقة الذرية في البلاد، بأن النظام لديه القدرة على صنع قنبلة نووية.
منذ فترة طويلة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدر معهد العلوم والأمن الدولي دراسة تؤكد أن “نظام الملالي لديه ما يكفي من سادس فلوريد اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 و 60 بالمئة لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة … وهي كافية لصنع سلاح نووي واحد في أقل من ثلاثة أسابيع. ويمكن للنظام أن يفعل ذلك دون استخدام أي من مخزونه من اليورانيوم المخصّب بنسبة تصل إلى 5 بالمئة كمادة وسيطة. أدى نمو مخزونات النظام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 و 60 في بالمئة إلى تقليص الجداول الزمنية بشكل خطير. كما زاد نظام الملالي من تكتيكات الابتزاز، بما في ذلك إغلاق كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب أنشطته النووية. ونقلت وكالة أنباء جمهورية الملالي عن بهروز كمال وندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله “بعبارة أخرى، لن تتمكن (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) من الوصول إلى المعلومات التي تحتاج إليها قبل رفع العقوبات”.
يقوم نظام الملالي أيضًا ببناء منشأة نووية تحت الأرض من الصعب للغاية قصفها. حتى إسرائيل لن تمتلك القدرة العسكرية لمهاجمة هذا الموقع النووي الحصين تحت الأرض. في تقرير نُشر في وقت مبكر من هذا العام، أشار ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، إلى أن “فوردو يُنظر إليه بالفعل على أنه مدفون بعمق بحيث يصعب تدميره عن طريق الهجوم الجوي. وربما يكون تدمير موقع نطنز الجديد أكثر صعوبة”.
تمثل هذه التطورات فصلاً جديدًا في لعبة سياسة حافة الهاوية المطولة والخطيرة للغاية بين نظام الملالي والأطراف الأخرى الموقّعة على خطة العمل الشاملة المشتركة. المشكلة الرئيسية هي أن الرضوخ لمطالب نظام الملالي من أجل استرضائهم، بينما من الواضح أن النظام لا يفعل ذلك بالقدر نفسه، يجعلهم أكثر جرأة وتمكينًا لتحدي المجتمع الدولي. فالأمر يتطلب استجابة قوية.
إن خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) هي حل وسط والرضوخ للابتزاز النووي هو حل وسط بعيد جدًا. يجب على المجتمع الدولي أن يركّز جهوده الدبلوماسية على مواجهة الخطر الواضح والقائم الذي يشكلّه السلوك العدواني لنظام الملالي في جميع أنحاء المنطقة.
• الدكتور مجيد رفيع زاده عالم سياسي إيراني أمريكي تلقى تعليمه في جامعة هارفارد.