بحضور شخصيات أوروبية وأمريكية وكندية وعربية.. مؤتمر دولي في بروكسل لدعم المرأة الإيرانية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
مريم رجوي: المرأة الإيرانية أصبحت بشجاعتها وبسالتها كابوساً بالنسبة لخامنئي
في خضم الظروف الاستثنائية التي تمر بها إيران منذ بدء انتفاضة سبتمبر، ومع تصاعد العنف الذي تمارسه أجهزة الدولة ضد النساء من جهة، وتفشي ظواهر اجتماعية غريبة من بينها حالات التسمم الغامضة التي تتعرض لها العديد من طالبات المدارس في جميع أنحاء إيران، وقبل أیام من یوم المرأة العالمي، عُقد مؤتمر دولي كبير في بروكسل للتعبير عن دعم انتفاضة الشعب الإيراني المستمرة وتسليط الضوء على الدور القيادي للمرأة في الانتفاضة.
وحضرت المؤتمر الرئیسة المنتخبة من قبل المقاومة الإیرانیة السیدة مریم رجوي عبر الفیدیو، کما ضم المؤتمر سيدات عملن في مناصب حكومية مهمة في أوروبا والولايات المتحدة وكندا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى محاميات ومشرعات، ومسؤولين كبار سابقين في الأمم المتحدة، وممثلات عن الجاليات النسوية الإيرانية في أوروبا، وسجينات سياسيات سابقات وناشطات إيرانيات هربن مؤخراً من إيران.
وحث المتحدثون في المؤتمر، المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الأوروبي على اتخاذ خطوات عملية جادة لدعم الثورة الجديدة للشعب الإيراني (انتفاضة سبتمبر) والاعتراف بحق المتظاهرين في مقاومة النظام الحاكم المعادي للمرأة، كما طالبوا بأن يتم تصنيف الحرس الثوري التابع لنظام الملالي كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
وألقت السیدة مریم رجوي كلمةً دعت فيها الأمم المتحدة والهيئات ذات الصلة كاليونسيف والمقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة إلى التحقيق في الجرائم التي يرتكبها نظام الملالي الحاكم في إيران ضد النساء .
وقالت السيدة رجوي في كلمتها :” في اليوم العالمي للمرأة نقدم التحيات للنساء القياديات في الصف الأمامي للانتفاضة الإيرانية والفتيات الشجاعات في وحدات المقاومة، ونقف احتراما لـ 81 امرأة استشهدن في الانتفاضة، أولهن مهسا أميني وآخرهن زربي بي اسماعيل زهي في زاهدان “.
وأضافت :” اليوم، يجب أن نتعاطف أولاً مع طالبات المدارس ومع أمهاتهن وآبائهن الحزينين بسبب حالات التسمم المتكررة التي تعرضت لها الطالبات في مدن وأجزاء مختلفة من إيران، ونحيّي ونقدّر موقفهم واحتجاجهم ضد النظام الإجرامي، إن عمليات التسمم المستمرة منذ ثلاثة أشهر، لم تترك أي مجال للشك في أنها منظمة ويتم تنفيذ هذه الجرائم بحسب الأوامر، إن حاشية خامنئي ينتقمون من فتيات إيران اللواتي لعبن دوراً مهماً في الانتفاضة الأخيرة ويريدون ترهيبهن، ومرةً أخرى، أدعو الأمم المتحدة وخاصة الهیئات ذات الصلة مثل اليونيسف والمقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة إلى التحقيق والرد بجدية “.
وأضافت السيدة رجوي :” في الانتفاضة الحالية، تحرّکت 204 جامعات للمشاركة في الاحتجاجات، وفي معظم الحالات كانت الطالبات يتصدرن صفوف المتظاهرين، ومن بين 1776 مدرسة انضم طلابها إلى الانتفاضات، كانت 1186 مدرسة للبنات، إن بطولة المرأة الإيرانية في الانتفاضة أذهلت العالم، فحتى الأمس، كان هناك صمت على دور النساء الشهيدات في إيران في سجني إيفين وكوهردشت، وأكثر من 100 مركز تعذيب من مراكز الخميني ودور النساء اللواتي تم إعدامهن في عام 1981، أو الفتيات اللواتي رفضن حتى ذكر أسمائهن لجلادي النظام وتم إعدامهن في يونيو من العام نفسه، لقد قدمت النساء المنتفضات على امتداد مسار ريادة النساء تفسيراً جديداً للحياة “.
وأكدت بالقول :” في هذه الانتفاضة، لم تقل النساء الإيرانيات (لا) للحجاب الإجباري) ، ولكن أيضاً للحكم الدكتاتوري الجائر مهما كان نوعه، سواء كان نظام الشاه أو نظام الملالي، فقد قام الشاه رضا بهلوي بنزع الحجاب بشكل إجباري عن رؤوس النساء، بينما وضعه الخميني بالقوة على رؤوس كل النساء، فالقضية إذن هي الإجبار على قبول الأشياء التي تفرضها الدكتاتورية التي تتعارض مع حرية الاختيار “.
من جهتها، أكدت مديرة العلاقات العامة السابقة في البيت الأبيض السیدة ليندا شافيز، في كلمة لها خلال المؤتمر : ” منذ عقود ، كانت هناك منظمة قاتلت النظام، وهي بالطبع منظمة مجاهدي خلق التي تقودها امرأة مناضلة، مريم رجوي قائدة لهذه المنظمة منذ عقود، وقد كانت من الأشخاص الذين وقفوا بلا خوف في وجه النظام الحاكم في طهران، لكن لم تكن السيدة رجوي وحدها الزعيمة، فهي أول من قال إنها ليست مجرد شخص واحد، ليست امرأة واحدة ، لأنها تقف وراءها عشرات ومئات وآلاف النساء اللواتي يشكلن جزءً من هذه المقاومة “.
وأضافت :” هناك من اقترح أنه ربما يكون من الجيد العودة إلى النظام البائد، نظام الشاه، حسناً، أنا هنا لأخبركم أن الشعب الإيراني لايريد ذلك، إنهم لايريدون أن يحكمهم دكتاتوريون، مهما كانت اسماؤهم وصفاتهم، في النهاية، لن يكون شخص واحد أو حتى منظمة واحدة هي التي تقرر مستقبل إيران، فمستقبل إيران سوف يقرره الشعب الإيراني “.
وتابعت :” لقد شهدنا ما يقرب من ستة أشهر من الاحتجاجات في إيران، لكن الأمر سيتطلب أكثر من مجرد احتجاجات لتكون قادراً على طرد هذا النظام، يجب على الناس أن ينتفضوا، يجب أن يتخلصوا من القادة الدينيين الذين يقودون ذلك البلد لسنوات عديدة، يجب أن يقولوا (لا) للثيوقراطية، يجب أن يقولوا (نعم) للديمقراطية، يجب أن يقولوا (نعم) لقيادة منظمة مثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ، برئاسة السيدة مريم رجوي التي تريد تحقيق الحرية والعدالة لشعب إيران “.
أما وزيرة الدفاع الألمانية السابقة للفترة (2019-2021) السیدة أنغريت كرامب كارينباور، فقد ذكرت في كلمة ألقتها في المؤتمر :” ان الصور القادمة من إيران تشعرني بالإهانة، أسأل نفسي: هل سيكون لدي القدرة على النزول إلى الشوارع والسماح لأولادي بالخروج لمحاربة النظام؟ هذه القوة، وخاصة لدى النساء في إيران، هي علامة على النزعة الإنسانية والحسم والثبات الذي يتجاوز حدود إيران، أنتن مصدر إلهام للعالم، يمكننا أن نبذل قصارى جهدنا لإظهار دعمنا للشعب الإيراني وإخبارهم أنهم ليسوا وحدهم، نحن معكم، لكل إنسان الحق في تقرير حياته “.
ووصفت النظام الحاكم في إيران بأنه ” نظام قاتل يدعم الإرهاب، لاتستطيع إيران العيش بسلام مع جيرانها، إنه نظام ضعيف، نظام خائف لدرجة أنه يضع شباب إيران في السجن ويسممهم، هذا النظام يجب أن يسقط وأنتم تناضلون من أجل ذلك، لا يتعلق الأمر باستبدال دكتاتورية بأخرى، يمكن لإيران أن تكون مثالاً للسلام والحرية والديمقراطية، هذا في مصلحتنا، وهذا هو سبب اجتماعنا هنا اليوم، يجب على المجتمع الدولي أن يقف مع الشعب الإيراني، هذه هي معركتنا، يجب أن نقف إلى جانبهم، لا يفهم الطغاة الاسترضاء، إنهم يفهمون إجابة واحدة فقط: لا ، لا ، لا! “.
ومن جهتها، قالت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة المحامين الأوروبيين في فرنسا السیدة دومينيك أتياس، في کلمتها :” ان نساء إيران هن القوة المنسية للعالم، اليوم، تقود النساء الإيرانيات النضال، هذا هو الجزء الوحيد الكاشف عن النضال الطويل الذي تخوضه جميع النساء في إيران، من جميع الأعمار، وجميع المناطق، جيلاً بعد جيل، إن شعب إيران يصرخ (لا للشاه ولا للملالي) ، الناس يريدون الحرية والديمقراطية، إنهم لا يريدون قوانين دينية قسرية، إنهم يرفضون دكتاتورية خامنئي وجميع فصائل النظام، إنهم يقولون (لا للدكتاتور سواء كان الشاه أو الملالي) “.
وتابعت :” يجب على الملالي الالتزام بوقف سياسة أخذ الرهائن، هذا نظام إرهابي، يجب أن يتذكر التاريخ ذلك، سيستمر القتال، لن يتوقف ابدا “.
وأكدت :” ان النضال مستمر بفضل النساء في إيران، لقد قابلت مريم رجوي وهؤلاء النساء، إنهم يعملون بكفاءة لا تصدق، مريم رجوي ثابرت على موقفها وكرست حياتها لهذا النضال، تعرضت لمحاولات اغتيال لكنها استمرت في المطالبة بالحرية، يجب أن نعطي مناصب قيادية لنساء يمكننا الوثوق بهن، مريم رجوي تقود حركة المقاومة “.
يذكر أن من بين المشاركين في المؤتمر السیدة جودي سجرو، عضوة البرلمان الكندي، وزيرة الهجرة السابقة، والسیدة كانديس بيرغن، الزعيمة السابقة لحزب المحافظين الكندي (2022)، وزيرة الدولة للتنمية الاجتماعية (2013-2015) ، کما تواصل مباشرةً مع المؤتمر أكثر مِن ألف إمرأة من أعضاء مجاهدي خلق الإیرانیة المقیمات في مدينة (أشرف3) في ألبانیا عبر الفیدیو.