صنم طهران ؛ والإنحدار نحو الهاوية
وأفراد وأدوات النظام القمعية مؤمنة بالثورة
لسنا ممن يهولون الأحداث أو ممن يقرأون الأخبار بسطحية أو يكتبون دون لمس الحقائق والمعطيات من على ألسنة قادة النظام الإيراني والتي تقول بأن النظام الإيراني مصاب بتصدعٍ قديم لا رأب له متوكئاً على عصاباته منحدرا اليوم نحو الهاوية، وكيف لا ينحدر من يتخذ من صنفه من العصابات والجهلة والدهماء متكئاً وثيرا، وهنا نشبه مصير هكذا نظام طفيلي بأنه إن لم يسقطه القليل من ملح إرادة الشعب فسوف ينتهي عمره الإفتراضي ويبدأ في التآكل على يد مكوناته الطفيلية المعزولة التي إن لم تجد ما تأكله بدأت بأكل ذاتها حتى الزوال.
لم تكن تصريحات قائد ما يسمى بـ الحرس الثوري غير الإيراني أول الدالات على تصدع النظام الإيراني وقرب نهايته المحتومة، فقد كان مجرد المجيىء بـ إبراهيم رئيسي إلى سدة رئاسة جمهورية النظام دليلا على ضعف النظام وخشية خامنئي من سحله ونظامه في الشوارع بعد تراكم جرائمهم وكوارثهم التي أوقعوها على رؤوس الشعب الإيراني المنكوب طيلة 43 سنة مهلكة، إذ رأى خامنئي أن المرحلة تتطلب جنديا مطيعا للنظام ويا حبذا لو كان شريكا في مسيرة النظام الإجرامية ولم يكن هناك من يحمل هذه المواصفات من هو بثقل وقذارة سجل رئيسي الإجرامي خاصة أنه كان أحد أهم أربعة أشخاص ترأسوا لجنة الموت التي أُسِسَت بتوصيات من خميني مؤسس نظام ولاية الفقيه في حينه وأزهقت هذه اللجنة أرواح 30 ألف سجين سياسي من خصوم الرأي صيف سنة 1988 في مجزرة إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية الحرة، وبالتالي فإن اختيار خامنئي لرئيسي من منطلق الخوف من النهايات إذ أن كليهما خامنئي ورئيسي حريصين على بقاء النظام من منطلق الخوف من العواقب وإن وقع النظام فليقع على رؤوس الجميع ولكن لا يكون وهم على قيد الحياة فمن المؤكد أن تصبح عمائمهم حبالا لمشانقهم لذا يقف كلاهما على نفس الدرجة من الحرص على بقاء النظام.
لقد كان تراجع وتدهور واندحار قوى النظام القمعية أما النساء والشباب واستبسالهم على الأطفال أكبر دليل على إنكسار النظام وهذا ما دفعه إلى استخدام قوات نخبة حرس خامنئي، كما صرخات سلامي قائد حرس خامنئي كصرخات محتضر يخشى من سوء العواقب خاصة وأن نظامه يتمنى أن يحدث معه ما حدث مع نظام الشاه ولكن هيهات..هيهات فالثائرون في الشوارع منكوبون جميعا وكذلك هم من أولياء الدم وقد جعل الله لولي الدم بالحق سلطانا.
شكل النظام قواه القمعية المسماة خطئاً بعدة أسماء حرس وبسيج وغيرها من الدهماء التي تسير خلفه مغرراً بها على غير هدىً، ومنها ما تسمى بـ قوات مكافحة الشغب والثورة لا تسمى شغبا ومن يكافح ثورة شعب مشروعا مستبدا ومتجبرا خرج عن قيم العدل وشرع الله ويستحق الوصف بجدارة خاصة إذا كان منتهجا لهذا المسار منذ ما يقرب من أربعة عقود ونصف، ولإن أفاقت قوات الشغب هذه واكتشفت أنها مخدوعة مغررا بها تقتل أبناء شعبها التي هي منه لانقلبت على النظام؛ فقد يكون المقتول من نفس الشارع أو الحي الذي يعيش فيه القاتل، أو على الأقل إنسان مثله يريد الحياة بكرامة ولكن دون أن يستعبده الملالي ويجعلون منه قاتلا ويلبسونه عار الدنيا وخزي الآخرة، ولو فكر أهالي هذه العناصر القمعية في مصير أبنائهم المظلم عندما يقتلون أبناء شعبهم لأمروهم بالعصيان والوقوف إلى جانب الثورة التي تمثل مستقبلهم وخلاصهم.
وما كان لـ سلامي أن يصرح بمثل هذه التصريحات الإجرامية الخرقاء من موقع قوة.. إنها النهاية .. وسيتخلى الجند عن فرعون وهامان طهران وأعوانهما كما تخلى السحرة عن فرعون، وسيغرق فرعون وهامان والأعوان بمفردهم وستصحو إيران وشعبها على صبح سعيد قريب.. إن وعد الله حق وإن موعدهم الصبح أليس بقريب.