المرأة .. في ظل نظام الملالي بين صناعة البؤس وتصدير ما يسمى بالثورة الخمينية
وتبقى جذوة الثورة متقدة في همم الرجال والنساء بين طبقات الشعب الايراني المؤمنين بها سبيلاً لترسيخ مبادئ الحرية والعدل والمساواة، وطريقاً وحيدا لتصحيح الإنحراف ورد الحقوق الثورية التي سرقها نظام الملالي بإسم الدين مستولياً على السلطة.
ومنذ ذلك التاريخ الذي تسلق به على ظهور الشعب الايراني مستغلا تضحياته لا يزال هذا النظام ممعناً يوماً بعد يوم في جعل البؤس والفاقة والظلم سمة لكل مواطن إيراني بحجة التعاليم الدينية المنحرفة للولي الفقيه، وخاصة ما تتعرض له المرأة الإيرانية من الظلم والاضطهاد في ظل القوانين التي تُعزى ظلما للشريعة الاسلامية مما حرم المرأة الإيرانية من معظم حقوقها كإنسان أولا ، وكذلك حق التمثيل الشعبي والسياسي والعمل بمجالات عدة، وجعلها تابعة لسلطة الولي الفقيه الذكورية ثانياً.
لقد كانت تلك الممارسات التعسفية ضد المرأة الإيرانية سببا في اشتعال نار الثورة من جديد ضد نظام الملالي، وقد كان للمرأة فيها دوراً بارزاً وفاعلاً فيها أدى إلى استشهاد العديد منهن وكن لنساء العالم أيقونات ومثلاً يحتذى به.
لم تغب تلك التضحيات عن فكر المقاومة الإيرانية وبالأخص منظمة مجاهدي خلق التي عقدت مؤتمرها السنوي لهذا العام من أجل توضيح الممارسات القمعية لنظام الملالي ضد المرأة الإيرانية من جهة، ومن جهة أخرى إعلاء شأنها كركيزة أساسية للعمل النضالي والسياسي وكجزء هام لا يتجزأ في أدبيات الفكر الثوري الحديث.. وهو الفكر الذي تؤمن به المنظمة والمُعرف بالأسس والمبادئ والقيم التي تتمسك بها ومنصوص عليها في دستورها الثوري.
ومن أبهى الصور المعبرة عن دور المرأة الإيرانية هي قيادة السيدة مريم رجوي لطلائع الثوار وحمل رايتهم في المحافل الدولية، وحمل هموم ومآسي محن شعبها مجسدة الأمل على طريق الخلاص من النظام الايراني الذي صدر ويسعى لتصدير فكره المنحرف إلى كافة المجتمعات بقصد الفساد والإفساد.
ومن خلال متابعتنا لأعمال المجلس الوطني للثورة الايرانية نرى أن إيمان أعضائه وقيادته بأهمية دور المرأة وقدرتها على المشاركة بل وقيادة العمل الثوري خير دليل على انفتاحه على الأسس القويمة لمبادئ الديموقراطية التي يسعى لتكريسها كنظام عام لشكل الحكم القادم في إيران.
لا يخفى على المتابع لأخبار العالم ما وصل إليه حال المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن التي اُبتُليت ظلما وعدوانا بفكر الملالي ووباء ثورة الملالي المشبوهة وساد مع هذا البلاء الظلم والقهر والفقر والجهل والبؤس والخراب وكأنما نُسِخت نسخا إلى هذه البلدان المحتلة المنكوبة.
تحية إلى كل إمرأة، وكل إمرأة حرة مناضلة في يوم المرأة العالمي، وتحية إلى كل الأحرار الذين يقفون سندا وعونا إلى جانب المرأة في مسيرتها التحررية من أجل غدها وغد مجتمعاتها.
ويبقى دورنا نحن كشعوب حرة بأي نموذج من نماذج الحكم نؤمن وإلى أيها نهتدي ونطمح أن تسود.
هل سنستسلم لفكر نظام الملالي الرجعي وسمومه المنتشرة تارة بالخداع والإحتيال وأخرى بالقهر والإستغلال والإستضعاف، أم نتوجه بهممنا ونضالنا وصالح عقيدتنا نحو مبادئ العدل والحرية والمساواة والعيش الحر الكريم.
تساؤل برسم كل الأحرار
عبدالرزاق الزرزور/ محلل سياسي ومحامي وناشط حقوقي