صواريخ الملالي مرة أخرى فوق كردستان العراق
تختنق سلطات نظام الملالي في طهران فتعاود قصف كردستان العراق مرة ثانية منذ تجدد وتصاعد الإنتفاضة الوطنية الإيرانية في عموم البلاد.
ونتساءل هنا أنا وغيري وتراودنا أسئلة بلا حصر ولا عد:
هل يستوجب اختناق الملالي التعدي على سيادة العراق الدولة الجارة التي يحكمها جنودهم من الأكراد والعرب والسُنة والشيعة على حد سواء؟ أوصل العجز بالملالي إلى هذا الحد؟
ماذا يعتقدون إن قصفوا العراق كله هل ستتوقف الإنتفاضة الإيرانية؟
هل يعتقدون أن خبراتهم في إثارة الأزمات ستفلح هذه المرة بقصف كردستان العراق بالصواريخ والطائرات المسيرة الملغومة بالمتفجرات بعد أن فشلت من قبل بمحاولة شبيهة قبل أكثر من شهر؟
هل يظنون أن مصير الإنتفاضة في إيران بيد أحد فإن خلقوا أزمة بالعراق سيوقفونها؟
لقد جربوا وقصفوا مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية في العراق وقتلوا رموزا لها في النمسا وألمانيا وعدة أماكن وأعدموا منهم الكثير فهل أوقفت عربدتهم هذه وتلك نضال الأكراد الإيرانيين الذين يعانون أشد المعاناة شأنهم شأن باقي مكونات الشعب الإيراني؟
دكوا مقرات منظمة مجاهدي خلق في العراق في حينها بالصواريخ والمدفعية مئات المرات وحاصروهم وهاجموهم وباغتوهم من خلال مرتزقتهم في العراق وهم عزل محميين دوليا وقتلوا منهم ما قتلوا ومثل بهم والمُثلة في شرع الله حرام إن كانت لهم علاقة بالله، واعدموا منهم عشرات الآلاف وتآمروا عليهم دوليا بشتى المؤامرات فهل أوقفوا نضالهم؟
إضطهدوا العرب واللر واللك والآذريين والتركمان والبلوش وجميع الإيرانيين فهل توقف الشعب الإيراني عن الإنتفاض ضدهم في جميع المحافظات الإيرانية الإحدى وثلاثون وبأغلبية مدنها الكبيرة؟
هل هذه الأحزاب الكردية الإيرانية المتواجدة في العراق هي من أثار الإنتفاضة في الأهواز، وفي طهران وشيراز، وسيستان وبلوشستان، وأصفهان وقم وآراك وتبريز وبندر عباس وغيرها من المدن والمحافظات الإيرانية؟
من هذا الذي يستطيع أن يوقف إنتفاضة شعب مسه الضر والبؤس ونال منه الفقر والعوز، ولم يسكت أنينه على أبنائه منذ 43 سنة مقيتة على يد حفنة من الجهلة المُدعين الذين يفترون على الله الكذب فشلوا حتى في إثبات أن لهم صلة بالإسلام وحالهم ينطبق على نسختهم في العراق ولبنان وغيرها من المناطق التي وصل إليها وبائهم؟ أيستطيع أحد في هذا الكون أن يقول لشعب ساد عليه لون السواد في الشوارع والمدارس والدوائر وداخل البيوت حزنا وقهرا؟ أن يقول لهم إنسوا شهدائكم وانسوا آلامكم ونسائكم اللائي أُغتُصبن وأطفالكم الذين قُتِلوا ومصلوكم الذين ذُبِحوا وهم خارجون من المساجد بعد إتمام الصلاة؟
لقد نسي نظام الحمقى هذا أن هذه الإنتفاضة إنتفاضةً وطنيةً سئمته وسئمت كل من سانده وهادنه ولا وصاية لأحد عليه، ولو كان الأمر بيد حلفاء الملالي لأوقفوا الإنتفاضة منذ أول أيام احتداها، ثم لو فرضنا جدلا أن للنظام الدولي وكل من ساند الملالي في غيهم طيلة 43 سنة تأثيرٌ على الإنتفاضة الإيرانية ويمكنهم إيقافها فهل سيعتذرون رسميا للشعب الإيراني عن كوارث الـ 43 سنة؟ إن فعلوها واعتذروا فسيتوجب عليهم أنفسهم أن يقلبوا حمولة النظام في أقربِ وأقبحِ مكبٍ للنفايات وتعويض الشعب عما خسره وفاته! ولكن نعود ونقول لا وصاية لأحد على هذه الإنتفاضة الوطنية المجيدة.
وما ربط قصف مقرات المعارضة الكردية الإيرانية ومخيماتهم الإنسانية بالمنتفضين الإيرانيين بالمناطق غير الكردية في إيران، وهل كان نظام السفهاء المتحكم في إيران هذا يجرؤ على التجاوز على العراق ودول المنطقة عندما كان العراق دولة، لكنه اليوم وفي ظل سلطة صعاليكه بالعراق يجرؤ على عمل الكثير بالعراق والمنطقة.
ما ذنب الأطفال الأبرياء في المخيمات التي قصفها بالعراق، وما ذنب النساء والمسنين .. عذرا فهذا النظام لا يفهم معنى تلك المفردات طفل وإمرأة ومسنين ودين ورحمة وإنسانية ونُبلٌ وحسن جوار .. هذا النظام لن يفهم سوى لغة الحديد والنار، والطرق على رؤوس قادته بقباقيب النساء.
على العالم أن يكون حرا ويعترف بالثورة الإيرانية المشروعة وبحق الشعب الإيراني بالدفاع عن نفسه، وأن يعترف بالمقاومة الإيرانية بديلا شرعيا لدولة إيران وللشعب الإيراني، وأن تحل ممثليات المقاومة محل مجرمي النظام في المحافل الدولية إلا إذا كان هذا العالم لا يزال على موقفه المساند لملالي الجريمة والظلم والظلام في طهران.
هذه الإنتفاضة وطنية قائمة حتى النصر، ولن يوقفها أحدا ولن تتوقف لطالما وقودها دماء الشهداء.