نضال المرأة الإيرانية من أجل الحرية يلهم النساء في جميع أنحاء العالم
في إيران، اندلعت مظاهرات يوم المرأة في عدة مدن في 8 مارس، وقادت النساء زمام التغيير. وفي محافظة خاش وسيستان وبلوشستان، هتفت المتظاهرات شعارات تطالب بالإفراج عن السجناء السياسيين وتؤكد حقهن في الحرية. في غضون ذلك، ردد أهالي منطقتي نارمك وستارخان بطهران ومدينة رشت شعارات مناهضة للنظام، من بينها دعوات للإطاحة بالديكتاتور وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
ردت سلطات النظام في طهران بالقوة، ونشرت وحدات مكافحة الشغب التي أطلقت الغاز المسيل للدموع وطلقات طلقات الرصاص لتفريق الحشود. وفي كرج غربي العاصمة، سُمع السكان وهم يهتفون “الموت للديكتاتور”، فيما تشير التقارير الواردة من سنندج، عاصمة إقليم كردستان، إلى أن المسؤولين المحليين أمروا عددًا كبيرًا من الوحدات الأمنية بالنزول إلى الشوارع لمنع أي نوع من المسيرات والتجمعات.
على الرغم من محاولات النظام لقمع المعارضة، تواصل النساء في إيران الكفاح من أجل المساواة والتقدم. تم تسليط الضوء على نضالهن خلال مؤتمر دولي عقد في 4 مارس في بلجيكا، حيث اجتمعت السياسيات والنساء الناجحات لتبادل الأفكار والخبرات. المتحدثة الرئيسية في المؤتمر كانت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI).
مهدت السيدة رجوي الطريق لعضوات منظمة مجاهدي خلق لتولي مناصب قيادية في الحركة. وأشاد المؤتمر والمتحدثون فيه بدور السيدة رجوي وأكدوا على أهمية حركة حقوق المرأة في إيران وتأثيرها المحتمل على حقوق المرأة عالميا. بينما أحرزت النساء في العديد من البلدان تقدمًا كبيرًا في تحقيق المساواة، كافحت النساء الإيرانيات لأكثر من قرن من أجل الحصول على حقوقهن الأساسية. سيكون فوزهن في نهاية المطاف بمثابة تقدم كبير لحركة حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم.
في المؤتمر، أكد المتحدثون على الحق الأساسي لكل إنسان، بغض النظر عن الجنس أو الخلفية، في تشكيل حياتهم كما يحلو لهم. كما شددوا على أن نضال المرأة الإيرانية لا يقتصر على موضوع الحجاب الإلزامي، بل هو كفاح من أجل الحريات والحقوق الأساسية، بما في ذلك المساواة بين الجنسين وحقوق الأقليات ووقف العنف الذي يمارسه النظام ضد الشعب الإيراني. وأشاد المتحدثون بقوة المرأة الإيرانية وتصميمها، ووصفوها بأنها مصدر إلهام للمرأة في جميع أنحاء العالم، وسلطت الضوء على قدرتها على إحداث تغيير كبير في إيران وخارجها.
تؤكد أحداث يوم المرأة في إيران على أهمية الاستمرار في دعم وإبراز جهود المرأة الإيرانية في نضالها من أجل المساواة وحقوق الإنسان الأساسية. على الرغم من التحديات التي تواجهها، فإن تصميمها بمثابة تذكير بقوة الحركات الشعبية وإمكانية التغيير من خلال العمل الجماعي.