مؤتمر عربي في بروكسل لدعم المقاومة الإيرانية؛ وانتفاضة الشعب الإيراني
في مؤتمر لجنة التضامن العربي الإسلامي المنعقد خصيصا بجوار في بروكسل.. الكل مصاباً ومتضرراً من إرهاب نظام الملالي، موجهين رسالة مفادها آن الأوان للتخلي عن سياسة إزدواجية المعايير والكيل بمكيالين وبدأ نهج جديد يحترم فعليا حقوق الإنسان ويتبنى إرادة حقيقية لإنهاء حقبة استرضاء نظام الأبارتيد الحاكم في إيران باسم الدين.
لفت إنتباهي وأنا أتابع عبر البث المباشر يوم الجمعة السابع والعشرون من يناير 2023 مؤتمرا لـ لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية والذي عُقِد اليوم في بروكسل بجوار مركز القرار الأوربي حضورا عربيا كبيرا ونوعيا متنوعا إذ شارك فيه ممثلون ووفود عن عدة دول عربية منها الدول المحتلة من قبل نظام الملالي العراق وسوريا ولبنان واليمن، ودولة تعاني فتنة نظام الملالي كفلسطين، ودول تعاني تبعات تدخلات نظام الملالي العبثية التي كانت في الماضي ولا تزال آثارها ووجودها كالسودان، دول تعاني حربا صامتةً غير أخلاقية من قبل نظام الملالي كالأردن الذي يعاني بصمت من محاولات لتهديد أمنه الحدودي والداخلي واستنزاف قدراته من خلال تهريب الأسلحة والمخدرات واستهداف استقراره، ودولا يسعى نظام الملالي إلى احتوائها وتشديد حدة الهوة التي بينها وبين جارتها كالجزائر، ودولا كموريتانيا يمهد نظام الملالي الدكتاتوري لبلعها وجعلها وسيلة للإنتقام من جيرانها في الشمال والجنوب بسبب طردهما لسفارتي الملالي في بلديهما، وتونس التي لم تنجو من مؤامرات الملالي وفكرهم العنصري التدميري.
حضور سوريا في المؤتمر
سوريا التي رفع اسمها ونطق بآلامها وحمل أحلامها كل الحضور كانت حاضرة للدعم والإسناد من منطلق شراكة الآلام والمعاناة والأهداف والمصير المشترك كان الحضور السوري في المؤتمر نوعي المشاركة كردياً وعربياً من القامات السورية المعارضة، ومن نشطاء حقوق الإنسان الذين كان لهم الأثر والتأثير في مشاركتهم القيمة التي اثارت إعجاب الجميع.
لم يغب العراق جمجمة العرب
رغم المآسي العظام ومكر اللئام يكبو العراق مغدورا وينهض في شتى المحن وأقسى الظروف ويبقى حاضرا ولم يغب عن قيمه أبدا ولم يغب عن الأمل ولم يغب عنه، كان العراق خاصرة الأمة وبوابتها الشرقية وعزها ورفعتها ولا يزل، كان على الدوام الهم الأكبر للأمة فإن غاب حضر وإن حضر كان حاضرا برسائله البليغة، وشارك من العراق جمجمة العرب رسالتين ناهضتين رافضتين محملات بالأمل وداعمتين ومشخصتين للأوضاع، وكانت إحداهما شاهدة على هزيمة واندحار الملالي وشاهدة عن على بطولات جيش التحرير الوطني الإيراني واندحار حرس الملالي أمامهم في معركة الضياء الخالد، وعبر كل العرب والحضور عن العراق خير تعبير؛ عبروا بما لم تعبر به جامعتهم ولن تعبر.
اليمن السعيد لا يزال سعيدا وسيسعد
لست مع من يصف اليمن بأنه لم يعد سعيدا.. اليمن سعيد بأبنائه الغيارى سعيد بكفاحهم ونضالهم في مواجهة قوى الشر التي تعصف بهم وفي مقدمتها ميليشيا الحوثي المدعومة من قبل ملالي طهران.. اليمن سعيدا بأمته تعاضده وتعمل من أجل نصرته وسعيدا بأحرار العالم إلى جانبه، وقد شارك اليمن بنخبة من ابنائه مثلوه ومثلوا أمتهم خير تمثيل مساندين الثورة الإيرانية ومعترفين بحق الشعب الإيراني في التطلع لغد أفضل والدفاع عن نفسه بكل السبل المتاحة.
لبنان العزيز عزيز الأمة لم يغب ولن يغيب
هل يغيب لبنان عن إهتمام أمته أبدا لم ولن يكون، هل يغيب لبنان عن الفضائل والشيم لا ابدا لم ولن يغيب، أما أعداء لبنان فغارقون في العار والخزي والرذيلة، وهيهات أن يستعبدوا لبنان وإن طال الزمن وهيهات أن يُكسر لبنان الكبير بأبطاله ومواقفه ووعيه .. الكبير بجراحه وأوجاعه أيضا، وقد شارك لبنان حاملا هموم أمته قبل همومه قارئا للأحداث قراءة جيدة وداعما لثورة الشعب الإيراني وكافة خياراته من أجل الدفاع عن نفسه.
فلسطين الأمة.. فلسطين المجد خالدة حتى أمر الله
مؤكدا لابد لفلسطين من حضور .. وحضور نوعي أيضا فكان لها شرف إدارة المؤتمر بروعة وجمال وقدمت قضايا أمتها وقضية الشعب الإيراني ونجاح المؤتمر على كل شيء إيمانا منها بأن خلاص الشعب الإيراني من الملالي الطغاة المتاجرين بقضية فلسطين هو نجاة للمنطقة كلها وللشعب الفلسطيني فلم يقدم ملالي البغي والرذيلة سوى سوى الفتنة بين أبناء فلسطين وشق صفوفهم، ولم يكن هدم الملالي للعراق وسوريا ولبنان واليمن إلا خدمة للصهاينة وليس فلسطين .. وحضرت فلسطين في البداية والمقدمة وبين السطور وجالت بين كل المواقف، وكانت كلمة فلسطين قضية الأمة وفخرها مسك الختام.
مشاركة المقاومة الإيرانية في المؤتمر
شاركت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية من خلال برنامج الفيديو كنفرانس وأثنت على المؤتمر والمتحدثين فيه فردا فردا، وقامت لبعضهم إحتراما وتكريما لسنه ونضاله ولم تجلس وهو واقفا يلقي كلمته إلا بعدما ذهب إلى مجلسه، ومن ضمن حديثها الهام ذكرت أن المقاومة الإيرانية أكدت منذ سنوات على ضرورة تقليم أظافر نظام الملالي بالكامل في الدول العربية، وأنه لن تنال المنطقة والعالم السلام والطمأنينة إلا إذا تم استهداف مركز التطرف أي نظام الملالي موضحة أن خامنئي وأعوانه لم يكونوا منذ البدایة بهذا الحدّ من الضعف والعجز كما هو حالهم اليوم، وأنه على الرغم من كل الضربات التي تلقاها النظام من الانتفاضة لن يتوقف عن القمع والإرهاب والبرنامج النووي والتدخل في المنطقة حتی یوم سقوطه، وعليه فإن نضال الشعب الإيراني لإسقاط هذا النظام يشمل تحقيق المصالح العليا لدول المنطقة وأجزاء كثيرة من العالم.
وأکدت السیدة رجوي أن بديل النظام المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية یناضل من أجل إيران حرة تبشّر بالصداقة والأخوة والسلام في المنطقة والعالم، واختمت السیدة رجوي کلمتها قائلة : باسم المقاومة الإيرانية ومن خلالكم أدعو دول المنطقة إلى اتخاذ الإجراءات التالية:
– إعلان قوات حرس النظام الإيراني كياناً إرهابياً وحظر التعامل معها سياسياً وعسكرياً واستخباراتياً واقتصادياً.
– إدانة قتل وتعذيب وقمع المنتفضين في إيران.
– طرد نظام الملالي من منظمة التعاون الإسلامي وقطع علاقات الدول العربية والإسلامية مع هذا النظام.
– الاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام.
– التأكيد علی شرعية نضال الشباب الثوار ضد قوات الحرس وحقهم في الدفاع عن أنفسهم.
هكذا كان المؤتمر العربي في بروكسل ..وهكذا كانت رسائله، وقد كان مؤتمرا موفقا، بل وكان تظاهرة عربية واسعة الطيف أقيمت من أجل دعم الإنتفاضة الإيرانية وحقوق الشعب الإيراني المشروعة في الدفاع عن نفسه وإسقاط النظام الدكتاتوري القمعي وإقامة إيران حرة ديمقراطية غير نووية تحترم حقوق الجوار ومبدأ الأمن والسلم الدوليين، وغدا سنصر الله المستضعفين في إيران والمنطقة على النظام الإجرامي الكهنوتي وسيعلو الحق ولا شيء غير الحق.
وإلى غد أفضل
المصدر: ایلاف