الشرق الأوسط رهينا بالأنظمة الدكتاتورية التي يقيمها الغرب في إيران – هل باتت أوضاع الدول العربية مرهونة بالأنظمة القائمة في إيران.. ولماذا؟ هل سيبقى الغرب يفرض مخططاته علينا في المنطقة والدول العربية؟
ألم يحن الوقت لكي نرى بعض المصداقية السياسية للغرب في المنطقة؟
هل من حل للأزمات بالمنطقة ومن أين تبدأ؟
تتعاظم أزماتنا في الشرق الأوسط تباعا وفق ما ينتهجه الغرب من سياسات ويرسمه من مخططات تتعلق بإدارة الصراعات في المنطقة بما يلبي طموحه ومصالحه فوضع الكيان الصهيوني في فلسطين بكفة وأنظمة دكتاتورية مستهترة في إيران بالكفة الأخرى وكلا الكفتين ومن وضعهما حريص على أن يستمر الآخر بغض النظر عما نسمعه في وسائل الإعلام فهي مجرد نقرات للتلاعب بمشاعر البشر وأبعد ما تكون عن الحقيقة، ونراها أنها جزءا من عملية توازن القوى بالمنطقة إضافة إلى أنها تلبي مصالح الغرب على المديين القريب والبعيد سياسيا وأمنيا واقتصاديا، ونتيجة لتلك السياسات تتعرض المنطقة إلى حالة من التجريف السياسي والإقتصادي المخطط له مسبقا والحال في العراق يتحدث عن نفسه وفي سوريا الوصف فوق المأساوي وفي لبنان أكثر من مبكي وفي اليمن استعراض للمهازل والخراب والدمار…
وهنا تطرح مجموعة من الأسئلة نفسها وهي أسئلة لا تنحصر في أروقة معينة بدول المنطقة وافريقيا والعالم وإنما باتت تراود الصغير والكبير والجاهل والمتعلم بفعل ما يشهده العالم من تطور تكنولوجي خاصة ما يتعلق بوسائل التواصل الإجتماعي التي فضحت وكشفت كل مستور وبات الفرد حريصا على خروج المعلومة عن محابسها لتصل الآخر سواء كان ذلك بدافع نشر المعرفة أو بدوافع سياسية أو بدوافع مادية، وتتطلب هذه الأسئلة أجوبة صريحة مباشرة ومقنعة في ظل الوعي المتزايد لدى البشر بأن مفهوم الأمن والإستقرار بات واضحا مرئيا بالعين المجردة وملموسا لكل فرد في هذا العالم بأنه لا يقتصر على بقعة معينة بالعالم ولا يعني دولة دون غيرها فأمن واستقرار الشرق الأوسط يتعلق بالطاقة التي تتعلق بالوجود والحياة، والأمن في روسيا ومنطقة القوقاز وأوكرانيا يتعلق بالغذاء، والأمن والإستقرار بشرق آسيا يتعلق بمتطلبات الحياة الضرورية اليومية الأخرى، والأمن والإستقرار في أوروبا هو أمن السوق ودوام النمو التقني والعلمي…، وكذلك فإن الإستقرار في إفريقيا يتعلق بالتنمية إفريقياً وعالميا، وبمعنى أدق بات الأمن والإستقرار مطلباً كونياً وكتلة لا يمكن تجزأتها إلا أن الغرب لا يزال مصرا على الكيل في هذا الجانب بمكاييل عدة، وأحد التساؤلات هنا قول: هل باتت أوضاع الدول العربية مرهونة بالأنظمة القائمة في إيران ..ولماذا؟ والجواب نعم مرهونة بالأنظمة القائمة في إيران سلباً وإيجاباً .. نعم فلقد كانت مرهونة وستبقى كذلك فالأوضاع كانت قلقة في زمان الشاه حيث لم تكن إيران جارة تحترم الجوار فكانت إيران الشاه وليست إيران الشعب لا تهتم إلا بمحاباة الغرب، ويريد الغرب أن يكون الشاه وسيلة وأُلعوبة بيده يبتز بها دول وشعوب المنطقة، واستبشر البعض من العرب خيرا بثورة فبراير عام 1979 أملا في قيام سلطة جديدة تحترم الجوار وتؤمن بأهمية المصالح والقيم والقواسم المشتركة لكن ما حدث أن الغرب كان مستعدا لتغيير الشاه بسلطان يكون أكثر إلتزاما بالدور المكلف وهكذا أصبح الوضع في إيران بئس الخلف لبئس السلف، وتأسس في إيران سرطان يأكل بالمنطقة والموقف الغربي هو نفس الموقف والسبب هو أن الغرب لا يرى إستمرارا وحفاظا على مخططاته الإستعمارية إلا من خلال بقاء نظام الشرطي في إيران، ولا زال حريصا على بقاء هذا النظام مناورا بين الحين والآخر بشعارات للإستهلاك الإعلامي، وأما التساؤل الآخر هل سيبقى الغرب مستمرا على هذا النهج وهذه المخططات.. والجواب نعم سيبقى أو هو باقٍ للآن على مساره فقد رفض وضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب بحجج واهية ومسيئة ومُدينة للإتحاد الأوروبي الذي لم يقبل بذلك تضحية منه لأجل بقاء النظام الحاكم باسم الدين في إيران ولم يكتفي بذلك فحسب بل قام يلوح بابن الشاه بديلا لنظام الملالي أو شريكا معهم، أما الشعب الإيراني ومأساته ومعاناة شعوب المنطقة وما يسببه النظام الإيراني من قلاقل واضطرابات في المنطقة والعالم فهو أخر هموم الغرب ويبدو أنه لا يكترث بذلك، وعندما وصلت الأمور إلى أوجها في إيران وبات سقوط نظام الملالي حقيقة واقعة سارع الغرب إلى حماية هذا النظام وطرح ابن الشاه المخلوع بثورة شعبية كبديل وشريك، هذا بالإضافة إلى العودة لإستئناف المفاوضات النووية، وهذه هي مخططات الغرب يفرضها على الشعب الإيراني ودول وشعوب المنطقة والعالم.
مفتاح الحل يبدأ من إيران وينتهي بالمنطقة!
ويبقى مفتاح الحل من إيران وينتهي بالمنطقة والعالم، فزوال الدكتاتورية وتركتها من إيران هو الحل سواء كانت دكتاتورية الملالي الشوفينية أو دكتاتورية الشاه الشوفينية وبقاياهما ليحل محلهما بديلا وطنيا ديمقراطيا شعبيا حرا تعدديا غير نووي وهو ما تطرحه المقاومة الإيرانية والتي هي البديل الديمقراطي الشعبي الشرعي الأصيل لضمان مستقبل زاهر لإيران دولة وشعبا، وكذلك أمنا واستقرارا لدول وشعوب المنطقة.
ويبقى العرب بين شرطيين عدائيين شرطي الصهاينة في كفة وشرطي الملالي في كفة أخرى.. فهل يعيد الغرب حساباته ويصلح ما أفسده على مدار أكثر من قرن.. ننتظر إنا معكم منتظرون.
د. عبدالسلام حرمه / نائب برلماني موريتاني