الصعوبات التي تواجهها إيران تزداد بعد عام من رئاسة رئيسي
أدّى رئيس نظام الملالي المتشدد إبراهيم رئيسي اليمين الدستورية في أوائل أغسطس/ آب من العام الماضي بعد أن استبعد مجلس صيانة الدستور العديد من المرشحين من الترشح للانتخابات الرئاسية السابقة من أجل ضمان فوزه.
بعد عام في منصبه، أصبح من الواضح أن رئيسي هو على الأرجح الملا الذي اختاره النظام ليكون المرشد الأعلى المقبل لجمهورية الملالي. يُعرف المرشد الأعلى الحالي علي خامنئي بانتقاد الرؤساء السابقين وإلقاء اللوم عليهم من أجل التهرب من المساءلة والمسؤولية، لكنه بدلاً من ذلك امتدح رئيسي على أدائه.
على سبيل المثال، أشار خامنئي في أبريل / نيسان إلى أن جهود إدارة رئيسي كانت “مخلصة ومثابرة” وأن المحادثات بشأن اتفاق نووي جديد “تمضي قدمًا بشكل صحيح”. وقبل أن يصبح رئيسي رئيسًا للنظام، قال خامنئي لرئيس القضاء ومسؤولين آخرين إنه “أحيا أمل الناس في القضاء، وهذا الأمر رصيد اجتماعي كبير للبلاد”.
عندما يتعلق الأمر بسياسات إيران الإقليمية، كان أحد الوعود التي قطعها رئيسي خلال حملته الانتخابية الرئاسية هو تحسين العلاقات مع جيران نظام الملالي، بما في ذلك دول الخليج. ومع ذلك، في العام الماضي، صعدّت فيلق قوات حرس نظام الملالي وفرعه النخبة فيلق القدس من المغامرة العسكرية الإيرانية في المنطقة. على سبيل المثال، لا تزال إيران الداعم الرئيسي للحوثيين، كما أنها تزيد من إمداد الجماعة بالسلاح. من المرجّح أن الطائرات المسيّرة والصواريخ المتطورة التي استخدمها الحوثيون لاستهداف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة جاءت من نظام الملالي، الذي يعترف بالجماعة الإرهابية على أنها الحكومة الرسمية لليمن.
كما أصبحت الخلايا الإرهابية الإيرانية أكثر نشاطًا، خاصة في تركيا، تحت إدارة رئيسي. بالإضافة إلى ذلك، تواصل قوات حرس نظام الملالي استغلال العراق لتحقيق مُثله الثورية وطموحاته في الهيمنة. ولا يزال فيلق القدس وقوات حرس نظام الملالي يستخدمان سوريا كساحة معركة بالوكالة في محاولة لتحقيق انتصارات ضد إسرائيل وتوسيع القبضة العسكرية لجمهورية الملالي في بلاد الشام.
عندما يتعلق الأمر بالوضع الداخلي، تعهد رئيسي بأن تدعم إدارته المحرومين، والقضاء على الفقر المدقع، وبناء مليون منزل. ولكن بعد عام من توليه المنصب، ارتفعت نفقات المعيشة بشكل كبير. كما قطعت إدارته الإعانات، مما أثار احتجاجات وهتافات مثل “الموت لرئيسي” و “الموت لخامنئي” في العديد من المدن في جميع أنحاء البلاد.
أدى ارتفاع معدلات التضخم والفقر إلى ارتفاع عدم ثقة الشعب الإيراني في جمهورية الملالي إلى مستوى جديد. بلغ معدل التضخم في إيران أكثر من 40 بالمئة، وهو من أعلى المعدلات في العالم.
كشفت صحيفة “شرق” الحكومية أن “التقارير الواردة من وزارة العمل تظهر أن حوالي 60 بالمئة من الإيرانيين ليس لديهم دخل كاف ووظائف مناسبة”. وأضافت: “نحو خُمس الإيرانيين سائقي تاكسي. حوالي 35 إلى 40 بالمئة من الإيرانيين مستأجرون وحوالي 20 مليون من سكان الأحياء الفقيرة، مما يعني أن حوالي 25 بالمئة من السكان هم من سكان الأحياء الفقيرة والمشردين”.
كما بلغ فساد الدولة أعلى مستوياته على الإطلاق، ومما زاد الطين بلة، أن النظام لا يخفف إنفاقه الفلكي على مشاريعه النووية والصاروخية والطائرات المسيّرة.
خلال فترة رئاسة رئيسي، كانت هناك دعوات متزايدة لمحاكمة رئيسي الدولية. وبحسب ما ورد كان الرئيس الحالي أحد الأعضاء الأربعة في ما يسمى بلجنة الموت التي أمرت في عام 1988 بإعدام أكثر من 30 ألف معارض سياسي، غالبيتهم أعضاء في جماعة المعارضة الرئيسية، المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وكان محقق الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمن، قد دعا في عدة مناسبات إلى إجراء تحقيق دولي في دور رئيسي في المذبحة البشعة. وصف خبراء حقوق الإنسان والمحامون عمليات القتل بأنها جريمة ضد الإنسانية وحتى إبادة جماعية.
بعد عام من رئاسة رئيسي، ازداد تدهور الاقتصاد الإيراني وتصاعد انعدام ثقة الناس في النظام، في حين صعدّ نظام الملالي من مغامراته العسكرية وسلوكه الهدّام في المنطقة.
• الدكتور مجيد رفيع زاده عالم سياسي إيراني أمريكي تلقى تعليمه في جامعة هارفارد.