الشعب الإيراني يُسقِط شرعية نظام الملالي وحقبة نظام الشاه المخلوع وفلوله
أصبح التغيير مطلباً شعبياً ضرورياً في إيران وكذلك في الدوائر السياسية الغربية، وهذا ما حدا بإبن شاه إيران المخلوع أن يُسابق الزمن ليظهر في القنوات الإعلامية الغربية والعربية متصدراً المشهد بمعارضة هزيلة ليس لها باعٌ في مقارعة نظام الملالي الإرهابي ولا تاريخٌ على الساحة السياسية الايرانية مقدّماً نفسه كمعارضة تعمل على تحقيق طموح وآمال الشعب الإيراني في الحرية والديمقراطية والسلام والرخاء والازدهار.
وهنا تعود بنا الذاكرة إلى حكم أبيه القمعي الدكتاتوري الذي كان يقمع شعبه و كان شرطياً للمنظقة، ولفساد نظام الشاه الذي أفقر شعباً يعيش في أغنى بقعة جغرافية بالعالم خرج الإيرانيين محتجين مطالبين بإسقاط الشاه ونظامه عام 1979، إسقاط الشاه الذي لا زال إبنه يحمل أفكاره وسياساته وطغيانه، ولليوم لم يعتذر ولم يُدين سياسات أبيه القمعية الدكتاتورية وفساده الذي جعل الشعب الايراني يخرج عليه، ولم يكتفي بذلك فحسب بل راح يُطلق على ثورتهم التي سرقها خميني وملالي الشر والضلال عام 1979 بانها فتنة ويرفض الإعتراف بأخطاء سياسات أبيه ونظامه بل يفتخر بحكمه، وتجلّت ملامح ديمقراطيته التي يُنادي بها في بروكسل عند زيارته بلجيكا قبل عدة أشهر حيث تظاهر بعض المعارضين ضد هذه الزيارة في بلجيكا فجاء ردُّ حرسه وأتباعه بضرب المتظاهرين وشتمهم، فإذا كانت هذه هي أفعاله في أوربا بلاد الحريات والديمقراطيات فكيف ستكون أفعاله عندما يصل الى سدة الحكم إن وصل؟؟؟
إن وصول ابن الشاه الى السلطة يعني استمرار سياسات وممارسات نظام الملالي القمعية التي كانت استمراراً لسياسات الشاه القمعية بحق شعبه، وببساطة شديدة لا يمكن للدكتاتورية يا سادة أن تنتج حرية وديمقراطية وتقر بحقوق الغير.
المعارضة الحقيقية هي تلك الأصيلة صادقة الإنتماء الثابتة على القيم المباديء في كل زمان ومكان، المناضلة من أجل حقوق شعبها، والتي تعمل بصدق على ترسيخ مفاهيم الحرية والديمقراطية والعدالة، وتعمل من أجل القضاء على الفقر والفساد وتخلق أجواء الأمن والسلام في إيران وبالتالي في المنطقة والعالم، أما المعارضة المؤهلة لقيادة المرحلة فيجب أن تكون معارضة أصيلة عميقة الجذور ذات تاريخ طويل في مقارعة الظلم والطغيان مؤهلة ومقتدرة منظمة مضحية بالغالي والنفيس مضحية بأرواح ودماء خيرة أبنائها وبناتها وروت بهم تراب الوطن والمنافي، ولها وجودها الفعلي على الأرض في قلب الميدان وهذا ما تجلّت صوره في مناضلات ومناضلي منظمة مجاهدي خلق وقلعتها أشرف والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة رئيستهم المناضلة السيدة مريم رجوي إذ يشهد لهم التاريخ بالصمود والبلاء الحسن طيلة أكثر من قرابة ستة عقود منذ عهد الشاه المخلوع وفي ثورة عام 1979 الممتدة إلى اليوم وفي سنة 2003 وما بعدها عندما تصدوا بصدور عارية وأيدي فارغة لمؤامرات وصواريخ حكومات أحزاب وميليشيات نظام الملالي في العراق على قلعة أشرف الصامدة ونالوا فيها شرف الدفاع والمنازلة غير المتكافئة والتي ارتكب فيها الملالي ومرتزقتهم جرائم الإبادة الجماعية وأبشع الجرائم ضد الإنسانية شملت القتل والخطف والحصار، وقد تحملوا حصاراً جائراً قاسياً شمل حتى أهم الأدوية وأبسط الموارد الإنسانية اليومية اللازمة، ولم تنتهي مؤامرات الملالي الإرهابية ضد المقاومة الإيرانية ودول وشعوب منطقة الشرق الأوسط حتى يومنا هذا، ولن تنتهي إلا بزوال الملالي ونهجهم الفاشي إلى الأبد .
كانت الشعوب دائماً وأبداً مصدراً للسلطات، وهذه قاعدة ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان، وهو ما دفع بالشعب الإيراني للخروج في أيلول سبتمبر 2022 ليقول وقوله الفصل مطالباً بإسقاط نظام الملالي وهاتفاً أيضاً باستنكاره لحقبة الشاه المخلوع وفلوله والملالي الحاكمين، ورفضه للأنظمة الدكتاتورية سواء كانت نظام الشاه أو الملالي وبذلك يعلن رفضة لعودة نظام الشاه، وهذه هي قاعدة من قواعد أدبيات المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وقواه الشعبية على أرضية الشارع، وهكذا قالها الشعب الإيراني بوضوح (الموت للمستبد سواء كان الشاه أو الملالي)!!! فأين هي قاعدة ابن الشاه الشعبية في إيران؟؟؟
المدير الإقليمي لمركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان في العراق