الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

تأثير إدراج  مجموعة العمل المالي إيران في القائمة السوداء

انضموا إلى الحركة العالمية

تأثير إدراج مجموعة العمل المالي إيران في القائمة السوداء

تأثير إدراج  مجموعة العمل المالي إيران في القائمة السوداء

منذ ما يقرب من أسبوعين، اتخذت مجموعة العمل المالي (FATF)، وهي هيئة معترف بها عالميًا مسؤولة عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، قرارًا تبعيًا. مددت قائمتها السوداء لتشمل دولًا مثل إيران وميانمار وكوريا الشمالية.

لقد أحدثت هذه الخطوة موجات من التأثير عبر المشهد الدبلوماسي والاقتصادي، مما دفع الخبراء إلى مناقشة وزن هذه الإجراءات. من بينها، ترى وجهة النظر السائدة أن العوائق الاقتصادية والتجارية التي تواجهها إيران الآن قد تتجاوز حتى آثار العقوبات النووية الشديدة.

التداعيات الاقتصادية والتجارية: تفريغ العراقيل المالية والتجارية لإيران

في حوالي شهر فبراير من عام 2020، شكلت فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية علامة بارزة بوضع إيران على قائمتها السوداء. جاء هذا القرار بعد منح إیران نافذة لمدة أربع سنوات لمعالجة المخاوف المحيطة بغسيل الأموال.

  ومع ذلك، عارضت السلطات الإيرانية الحاكمة بشدة التصديق على مشاريع القوانين الرئيسية المرتبطة بمعاهدة باليرمو ومعاهدة مكافحة تمويل الإرهاب. أدى هذا الخلاف إلى تأجيج نيران الاحتجاجات الشعبية ضد الموافقة على مشاريع القوانين الحاسمة هذه.

على مدى السنوات اللاحقة، دأبت إيران على تأجيل التصديق على التشريعات المرتبطة بمعاهدة باليرمو، وهي إطار دولي يهدف إلى مكافحة “الجريمة المنظمة عبر الوطنية” (2001). بالإضافة إلى ذلك، ظلت اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب (1999) غير مصدق عليها. تقوم مجموعة العمل المالي، التي تضم 37 دولة عضو، بتقييم الدول المعرضة لغسيل الأموال وتمويل الإرهاب بانتظام.

إن استمرار إدراج إيران في القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي، التي تمتد الآن إلى عامها الرابع، يبرز الركود في نهج إيران لمعالجة هذه الإجراءات التشريعية المعلقة.

بينما يحاول المسؤولون الإيرانيون التقليل من أهمية العواقب المحتملة لإدراج FATF في القائمة السوداء، تلقي القضية بظلالها على التجارة الخارجية للبلاد في كل من القطاعين العام والخاص.

  تواصل الإدارة الحالية، بقيادة إبراهيم رئيسي، المسار الذي حدده سلفه، حسن روحاني، من خلال العمل على إبراز صورة للعلاقات الدولية المعززة. ومع ذلك، فإن هذه الجهود، التي تشمل الاجتماعات الرسمية والبعثات الدبلوماسية، لم تسفر بعد عن تقدم اقتصادي أو تجاري كبير.

وهم فتح الأموال المحجوبة: تقييم جهود إيران وسط عدم اليقين الاقتصادي

لقد استحوذ مفهوم “التطبيع” بين إيران والمملكة العربية السعودية على الاهتمام الأخير. ومع ذلك، فإن الثقل المستمر للعقوبات الدولية، إلى جانب وضع إيران في قائمة فاتف السوداء، لا يزال يمثل عائقًا هائلاً أمام إطلاق الإمكانات الاقتصادية للبلاد. لقد خلق هذا التحدي المزدوج حاجزًا كبيرًا أمام إقامة علاقات تجارية قوية مع الشركاء العالميين والإقليميين.

تميل الرواية المتكررة حول “تحرير الأموال المجمدة”، التي دعا إليها النظام، إلى الظهور وسط الاضطرابات الاقتصادية الداخلية وتصاعد الاستياء العام. مع تزايد أهمية مؤشرات الاضطرابات الاجتماعية الناجمة عن الفقر والتضخم، حاولت سلطات النظام تهدئة السخط العام من خلال الوعد بإطلاق الأموال. ومع ذلك، فإن ما تم الكشف عنه مؤخرًا يكشف عن الإفراج المشروط عن هذه الأموال، بشرط استيراد السلع الأساسية. هذا الوحي يفرغ الآمال الأولية بتأجيل اقتصادي شامل.

رسم مسار للأمام: معالجة قائمة فاتف والمساعي الدبلوماسية والإصلاحات الاقتصادية

وبالتالي، يواجه النظام الإيراني منعطفًا محوريًا يتطلب إعادة تقويم مواقفه الأيديولوجية. يتضمن هذا التحول الابتعاد عن دعم الإرهاب، وكبح التدخل في الشؤون الإقليمية، والتصدي بفعالية لقضايا مثل غسيل الأموال. على الرغم من الضغوط الخارجية، لا يزال النظام يميل إلى التعامل مع العقوبات بوسائل غير مشروعة مثل التهريب وغيرها من الأنشطة غير المشروعة، من أجل الحفاظ على الاستقرار المالي.

في الختام، دفع القرار الأخير لمجموعة العمل المالي (فاتف) بتمديد قائمتها السوداء بإيران إلى مفترق طرق حاسم، مما شكل المسار الاقتصادي والدبلوماسي للبلاد. في الوقت الذي يكافح فيه النظام الآثار الواسعة للتجارة المقيدة والتعقيدات الدبلوماسية، فإن الأمة مكلفة بإدارة هذه التحديات متعددة الأوجه بفعالية.

 من خلال إيجاد توازن بين الضرورات المحلية والالتزامات الدولية والإصلاحات الاقتصادية، يهدف النظام إلى التغلب على العقبات المعقدة التي يمثلها وضعه في القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي، مع تمهيد الطريق في الوقت نفسه لتحقيق نمو اقتصادي مستدام وتعزيز المشاركة العالمية.

Verified by MonsterInsights