قوات حرس النظام الإيراني: القوة والإرهاب وغسيل الأموال
إن طلب تصنيف الحرس التابع للنظام الإيراني كمجموعة إرهابية متجذر في الاعتقاد السائد بين الإيرانيين ومقاومتهم بأن الحرس الإيراني يشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي والأمن العالمي.
ينظر الإيرانيون إلى الحرس الثوري الإيراني على أنه منظمة قمعية تقمع المعارضة وتدعم الإرهاب في الخارج. يرعى الحرس الإيراني ويدعم العديد من الجماعات الإرهابية، بما في ذلك حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق.
يتورط الحرس الإيراني أيضًا في تطوير برنامج إيران للصواريخ الباليستية ويشارك في صراعات في سوريا والعراق واليمن. وقد أدى ذلك إلى مطالبة الإيرانيين الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية الأخرى بتصنيف الحرس الإيراني كمنظمة إرهابية.
لكن ما هو بالضبط الحرس الإيراني؟
بعد الثورة الإيرانية عام 1979، أنشأ النظام الجديد “جيش حراس الثورة الإسلامية”، المعروف أيضًا باسم الحرس الثوري. كانت مهمتها الأساسية تعزيز أيديولوجية النظام وقمع المعارضين وتصدير الإرهاب والأصولية. يقدم الحرس تقاريره مباشرة إلى المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي.
غالبًا ما يُنظر إلى الحرس على أنه “دولة داخل دولة”، نظرًا لمكانته باعتباره الركيزة الأكثر تأثيرًا في قيادة الجمهورية الإسلامية. تحتفظ بوحدات عسكرية مستقلة والقوات الجوية والبحرية، بالإضافة إلى وحدات متخصصة لإجراء العمليات في الخارج. بالإضافة إلى ذلك، تخضع ميليشيا الباسيج التطوعية لسلطة الحرس وتتواجد في المساجد في جميع أنحاء البلاد. يلعب الباسيج دورًا حاسمًا في قمع الاحتجاجات، فهم مسلحون ومنتشرون بملابس مدنية لقمع المظاهرات بعنف.
بالإضافة إلى وحداته العسكرية والميليشيات، يمتلك الحرس جيشًا إلكترونيًا و “مركزًا لمراقبة الجرائم الإلكترونية المنظمة ومكافحتها”. كما تحتفظ المنظمة بوكالة استخباراتية خاصة بها، والتي تعمل بشكل منفصل عن جهاز المخابرات الرسمي للنظام وتقدم تقاريرها مباشرة إلى مكتب المرشد الأعلى.
الحرس يسيطر على الاقتصاد
في العقود الأخيرة، زاد الحرس بشكل كبير من قوته الاقتصادية، وسيطر على البنية التحتية والأصول في البلاد. تمتلك المنظمة تكتلاً للبناء يسمى خاتم الأنبياء، والذي يشارك في العديد من مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية واستثمارات بمليارات الدولارات. تأسست في البداية في أواخر الثمانينيات للمساعدة في جهود إعادة البناء في أعقاب الحرب ضد العراق، ومنذ ذلك الحين وسعت الشركة نفوذها الاقتصادي، لا سيما خلال رئاسة محمود أحمدي نجاد من 2005 إلى 2013.
يدير الحرس حاليًا مؤسسات تجارية واسعة النطاق تشارك في تصنيع السيارات وإنشاء الطرق السريعة والسكك الحديدية ومترو الأنفاق، ولعب دور رئيسي في صناعة النفط والغاز. كما تقوم المنظمة ببناء السدود وتنشط في مجال التعدين. من الصعب تحديد النسبة الدقيقة للاقتصاد الإيراني التي يسيطر عليها الحرس، حيث لا تتوفر إحصاءات وبيانات شاملة.
الإرهاب العالمي
لواء القدس، وهو وحدة تابعة للحرس الإيراني، مكلف بالعمليات الخارجية ويعمل بشكل أساسي على دعم القوات الموالية للنظام في المنطقة. منذ ثورة 1979، سعت قيادة النظام إلى نشر أيديولوجيتها الأصولية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. في العراق، قدم فيلق القدس الدعم للجماعات الشيعية العميلة للنظام، بينما في سوريا، انحاز إلى نظام الأسد. كما تساعد الوحدة منظمات مثل حزب الله وحماس. كان فيلق القدس على قائمة العقوبات الأمريكية منذ أكثر من عقد.
بالإضافة إلى الإرهاب، تورط الحرس الإيراني في مخططات غسيل الأموال. النظام الاقتصادي في البلاد مليء بالفساد، وتشارك بعض مؤسساتها المالية في أنشطة غسيل الأموال. أثار النفوذ الاقتصادي الكبير للحرس، لا سيما من خلال مقر “خاتم الأنبياء” للإعمار، مخاوف بشأن أنشطة غسيل الأموال المحتملة.
يحاول النظام الإيراني التملص من العقوبات الدولية وإخفاء أنشطته المالية غير المشروعة بوسائل مختلفة، بما في ذلك استخدام شركات الواجهة والشركات الوهمية والوثائق المزورة. إن تورط النظام في غسيل الأموال لم يمكِّنه من تمويل دعمه للمنظمات الإرهابية فحسب، بل أدى أيضًا إلى تقويض الجهود العالمية لمكافحة الجريمة المالية وتعزيز الشفافية في التمويل الدولي.
إذا قام الاتحاد الأوروبي بتصنيف الحرس الإيراني على أنه جماعة إرهابية، فقد يكون لذلك آثار اقتصادية وسياسية كبيرة على النظام. إن التصنيف إلى جانب العقوبات المفروضة على الحرس الإيراني والشركات التابعة له سيجعل من الصعب عليهم ممارسة الأعمال التجارية على المستوى الدولي. كما يمكن أن يقوي يد الشعب الإيراني، الذي هو أول ضحايا الحرس الإيراني ولا يريد أكثر من التغيير في بلدهم وتأسيس نظام ديمقراطي.