أدعياء الکفاح من أجل الشعب الايراني والتعبير عنه
من أهم الحقائق الواضحة عن الاوضاع في إيران منذ تولي نظام ولاية الفقيه الحکم فيه، إنه مامن قوة سياسية معارضة وقفت بوجه دکتاتورية وإستبداد هذا النظام کما کان الحال ولايزال مع منظمة مجاهدي خلق، خصوصا إذا ماتذکرنا بأنه وفي بداية قيام هذا النظام، کانت العديد من القوى السياسية الايرانية تتهافت على هذا النظام وتتملق إليه فيما کانت قوى أخرى تنخدع بهذا النظام وتقع في شرکه رغبا أو رهبا، غير إن مجاهدي خلق ظلت لوحدها قوية وصامدة أمام محاولات الترغيب والترهيب من جانب النظام وتمکنت من البداية من کشفه على حقيقته ورفض الاعتراف به والتعاون معه.
رفض مجاهدي خلق لهذا النظام وعدم الاستسلام لضغوطاته وتهديداته، لم يکن بذلك الامر الهين والذي يمکن أن يمر بسلام أو بتقديم خسائر محدودة، بل إنه کلفه عشرات الالاف من الشهداء بل وحتى إن في مجزرة السجناء السياسيين عام1988، والتي قام النظام خلالها بإعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي أکثر من 90% منهم ينتمون لمجاهدي خلق، قد أثبتت بحد ذاتها دورها وحجم تواجدها في ساحة الصراع بوجه النظام، وفي ظل أسوء الظروف وأکثر الفترات والمراحل صعوبة وتعقيدا، ظلت مجاهدي خلق ليست صامدة بوجه النظام فقط بل وحتى تستمر في المواجهة والصراع ولاتسمح للنظام بأن يبقى مرتاح البال والخاطر، ونب أجل هذا کان النظام ولازال عند حدوث أي طارئ يهدده وينال منه سرعان مايوجه التهمة لمجاهدي خلق.
الموقع والمکانة التي تحظى بها منظمة مجاهدي خلق کبديل سياسي ـ فکري قائم للنظام، لم تنله المنظمة کهبة أو إنها تحينت الفرص وإنتهزتها لکي تنال هکذا موقع، بل إنها نالته بالدماء الزکية ل120 ألف شهيدا، نالته ببقائها في ساحة الصراع والمواجهة على مر ال43 عاما المنصرمة. نالته لأنها حرصت أشد الحرص على فضح وکشف الماهية الدکتاتورية الاجرامية و إيصال صوت الشعب الايراني وجرائم وإنتهاکات النظام بحقه الى العالم کله.
مجاهدي خلق التي أصبح أعضائها أينما کانوا في داخل إيران أو خارجها، يواصلون نضالهم ضد هذا النظام بالطرق والاساليب المختلفة التي تخدم النضال العادل من أجل الحرية والديمقراطية للشعب الايراني، وهي لم تطلب من الشعب والعالم بأن يعتبرونها بديلا للنظام عنوة بل إن ذلك واقع فرضته مسيرة نضالية طويلة تمتد من عام 1965، أي منذ تأسيسها ولحد الان حيث إنها کانت الوحيدة التي ناضلت وخاضت الصراع ضد النظام من أجل الشعب بکافة أطيافه ومکوناته ولم تنحاز أو تنتمي لطيف أو عرق أو شريحة إجتماعية بل کانت تعبر عن الجميع وتمثلهم خير تمثيل، وبعد کل ذلك وعندما يخرج أبن الشاه المخلوع الذي کان ولازال يعيش حياة بذخ وترف على حساب الاموال المسروقة والمنهوبة للشعب الايراني ويطالب بأن يمنحه الشعب الوکالة والنيابة ويصبح بديلا لهدا النظام، فإن ذلك من غرب أنواع السفاهة والسماجة وحتى النزول الى أدنى المستويات، ذلك إن الشعب الايراني الذي أسقط نظام أباه وجعله يفر هاربا من البلاد، لايمکن أبدا أن يسمح له بالعودة من الشباك الخلفي وإعادة الدکتاتورية الملکية البغيضة مرة أخرى الى إيران!