الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

إيران .. انتفاضة شعب واسترضاء للديكتاتور! 2

انضموا إلى الحركة العالمية

إيران .. انتفاضة شعب واسترضاء للديكتاتور!

إيران .. انتفاضة شعب واسترضاء للديكتاتور! 2

إيران .. انتفاضة شعب واسترضاء للديكتاتور! 

الجزء 2-2 

بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)* 

لو لم تكن سياسة المهادنة والإسترضاء مع الدكتاتور لكان لدى الشعب والمقاومة الإيرانية العديد من الفرص التاريخية لإنقاذ إيران ويليها المجتمع الدولي من شر وجود دكتاتورية ولاية الفقيه، ألم يتزلزل وجود الدكتاتورية الحاكمة مع تأسيس “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” في طهران عام 1981 كبديل ديمقراطي للدكتاتورية الحاكمة، ومع انطلاقة “جيش التحرير الوطني الإيراني” أيضا وتوجهه للإطاحة بالدكتاتورية إيران صيف عام 1988، لكن ظاهرة “الاسترضاء” جاءت كجبهة الظهيرة للدكتاتور وأنقذته من السقوط! 

لو لم تكن هناك سياسة مهادنة وإسترضاء مع الدكتاتور، فلماذا يتم إستهداف المقاومة، ولماذا يتم إستهداف القوة الوحيدة المعادلة والقادرة على قلب نظام حكم الدكتاتورية، وتحت مسمى “حسن النية في التعاطي مع دكتاتورية إيران الدينية ” أو ما حدث في ظل وجود تيار “الإصلاح والاعتدال” الكاذب داخل الدكتاتورية الحاكمة حيث قاموا بقصف المقاومة ونزع سلاحها وحصارها وتسميتها بالإرهابية من أجل إبادتها وتقييدها، ووضعوا المخططات والمؤامرات وارتكبوا الجرائم وسفكوا الدماء؟! ولو لم تكن هناك مهادنة فلماذا لم يكتفوا بالصمت أمام جرائم دكتاتورية ولاية الفقيه داخل إيران وخارجها فحسب.. لا بل أصبحوا في كثير من الأحيان ممهدين للجريمة ومتواطئين مع الديكتاتور؟! 

لو لم تكن هناك سياسة مهادنة وإسترضاء مع الدكتاتور، فهل يمكن غض البصر عن مجزرة إبادة جماعية لأكثر من 30 ألف سجين سياسي على يد الدكتاتورية الحاكمة في إيران .. تلك المجزرة التي حدثت في أقل من شهرين؟ وهل كان بالإمكان عمليا منع تحويل “الإدانة اللفظية” 69 مرة في الأمم المتحدة إلى “إدانة عملية” لدكتاتورية ولاية الفقيه ومنع “إحالة قضية الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام الإيراني إلى “مجلس الأمن”؟ وهل كان بالإمكان إسكات وقمع انتفاضة 2009 أو 2019 وغض البصر عن  دماء آلاف الشباب الممنتفضين على أرضية الشوارع أو في السجون ما لم تكن هناك مهادنة واسترضاء؟ 

لو لم تكن هناك سياسة مهادنة وإسترضاء مع الدكتاتور، وتم إغلاق سفارات دكتاتورية ولاية الفقيه في العالم واعتقال أو طرد عملاء وعناصر هذا الدكتاتور خارج حدود إيران، وإلغاء إصدار تصاريح السفر لقادة ومسؤولي النظام الى دول أجنبية ومنع الدكتاتور من إبرام عقود مخزية للدكتاتورمع أطرافه الخارجية هل كانت هناك مشكلة في الخارج؟ 

لو لم تكن هناك سياسة مهادنة وإسترضاء مع الدكتاتور، هل كانوا سيشترون المشاريع الإصلاح والإعتدال  الزائفة في “معرض ولاية الفقيه للدكتاتورية” من أجل بقاء الدكتاتور في إيران؟ هل كانت لتتجرأ هذه الدكتاتورية على فتح فمها لطلب وإبرام عقد إتفاقيات لإعادة مجرمين إرهابيين أمثال “حميد نوري” من السويد أو الدبلوماسي الإرهابي “أسد الله أسدي” من بلجيكا إلى إيران؟ 

لو لم تكن هناك سياسة مهادنة وإسترضاء مع الدكتاتور، فما هي العقبة على طريق إعطاء مقعد إيران في المجتمع الدولي لشعب ومقاومة إيران، وإغلاق سفارات الدكتاتورية الحاكمة لإيران؟ ما هو سبب قبول مجرم كبير مثل إبراهيم رئيسي من قبل الأمم المتحدة تحت مسمى رئيس جمهورية إيران والسماح له بالتحدث في الجمعية العامة؟ 

لو لم تكن هناك سياسة مهادنة وإسترضاء مع الدكتاتور، فما الدافع الذي يدعو إلى التغاضي عن تدخلات دكتاتورية ولاية الفقيه في دول العالم وخاصة في دول المنطقة ومن بينها العراق، سوريا، اليمن، ولبنان وغيرها؟ أو ما هي الأرضية الحالية التي تستند عليها الدكتاتورية الدينية الإيرانية في تشكيل وتسليح وتمويل الجماعات الإرهابية مثل حزب الله اللبناني والحوثيين اليمنيين وقوات الحشد الشعبي العراقية وغيرها من الجماعات الإرهابية في دول المنطقة؟ 

لو لم تكن هناك سياسة مهادنة وإسترضاء مع الدكتاتور فلماذا الاتفاق النووي؟ ولماذا طاولة المفاوضات ولماذا عشرين عاما من المحادثات اللامتناهية مع دكتاتورية ولاية الفقيه حول المشروع النووي؟ ولماذا التلاعب بمصير المجتمع الدولي وتقدم التنازلات للدكتاتور؟ ولماذا استمرار الدكتاتورية الارهابية الحاكمة لايران؟ ولماذا القبول ببيوت التجسس وغيرها من مراكز الدكتاتور الإرهابية في الدول؟ ولماذا تواجد “ناياك (لوبيات النظام)” في أمريكا والبيت الأبيض؟  

والعديد من الآثار الضارة الأخرى لسياسة الإسترضاء والمهادنة مع الدكتاتور، ولولا سياسة الإسترضاء هذه لكانت دكتاتورية ولاية الفقيه قد تغطت بسبعين كفنا حتى الآن، وكان العالم في وضع أفضل بكثير! 

أحدث خطوة إسترضاء مع دكتاتور إيران! 

على نفس خط الاسترضاء مع الديكتاتورية الحاكمة لإيران وفي خضم الانتفاضة التاريخية للشعب من أجل الإطاحة بالفاشية الدينية الحاكمة لإيران كررت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا بادرة عار حسن النية  المعروفة تجاه نظام الملالي وأعلن المتحدث الرسمي باسمها أن “الإيرانيين يريدون إصلاحات!”»، كما أعلن أنه لا “الحكومة الأمريكية ولا أي دولة أخرى قدمت أي مساعدة للمجاهدين”، بالطبع فإن أولئك الذين يجب أن يعرفوا، يعرفون جيدا ما تعنيه ترجمة هذه العبارات! 

لطالما شددت المقاومة الإيرانية على “الاستقلال” و “الحرية” وأعلنت أن “مستقبل إيران سيحكم عليه ويحدده شعبنا ومناضلي الحرية، واليوم في حملة الحرية على أرضية الشوارع وغدا في صناديق الاقتراع، ولا علاقة لها بأي سلطة خارجية، ومثل هذه المواقف هي الرد على الطلب والحاجة الملحة ودليل على أن الدكتاتورية الدينية في وضع السقوط”. 

طريق الحل! 

في مثل هكذا طريق مليئٌ بالخطر، وملتوٍ ومحفوفٌ بمخاطر الحرية والاستقلال تم بناء مقاومة إيران ولم تزداد قوتها كل يوم فحسب بل واكتسبت ثقة شعبها وجذبت انتباه الرأي العام في العالم، وقطعت على نفسها عهدا بقطع الطرق على كافة البدائل والمشاريع الرجعية والإستعمارية التي لا أساس لها وضمِنَت المستقبل لصالح الشعب الإيراني. 

نعم، لو لم تكن هناك سياسة مهادنة وإسترضاء مع الدكتاتور في خضم الانتفاضة التاريخية للشعب الإيراني من أجل الإطاحة بدكتاتورية ولاية الفقيه وفي ذروة المواجهات، صعد وظهر فجأة تيار الشاه الوهمي الذي لا أساس له من الوجود، والذي ظهر من أجل تشويه نضال الشعب الإيراني ضد الديكتاتورية، ولم يكن ليُثار له وجوداً في المشهد السياسي الإيراني؟ 

وهنا يجب أن يُسأل تيار “الإسترضاء مع الدكتاتور” أنه “ألا تعرف شيئا، ألا تعرف أنه لولا المقاومة الإيرانية  لكانت دكتاتورية ولاية الفقيه قد أكلت الآن رأسك ولعقت عظامك!!”، “ألا تعلم أن وضعية إيران لن تعود إلى الماضي أبدا، وأن عصر الانتهازية وركوب الأمواج قد انتهى؟”، “ألا تعلم أن الشعب الإيراني لا يتحمل النظام الدكتاتوري ومصمم للغاية لإزالة بساط الدكتاتورية في إيران إلى الأبد؟” و … 

على الرغم من أن تيار الاسترضاء مع الدكتاتور يعرف جيدا أن سلاح المقاومة الإيرانية كان دائما موجها نحو الدكتاتورية الحاكمة، فمن الجيد أن يعرفوا بأن مقاومة الشعب الإيراني قد بُنيت ودُمرت في ميدان العمل، مقاومةٌ  لا تقلق من المتغيرات ضد الدكتاتور ذلك لأن طريق المقاومة  قد بنى نفسه وضمن المستقبل لمصلحة شعبه! 

إنتهى الجزء الثاني والمقال 

@m_abdorrahman 

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.