كيف أدّى ما كشفه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن المواقع النووية الإيرانية السرية إلى تغيير كل شيء
عقد المكتب الممثل للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بالولايات المتحدة الأمريكية (NCRI) التابع للائتلاف الإيراني المعارض مؤتمرًا في الذكرى العشرين للكشف عن مواقع نطنز وأراك النوويين وكشف العالم عن برنامج الأسلحة النووية الإيراني – العاصمة واشنطن – 17 أغسطس/ آب 2022
كشف التحالف الإيراني المعارض “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” لأول مرة عن برنامج الأسلحة النووية لنظام الملالي في عام 1991. ومع ذلك، كان ماكشفه المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة في أغسطس / آب 2002 عن موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم وموقع مفاعل الماء الثقيل في أراك، بمثابة هزة للمجتمع الدولي في جوهره وأثار تساؤلات، وعمليات تفتيش من قبل هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة، الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
بعد بضعة أشهر، أقرّت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما كشف عنه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وأكدّت أنه بدون التفاصيل والمعلومات التي قدمتها المقاومة الإيرانية، لم يكن المجتمع الدولي على علم بالبرنامج النووي السري للنظام.
أوضح الدكتور أولي هاينونين، نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك الوقت، رد فعله الأول وأهمية ما كشف عنه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في المؤتمر الأخير الذي عقده المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة بالعاصمة واشنطن بمناسبة الذكرى العشرين لتلك الاكتشافات.
وأوضح الدكتور هاينونين “كان يوم 15 أغسطس/ آب عندما وصلت إلينا هذه الرسالة من واشنطن، وقد غيرت حياتي تمامًا لفترة من الوقت … بالتأكيد كانت هناك بعض المفاجآت في الإحاطة التي أعلن عنها نائب المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة بالولايات المتحدة، على رضا جعفر زاده. كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على علم ببعض جوانب تخصيب اليورانيوم في إيران. لذلك، لم يكن الأمر مفاجئًا، لكن الحجم كان مختلفًا، لا سيما عندما رأينا صور الأقمار الصناعية من نطنز، فلم نكن على دراية بالأمر.”
وأكدّت شخصيات أخرى مشاركة في هذا المؤتمر أن كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن برنامج الأسلحة النووية السري لنظام الملالي كان مذهلاً.
وصرّح السفير. جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق قائلًا “هذا الكشف عن نطنز بالنسبة للحكومة الأمريكية كان مهمًا للغاية.” وأضاف بولتون “يمكنني القول أنه عندما عقد علي رضا مؤتمره الصحفي وخرجت كلمته حول منشأة التخصيب في نطنز وأصبح الأمر مفهوماً بشكل جيد، كان لذلك تأثير دراماتيكي علني في هذا البلد وأعتقد في جميع أنحاء العالم لأن الأدلة الملموسة التي تم تقديمها جعلت من الحتمي أن نظام الملالي لديه برنامج نووي متطور يشير بشكل شبه مؤكد إلى تطوير أسلحة نووية.”
كما وصف السناتور جوزيف ليبرمان ما كشف عنه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في أغسطس/ آب 2002 بأنه “مثير للانتباه” و “متناقض”.
كما سلّط السناتور ليبرمان الضوء على “ما فعله المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية؟، وأن ما أعلنه علي رضا هنا في هذا الفندق منذ 20 عامًا تقريبًا كان أمرًا استثنائيًا حقًا. أمرًا لم تستطع كشفه وكالة الاستخبارات التابعة لحكومتنا، أو حتى الحكومات المتحالفة معنا بوكالاتها الاستخباراتية العظيمة. كانت هذه منظمة غير حكومية كشفت عن شيء لا يعرفه الكثير منّا، بما في ذلك في الكابيتول هيل. كانت لدينا شكوك حول الأمر، لكن لم نتمكن من الحصول على مثل هذا الدليل حول نطنز وأراك. وأدّى ذلك إلى السياسة التي تلت ذلك.
من اللافت للنظر حقًا أن منظمة غير حكومية كانت قادرة على فعل ذلك الشيء الآخر الذي أخبرتنا به، على الرغم من أننا لم نعطها التقدير الكافي في ذلك الوقت، كان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية منظمة ذات مصداقية لديها دعم كبير داخل إيران. فالتقرير الذي أصدره علي رضا هنا قبل 20 عامًا لم يكتشفه ويكتبه على مكتبه في العاصمة واشنطن. فقد جاء ذلك من أناس داخل إيران، داخل الحكومة الإيرانية نفسها، أناس كانوا مقاومين شجعان.”
وتشير هذه الملاحظات إلى أن المجتمع الدولي كان يتجاهل البرنامج النووي للنظام. بعد عشرين عامًا من كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في أغسطس/ آب 2002، ثبت مرارًا وتكرارًا أن المعلومات والتحليلات التي قدمتها المقاومة الإيرانية بشأن البرنامج النووي للنظام كانت دقيقة للغاية.
قال ويليام جيه برود، كاتب العلوم البارز في صحيفة نيويورك تايمز والحائز على جائزة بوليتزر، عما تم كشفه من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حول المواقع السرية الإيرانية: “إنهم (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية) محقّون في 90 بالمائة من الوقت”. وأضاف السيد برود مرة أخرى في عام 2010 “هذا لا يعني أنهم مثاليون، ولكن 90 بالمئة هو رقم قياسي جيد جدًا.”
لولا هذه المعلومات التي كشف عنها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بناءً على المعلومات التي قدمتها شبكة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل إيران، لكان من شبه المؤكد أن المجتمع الدولي سيتعامل مع نظام إيراني مسلح نوويًا يُعرف أيضًا باسم الدولة الرائدة في العالم الراعية للإرهاب.
ليس هناك شك في أن المرشد الأعلى لنظام الملالي علي خامنئي كان سيعزز دعمه العالمي للإرهاب مع العلم أن الحكومات والمؤسسات المؤيدة للاسترضاء في الغرب ستسعى باستمرار إلى سياسة احتواء وستضطر إلى قبول حكم الملالي العدواني.
كل هذا يشير إلى أهمية استمرار عمل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ونضاله ضد نظام الملالي، خاصة وأن العالم بصدد اتخاذ قرار آخر مؤيد للتهدئة من أجل العودة المحتملة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع نظام الملالي.