الجدية المصحوبة بقرارات دولية ملزمة
بقلم : سارا أحمد کريم
بعد الانتقاد اللاذع ل150 نائبا من نواب البرلمان الأوروبي على “صمت” الاتحاد الاوربي على مخططي
الهجومين الارهابيين الذين کانت مخابرات النظام الايراني تنوي تنفيذهما ضد المقاومة الايرانية، وعلى
انتهاك حقوق الإنسان في إيران، ودعوتهم الى العمل من أجل محاسبة هذا النظام، فقد جاء الموقف
الاخير بموافقة الاتحاد الاوربي على فرض عقوبات على جهاز الاستخبارات الإيراني؛ بسبب مخططات
لاغتيال معارضين إيرانيين؛ ومع إن القرار جاء في وقته وأزعج النظام الايراني کثيرا، لکنه مع ذلك لايزال
دون الطموح وليس في مستوى الجريمة التي أراد هذا النظام إرتکابها منتهکا الکثير من القوانين
والمقررات الدولية.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي سبق وإن إرتکب هجمات إرهابية ضد المقاومة الايرانية
خلال الاعوام الاخيرة من القرن المنصرم في سويسرا وإيطاليا وغيرها ولم تصدر أية مواقف جدية ضده
بحيث تردعه، فقد عاد خلال العام السابق الى فرتکاب سلسلة من الاعمال والنشاطات الارهابية في
بلدان الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الامريکية وبقناعتنا فإن السبب الاساسي والاهم لتمادي هذا
النظام وعودته لممارسة النشاطات الارهابية يعود الى نقطتين مهمتين:
الاول: ينظر النظام الايراني الى عدم صدور قرارات ضد نشاطاته الارهابية من جانب بلدان الاتحاد
الاوربي بمثابة ضوء أخضر له لمواصلتها وقتما أراد، وهذا هو دائما جزء من طبعه الذي تعود عليه.
الثاني: إنتابه خوف ورعب کبيرين من تصاعد دور ومکانة المقاومة الايرانية وزيادة مصداقيتها بصورة
ملفتة للنظر أمام العالم الى جانب تعاظم دورها في داخل إيران وخصوصا وإن الانتفاضة الاخيرة
قدکانت إثباتا لذلك، ولذلك أراد توجيه ضربة قوية لها بإستهداف التجمع السنوي العام للمقاومة
الايرانية في حزيران من العام الماضي وقد أراد من خلال ذلك أن يدفع الحکومة الفرنسية بشکل خاص
الى التشکيك في المقاومة الايرانية.
زعيمة المقاومة الايرانية السيدة مريم رجوي، أکدت على الدوام بأن هذا النظام، سيظل على دأبه في
ممارسة النشاطات الارهابية وتصدير التطرف الديني وکذلك إنتهاکات حقوق الانسان في إيران مالم
تکن هناك مواقف جدية ضده تتسم بالحزم والصرامة من خلال قرارات ملزمة بحيث تسد عليه الطرق
والمنافذ ولاتدعه أن يتصرف کسابق عهده، وإن الموقف الاخير للإتحاد الاوربي خطوة جيدة ولکن يجب
إلحاقها بخطوات عملية مٶثرة أخرى من أجل ردع هذا النظام بصورة کاملة وإيقافه عند حده، خصوصا
وإن بقاءا سفاراته عاملة في هذه البلدان والتي کانت ولاتزال أوکارا لممارسة النشاطات المشبوهة، هو
في حد ذاته تأکيد على إن خطر النشاطات الخبيثة لهذا النظام لايزال قائما، ومن هنا تأتي الأهمية
والقيمة الاعتبارية للتغريدة الاخيرة للسيدة رجوي بمناسبة الموقف الاوربي الاخير عندما غردت قائلة:”
عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد نظام الملالي أمر ضروري للحؤول دون انتشار الإرهاب في أوروبا. ولكن
يجب استكماله بإدراج مخابرات الملالي وقوات الحرس بأكملهما في قائمة الإرهاب ومحاكمة وطرد
دبلوماسيه الإرهابيين وعملائه. خارجية النظام ودبلوماسيوه وسفاراته أجزاء من آلة إرهابه”، وإن
ماطالبت به السيدة رجوي هو عين الحق والصواب.