حقوق الإنسان في إيران بين الواقع والتهاون الدولي
صمت وتجاهل فتستر فتواطؤ لا يزال يكتنف مسيرة نظام الملالي الإجرامية منذ بداية سلطانه وحتى اليوم!!!
مناجل وفؤوس وسيوف وحراب وبلطات ( مفردها بلطة أو طبر كما يسميها البعض) تم استخدامها في حملات قمعية دموية بقصد إبادة أشرف ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى دهس بعض سكان أشرف بسيارات الهمفي العسكرية الضخمة.. أشرف التي تعمل بلغة المؤسسة والدولة واجهت هذه الحملات البربرية بأيدي فارغة ولم لديها سلاح الإرادة ووثق أبطال أشرف تلك الجرائم الإبادية وتم نشرها ومشعول الصفحة لا أسمع لا أرى لا أتكلم .. وإن تكلم لم يحسن ولم وينصف.
أقر النظام الدولي مجموعة تشريعات ومواثيق دولية بعد أن أهلكت النزاعات والحروب القارة الأوروبية وجرت العالم بأسره ما دفع إلى تشكيل مؤسسات دولية جامعة ذات تشريعات وأعراف وبروتوكولات عامة كان من ضمنها مواثيق حقوق الإنسان والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي جعل للكثير من القيم والثوابت الإنسانية ضوابط ملزمة ومقيدة للأطراف المؤمنة والموقعة عليها.
إلا أن المؤسف في مؤسسات الشرعية الدولية التي يعد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جزءا منها أنها مؤسسات انتقائية وأصبحت هي ذاتها اليوم عاملا مساعدا على وقوع الكثير من جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية سواء كان ذلك بانتقائيتها أو بتهاونها وإهمالها أو تقاعسها إلى درجة توحي بأنها قد لا تؤمن بما اقروه لها من قيم وباتت مجرد شكليات للنظام الدولي لا تهتم إلا بالمواضيع التي تحظى باهتمام القوى التي تؤمن بسياسة الإسترضاء.
وبالتالي فإن قراراتها الغائبة المغيبة لا جدوى منها حتى وإن حضرت، وعلى سبيل المثال تمتنع مؤسسات الشرعية عن الإعتراف بمجزرة الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام الملالي بحق معارضين سياسيين سجناء أتم البعض منهم مدد أحكامهم كجرائم إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية، وها هي ثلاثة واربعون سنة تمضي ونظام الملالي على اجرامه واستخفافه بالشرعية الدولية والأخيرة مستمرة في تواطئها وتسترها.
لم تكن مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام الإيراني بحق المعارضين السياسيين الإيرانيين في الداخل الإيراني فقط بل امتدت الى خارج إيران في العراق وأوروبا وبنفس النهج حيث لم يكتفي بجرائمه في إيران فراح ينفذها في العراق وأوروبا حيث ارتكب في العراق أبشع مجازر الإبادة والتنكيل عدة مرات بحق سكان مخيم أشرف العزل في العراق في حين كانوا تحت الحماية الدولية بموجب إتفاقية جنيف الرابعة وكعادته تفرج المجتمع الدولي دون مبالاة على هذه المجازر.
هذا بالإضافة إلى ممارسة حصار لا إنساني على أشرف وليبرتي الذي كان سجنا غير لائق بأشخاص تحت الحماية الدولية وقد نقلهم من أشرف إلى ليبرتي كموقع أكثر أمانا ومع ذلك لم تتوقف هجمات الصواريخ والمدفعية عنهم، أما الحصار الممارس عليهم فقد كان إباديا أيضا حيث شمل الغذاء والدواء والعلاج وأدنى الحقوق الإنسانية البسيطة وكل ما يتعلق بالكرامة الإنسانية وهذه جرائم أخرى ضد الإنسانية رفض المجتمع الدولي بما في ذلك منظماته الرسمية المعنية بحقوق الإنسان الإعتراف الرسمية الصريح بها كجرائم ضد الإنسانية ومن فوائد هذا الإعتراف أنه قد يؤدي إلى حماية الشرعية الدولية وإثبات مصداقيتها وحرصها على ثوابتها وقيمها وإحقاق الحق وردع الجناة أنظمة وعصابات منظمة وأفراد إلا أنها رأت وسمعت مرارا ولم تحرك ساكنا الى اليوم فما السر وراء ذلك؟
لقد شاهدنا فؤوسا ومناجل وبلطات وآلات تنتمي إلى القرون الوسطى وهمجيتها استخدمها نظام الملالي نظام القرون الوسطى ضد أشرف دون حياء أو أدنى مبالاة بمجتمع دولي او قيم أو أعراف دولية أو تعاليم دينية وأخلاقية ولا عجب في ذلك حيث لا يعترف نظام الملالي بمنظومة المجتمع الدولي جملة وتفصيلا مؤسسات وتشريعات، كما لا يعترف بالإنسان إلا أدوات ووسائل لا قيمة من أجل بلوغ الغاية وتحقيق الأهداف.
سعى نظام ولاية الفقيه المتسلط على حكم إيران إلى ارتكاب جريمة إبادة جماعية في تجمع للمقاومة الايرانية في باريس حيث تمكن أحد دبلوماسيي نظام الملالي من نقل قنبلة إبادية فائقة التقنية نقلها من طهران إلى باريس مستخدما حصانته وكاد أن يتسبب في حصد أرواح مئات الأشخاص الأبرياء الحاضرين من بينهم شخصيات رسمية رفيعة المستوى، تم كشف القنبلة في موقع الحادث وحكم القضاء البلجيكي على الدبلوماسي الإرهابي وشركاه بأحكام ثقيلة بالسجن ولولا متابعة المقاومة الإيرانية لفلت من العقاب.. وبعد فترة وجيزة تقفز إلى العلن صفقة لإفلات الدبلوماسي الإرهابي الإيراني من العقاب.. ما السر في سياسة الاسترضاء هذه؟
ونتساءل إذا كان للنظام الإيراني دين أو كانوا من هم على رأسهم ممن يستحون ويخافون الميعاد أليس لحد الحرابة هذا الذي يطبقونه على سنة فرعونهم المؤسس حدود وأدلة وشهود ودوافع وأصول وزمان ومكان ومنطق أم يشمل كل من قال لهم في هذه الأرض وما عليها سواء كانوا في إيران أو في أشرف وليبرتي بالعراق أو باريس وتيرانا وغيرها من الأماكن.
انتهك النظام الإيراني مواثيق حقوق الإنسان على مدار ٤٣ سنة مهلكة حفاظا على نظامه وامتيازاته فما الذي منع المجتمع الدولي من احترام قيمه التي اقرها وأسس لها المؤسسات الرنانة .. ما الذي منعه من حماية شرعيته هنا كما حماها هناك .. ما السر في ذلك، ولما الكيل بمكيالين لطالما الإنسان واحد بغض النظر عن لونه وجنسه ودينه ومنطقته ..
في الحقيقة أن واقع الحال والغرب قالها حرفيا هؤلاء من جنسنا مثلنا من أسرتنا !!! وهنا الإنسان ليس واحدا ولا متساويا حتى من وجهة نظر المؤسسات الدولية في ممارساتها العملية التي لم تتطابق مع أقوالها وأدبياتها ومن هنا يأمن نظام الملالي العقاب فيتمادى في إساءة الأدب بإبداع شديد.
يعدمون المتظاهرين في إيران ويقتلونهم في الشوارع بالرصاص الحربي والرصاص الكروي ويغتصبون النساء جماعيا في سيارات الشرطة قبل الوصول إلى السجن وداخل السجن.. مئات الأشخاص الأبرياء من النساء والأطفال قتلوا على آرائهم وظنوا بالمجتمع الدولي حاميا لحقوق الإنسان لكنهم يشعرون اليوم بالخذلان والكل مستمر على نهجه الملالي على إجرامهم والمجتمع الدولي على صمته ونهجه المعهود.. والشعب الإيراني ماض في ثورته حتى النصر وتحقيق حريته وجميع حقوقه المشروعة.
ولا زال الصمت والتستر مستمرا حتى حين ..وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان هل سنرى ثقافة ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية الراعية لتلك القيم النبيلة في وضع جديد وحال أفضل يتسم بالمصداقية والحزم تجاه الجناة أن سيبقى الوضع على حاله.
إن غدا لناظره قريب