سجناء الشاه سجناء اليوم في جحيم ملالي طهران
مسيرة حافلة بالظلم والدم والإدعاء والتهور والعربدة والاستبداد تنامت وتعاظمت في طهران كوباء مستهتر لم يعد مقتنعا بكفاية بيئته فبات يسعي إلى التمدد حوله وعن بعد بهمجية ناشرا فكرا توسعيا مسموما تارة بالخداع وتارة أخرى بقوة السلاح والأمثلة على ذلك كثيرة جدا، ولولا حرب الثماني سنوات التي أشعلها ضد العراق وكبح العراق فيها جماح تلك العصابات الحاكمة باسم الدين والدين منها براء لباتت دول الشرق الأوسط والكثير من دول إفريقيا اليوم كلها تحت رحمته أكثر مما عليه الحال الآن.
لا شك أن 43 سنة من المحك والتجارب المستمرة في ظل نظام كذلك الذي يحكم في طهران كافية للمقربين من هذا النظام لكي ينقلبوا عليه وقد جاءت هذه الساعة ولولا الحديد والنار التي يخشونها في نظام عصابات الملالي المتحكمة في إيران والحاجة المعيشية اليومية الملحة لدى كثير ممن هم من زمرته لرأيناهم اليوم في مقدمة الساعين إلى الخلاص وقلع هذا النظام من الوجود.
وصل إفلاس نظام طهران وتدهوره وضعفه إلى القيام باعتقال المواطن الإيراني الشريف الطاعن في السن مير يوسف يونسي الذي أمضى أفضل سنوات شبابه في سجون دكتاتورية الشاه من أجل شعبه ووطنه؛ اعتقلوه بطريقة همجية لا تنم أبدا عن وجود دولة أو مؤسسات أو بشر على رأس هذه العصابة الحاكمة إذ اعتقلوه وضربوا زوجته وذاك هو ابنه من خيرة النجباء قيمة وخلقا وعلما ومصنفا من طلاب النخبة في العالم يقبع في سجون تلك العصابة منذ ما يقرب من ثلاثة سنوات بدون ذنب، ويبدو أن هذا النظام يحاول الإنتقام من كل من عارض الشاه داخل إيران وخارجها شعوبا ودولا وأفرادا، ولقد أمضى السجين السياسي الإيراني مير يوسف يونسي تسع سنين أيضا في سجون خميني واليوم تعاود تلك العصابات سجنه للتغطية على فشلها في قمع الإنتفاضة الوطنية الإيرانية الجارية.
ماذا يفعل نظام خامنئي الذي يدعي خلافة الله على الأرض بسجن رجل مسن لا ذنب له سوى أنه مواطن صالح؛ لقد أكمل خامنئي المسيرة خلف سلفه خميني كخلفاء للشاه بعباءة الدين وعدته ومير يوسف يونسي كان معارضا للشاه وسجينا سياسيا في عهده فلابد لهما (أي خميني وخامنئي” فرعون وهامان” وجنودهما) أن يحاسباه وعائلته على ذلك كجزء من مساعيهم لمحاربة الوطنية والعفة والنقاء والدين الحقيقي فيقوما بسجن ابنه لأنه من النخبة المميزة عالميا ثم يعاودون اعتقاله بشكل مهين ويضربون زوجته ويقتادونه إلى سجنه مقر إقامته الأساسي في عالم الطغيان والبغي، وكيف سيكون حال سجين سياسي سابق مكروه هو وابنه وعائلته وتم اعتقاله على نحو مهين .. هل سيرحم الجلادون حاله وسنه بالطبع لا فهكذا مخلوقات لا يبدر ولا يصدر عنها رشدا ولا يُرجى منها خيراً.
الحال لا يقتصر على مير يوسف يونسي فهناك سجناء سياسيين أكبر منه سنا لا يزالون يقبعون منفيين في سجون النظام في أقاصي البلاد بعيدا عن أهلهم وذويهم ومحرومون من أبسط الحقوق الآدمية منذ زمن طويل وقد عاصروا وعُذِبوا في سجون الحقبتين حقبة وخلفائه فرعون وهامان، ويعاني جميع السجناء السياسيين في سجون الملالي أشد المعاناة ويتعرضون لأشد وأقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والحرمان لكنهم صابرون صامدون ويموتون وهم قابضون على قيمهم ومبادئهم التي لا تقبل المساومة ولا يرون فيها إلا كرامتهم وشموخهم ونعيمهم.
نسي خليفتا الشاه خميني وخامنئي كيف كانت عاقبة أقرانهما النمرود وفرعون حيث مات أحدهما ضربا بالنعال على أنفه جراء ذبابة سلطها الله عليه فأهانته فلم يغني عنه ملكه وجبروته من الله شيئا، وكذلك مات فرعون غريقا ذليلا ولا زال جسده معروضا للبشرية كلها كي ترى كيف تكون عاقبة المتجبرين الظالمين ولن يكون مصير نظام الملالي خلفاء الشاه وفرعون وهامان إلا كمن سبقهم من الطغاة ولن يجازيهم الشعب الثائر الآن إلا بما صنعت أيديهم ومن جنس أعمالهم.
لا زالت الانتفاضة الوطنية الإيرانية مستمرة ولا زال الشعب لا خيار ولا مطلب له سوى إسقاط النظام وإنهاء معاناته، وجميع أبناء المنطقة دولا وشعوبا ينتظرون لحظة الخلاص من هذا النظام الفاشي الذي شوه الإسلام وظلم العباد وأهلك الحرث والنسل، ونظام يصف خيرة أبناء شعبه بالأراذل والأوباش نظامٌ لا يستحق البقاء، والأراذل والأوباش هم الين يتجبرون وينكلون بعباد الله يستبيحون دمائهم ويسرقون أرزاقهم وأموالهم غير آبهين بقيم أو دين.
الحق عالٍ ويعلو ولا يعلی عليه شيء .. وإن غدا لناظره قريب
كاتب: دكتور محمد الموسوي