العام الذي مضى والعام الذي سيأتي
وضع نظام ولاية الفقيه والمقاومة الإيرانية
الكاتب :
المحامي عبد المجيد محمد
@MajeedAbl
العام الذي مضى والعام الذي سيأتي
العام الذي مضى بالنسبة للنظام الإيراني كان مصيريا جدا ووفق قول العديد من مسؤولي النظام
وكان مليئا بالحوادث والمفاجئات. وأفضل تعبير عن العام الماضي هو ما عبر عنه خامنئي نفسه
بصفته صاحب القرار الأساسي للنظام.
حديث خامنئي في ١٢ ديسمبر الجاري يعرض صورة كاملة عن العام الماضي وخوف هذا النظام من
المستقبل.
خامنئي أشار إلى الاحتجاجات والانتفاضات الوطنية واحتجاجات وإضرابات العمال والمزارعين، سائقي
الشاحنات، التجار، الممرضين وعمال المراكز العلاجية، الطلاب، التلاميذ والمثقفين، المواطنين المنهوبة
أموالهم، المتقاعدين وعوائل السجناء السياسيين قائلا:
” خطة العدو من خلال هذه الأعمال التي نفذوها في هذين العامين الماضيين هو أن يكون عملها
الأساسي العقوبات الاقتصادية الشاملة وإن هدف هذه الأعمال التي يقومون بها الآن هو أنه لعلهم
يستطيعون خلق الاختلاف والحرب الداخلية والمشاكل بمساعدة العقوبات والأعمال المخلة بالأمن في
إيران.. ومنذ بداية هذا العام أو قبل فترة وجيزة من بداية هذا العام (يقصد الانتفاضات الوطنية في
إيران التي بدأت منذ تاريخ ٢٨ ديسمبر ٢٠١٧ وما بعد واستمرت طوال العام) أعلنوا بأن إيران ستحظى
بصيف ساخن جدا.
ولكن مخططهم قد افتضح ولكن من الممكن أن تكون خدعة أي أنهم من الممكن قد خططوا إحداث
الفوضى في هذا العام ولكن لديهم مخطط أساسي لعام 2019 لذلك يجب على الجميع الحذر
والانتباه”.
وأضاف خامنئي: “أوصي شبابنا والمجموعات المتنوعة في البلاد والنقابات وبقية التيارات السياسية
في هذا البلد بأن يحذروا ولا يقدموا فائدة للعدو. عليهم الحذر من عدم تجهيز الساحة لحضور العدو.
واذا نحن غفلنا فالعدو سيسكب سمه والجميع يجب أن يحذر وهذا الحذر يجب حفظه. أوصي شبابنا أن
يعملوا لصالح البلد أينما كانوا وأن ينفذوا أعمالهم وواجباتهم بكل ثبات وحذر كاملين”.
إن الخوف من السقوط واضح جدا في جميع كلمات وجمل خامنئي ولاشك في أن جميع الحالات التي
أشار إليها خامنئي من العقوبات حتى الاحتجاجات والانتفاضات الوطنية كانت مؤثرة بشكل كبير عليه
وسرقت النوم من عينيه وفي النهاية أعلن بأنه يجب على قواته الاستعداد بشكل كامل بشكل إجباري.
وخامنئي في حديثه خاطب الشبان عدة مرات ولكن جميع الإيرانيين يعلمون بأن المقصود هم شبان
معاقل الانتفاضة الذين كان لهم دور مؤثر وقيادي في جميع الاحتجاجات والانتفاضات والإضرابات التي
حدثت خلال العام الماضي.
وفي أعقاب هذا التحذير والدعوة للاستعداد والجاهزية وإظهار خوف خامنئي أشار أئمة الجمعة في
خطبهم في المدن الإيرانية المختلفة إلى حديث خامنئي الذي تحدث فيه عن العدو ومخطط إسقاطه
في العام القادم وأبدوا قلقهم الشديد من ذلك.
الشعب المحتج يوم الأربعاء ١٦ مايو خلال المظاهرات الكبيرة التي حدثت في مدينة كازرون نادوا
بشعار: ” لا تخافوا لا تخافوا نحن جميعا مع بعضنا البعض؛ وويل لليوم الذي تسلحنا فيه؛ كازرون تموت
ولا تقبل الذلة..”
وقد خاف جميع مسؤولي النظام من سماعهم للشعارات الاحتجاجية حيث أن النظام في عرض ردة
فعل أحد مسؤوليه على التلفزيون الحكومي وقال بأن هذه الانتفاضات والاحتجاجات التي تجري في
المدن المختلفة هي من فعل وعمل مجاهدي خلق(MEK). وعندما نادى الشعب بشعار ويل لليوم
الذي تسلحنا فيه. فهذا الشعار هو فقط مخصوص بقوات مجاهدي خلق. لأنه من الكافي بأن يتواجد
في كل مدينة فقط اثنين من مناصري مجاهدي خلق (PMOI) ولدى مجاهدي خلق (MEK) حتما
شخصين على الاقل في كل مدينة يقومون بقيادة وتوجيه هذه الأعمال.
إن توصية ودموع خامنئي التي تشبه دموع التماسيح التي أطلقها لشبابنا الأعزاء لم تأت من باب حسن
النية وحرقة القلب على الشبان ومستقبلهم.
بل بسبب الخوف والذعر من السقوط على يد نفس هؤلاء الشبان الذين يوجهون ويقودون الاحتجاجات
والانتفاضات في المدن والشوارع في قالب معاقل الانتفاضة. إن هذه المعاقل الاستراتيجية سوف
تمضي بنا قدما نحو سقوط نظام ولاية الفقيه وهذا هو الموضوع الذي يخشاه بشدة خامنئي وجميع
مسؤولي نظامه وهذا الموضوع نفسه أشار إليه خامنئي شخصيا وطالب قواته بالاستعداد والجاهزية
الكاملة له.
وخلال عام ماضي اعترف خامنئي خلال خطبه المختلفة بدور مجاهدي خلق الموجهة والدور القيادي من
خلال معاقل الانتفاضة في المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات.
الملا حيدر مصلحي وزير المخابرات سابقا في حكومة احمدي نجاد قال خلال حديث له في تاريخ 21
يونيو 2018 في مدينة اراك في مركز إيران:
.. سوف نشهد فتنة كبيرة في أواخر العام الجاري وبدايات العام القادم وهذه الفتنة قد تم التخطيط
الحساب لها بشكل دقيق ويجب على مسؤولي النظام الاهتمام بأمن البلاد..
وقبل هذا أيضا نفس هذا الملا سيء السمعة خلال مراسم ذكرى موت خميني كان قد قال: إن فتنة
العدو في عام ٢٠١٨ و٢٠١٩ مؤكدة وهدفها ولاية الفقيه.
والخلاصة:
إن العام الذي نقترب من نهايته كان عام حصار من كافة الجوانب لنظام ولاية الفقيه من قبل
الانتفاضات والحركات الاحتجاجية المستمرة للشعب الإيراني. عام تفاقم غير مسبوق لمشاكل النظام
وكان عام ارتقاء المقاومة المنظمة وعام ثبات الشعب الإيراني في وجه الاستبداد الديني.
إن العام الذي ينتظرنا هو عام تقدم المقاومة والانتفاضة نحو الحرية والنصر.
لقد حان الوقت لأن يدعم العالم وخاصة الدول العربية في المنطقة، المقاومة والشعب الإيراني
للإطاحة بالاستبداد الديني الحاكم في إيران ونظامه الذي هو البنك الرئيسي للإرهاب وعدو للسلام
والحرية في المنطقة والعالم وأن يتم الاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية.
الكاتب :
المحامي عبد المجيد محمد
@MajeedAbl