الشعب الإيراني وحق المقاومة المشروع
بقلم: ريم ياسين
كالعادة يفاجأ الشعب الإيراني العالم، بانتفاضات شعبية متنقلة تعكس توقه إلى الحرية والتغيير وعدم رضى شرائح واسعة عن حكم الولي الفقيه، فكلما وجد فرصة للتعبير عن غضبه يتحرك ويواجه سلطة القمع على أمل التخلص من حكم جائر غير مبال بآلام شعبه.
لقد حرّك مقتل الفتاة مهسا أميني أبناء الشعب الإیراني في جميع أنحاء البلاد، وظهرت الإرادة الموحّدة للشعب الإيراني من كل التنوعات العرقيّة والدینية من أجل إنهاء القهر والاستبداد.
ولا شك أن الدعم المحلي والدولي الواسع للثورة الحالية للشعب الإيراني دليل على رغبة الشعب الإیراني الأساسية في إسقاط نظام ولاية الفقيه وإقامة جمهورية جديدة تقوم على أسس الديموقراطية وتحقيق الحرية والازدهار لإيران والسلام والاستقرار والهدوء للمنطقة.
والواضح أن النظام يسير في طريق مسدود وهو أصلا محاصر بأزمات شاملة، لكنه لا يستمع إلى صوت ثورة الشعب، لا بل كعادته ردّ علی المطلب المشروع للشعب بالتغيير بعنف صارخ، إذ شهد العالم على عمليات القتل في شوارع البلاد وعلى اعتقال أكثر من عشرين ألف شخص یتعرضون لتعذيب وحشي، ولم يترك النظام مجالًا لأبناء الشعب إلا التحدث إليه إلا باللغة نفسها.
وهذه المرة لا يمكن للعالم أن يقف متفرجا على ما يجري للشعب الإيراني لا سيما ضد المتظاهرين العزّل والنساء اللواتي يصرخن من أجل الحرية والحياة. لان السكوت يسهل عملیات القمع ويشحذ آلة القمع، وربما آن آوان الاعتراف بحق الشعب الإيراني في التمرّد والعصیان ضد هذا القمع الوحشي. ودعم المدافعين بجمیع الوسائل المتاحة عن المتظاهرين في مواجهة القوى القمعية، وهو أمر منصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي ينص على أنه ” لما کان من الضروري أن یتولّی القانون حمایة حقوق الإنسان لکي لا یضطرّ المرء آخر الأمر إلی التمرّد علی الاستبداد والظلم”.
وهو حق منصوص علیه في العدید من الوثائق التاریخیة کبیان الاستقلال في الولایات المتحدة الأمریکیة في 1776 وإعلان حقوق الإنسان والمواطن في فرنسا لعام 1789.
ولعل ما نراه منذ أشهر فی أوکرانیا. في بدایة اعتداء روسیا علی أوکرانیا وبدایة ارتکاب المجازر بحق الشعب الأوکراني یتوقع کثیرون أن هذا البلد سیسقط خلال أیام تحت رحمة اعتداء روسیا. لکن بدأت مقاومة شعبیة جبّارة باستخدام مختلف أنواع الأسلحة والإمکانیات المتاحة. ومن خلال مقاومة الشعب الأوکراني أدرك العالم قیمة المقاومة وأصبحت المقاومة المسلحة في وجه العدوان ثقافة معترف بها عالمیاً، فهل يعترف بحق المقاومة للشعب الإيراني؟