لماذا يُعتبر العنف هو اللغة الوحيدة الممكنة للرد على نظام الملالي؟
صادق بهروزي
قالت السيدة مريم رجوي في إحدى خطاباتها المتعلقة بإدراك مدى كراهية الإيرانيين لنظام الملالي الحاكم في إيران، في يوليو 2017: “على الرغم من أن الكثيرين يدركون الطبيعة العدوانية لنظام الملالي المشعل للحروب والمناهض للإنسانية ، وليسوا لديهم أدنى شك في أن هذا النظام الفاشي لا يحظى بأي قاعدة شعبية في إيران، إلا أنهم يعتقدون بأنه إذا واجهناه بالعنف والقتال فإنه سيزداد سوءًا وشراسة بحكم طبيعته المناهضة للبشرية. والخلاصة هي أنهم لا يختارون أسلوب العنف والقتل في مواجهة هذا النظام. والحقيقة هي أنهم مخطئون، إذ يجب عليهم أن يعلموا أن الأفعى تلدغ حتى آخر لحظات حياتها.
وأوضحت سيادتها ضاربة المثل بحرب الـ 8 سنوات التي أشعلها نظام الملالي مع دولة العراق المجاورة؛ أن خميني أشعل الحرب المناهضة للوطنية لمدة 8 سنوات، وعلى الرغم من أن العراق انسحب من الأراضي العراقية في عام 1982 ولم تعد الحرب مشروعة ولا ضرورة لها، وكان السلام يلوح في الأفق، إلا أن خميني كان يقول إنه لن يتوقف عن مواصلة الحرب إلا عندما لا يتبقى هناك شيء لتدميره.
بيد أن جيش التحرير الوطني الإيراني أجبر خميني في عام 1988 على تجرع كأس السم. وبالتالي يمكن لدول المنطقة أن تنتصر على هذا النظام عندما يجردونه من الركائز الأساسية للقمع والإرهاب، أي أنه من رابع المستحيلات أن يكف هذا النظام الفاشي عن ممارسة العمليات الإرهابية وتصدير الرجعية إلى الخارج قبل أن يتم إدراج قوات حرس نظام الملالي المناهضة للبشرية على قائمة التنظيمات الإرهابية. والجدير بالذكر أن المقاومة الإيرانية تسعى بكل ما لديها من قوة منذ أكثر من 4 عقود حتى الآن إلى أن تثبت هذه الحقيقة للجميع.
ولا ريب في أنه بفضل الجهود التي تبذلها المقاومة الإيرانية على مدى الـ 24 ساعة خلال هذه العقود الأربعة، وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية لم توافق على هذا الأسلوب في مواجهة هذا النظام، ولكن نظرًا لأن المقاومة الإيرانية بدأت العمل دؤوبة كالنمل على مدى الـ 24 ساعة مستعینةً بالمواطنين العاديين؛ توجَّه أنصارها متحملين المصاعب في برد الشتاء القارس وحرارة الصيف إلى كل مَن ينبض قلبه من أجل الإنسانية لإقناع حكام بلدانهم بأن نظام الملالي يشكل خطراً على أمن واستقرار المنطقة، ومطالبتهم بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضده.
فعلى سبيل المثال، رأينا في بيان 30 برلمانًا حول العالم كيف أكدوا جميعًا على ضرورة إدراج قوات حرس نظام الملالي في قائمة التنظيمات الإرهابية، ولا سيما ذراعها الإرهابي، قوة القدس الإرهابية. كما أشاروا في نفس البيان إلى ضرورة تغيير هذا النظام الفاشي، وأصروا على إقامة حكومة ديمقراطية على أساس ميثاق السيدة رجوي المكوَّن من 10 بنود. وبطبيعة الحال، ما سبق ليس سوى جزء من أنشطة المقاومة الإيرانية في الخارج، أما في الداخل، فقد تسبب أبطال وحدات المقاومة في أن تجتاح رعشة الموت الهيكل المتهالك لنظام الملالي، بإشعال النار في مراكزه المعنية بالقمع والترويع في جميع أنحاء البلاد، لدرجة أن هذا النظام القروسطي اضطر إلى تغيير استراتيجيته التي كان يحاول من خلالها أن يقنع الجميع بأن المقاومة الإيرانية قد انتهت ولا وجود لها في الخارج.
بيد أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، غريب آبادي، اعترف حينها في مقابلته بأنهم قد أخطأوا عندما كانوا يسعون في لقاءاتهم السياسية على الساحة الدولية إلى عدم ذكر “المقاومة الإيرانية” بالاسم، والتظاهر بأنها لم يعد لها وجود في الخارج. وكانت هذه الاستراتيجية خاطئة. ومن الآن فصاعدا، يجب علينا أن نؤكد في كل لقاء مع شركائنا الأجانب على خطورة المقاومة الإيرانية، وأن نأخذ منهم وعدًا بعدم منح أنصار المقاومة الإيرانية مجالًا لممارسة النشاط في بلدانهم.
كما قال أحمدي نجاد، رئيس الجمهورية السابق لنظام الملالي في رده على سؤال الصحفيين عن مجاهدي خلق، أثناء زيارته للعراق: “هل هم ما زالوا موجودين؟”. بالطبع هناك الكثير من الحقائق في هذا المجال، ويكفي هذا القدر فقط كمثال. لذلك، ينبغي أن نستمر في التركيز على هذه النقطة ، وحريٌ بنا القول بأنه يجب علينا الاستمرار في ضرب رأس هذه الأفعى حتى يتم إلقاؤها بالكامل في زبالة التاريخ. نعم، هذه هي الطريقة الوحيدة، فهذا هو أفضل الأعمال التي سترتفع يومًا بعد يوم وسيستمر في التأثير على الملالي بشكل إيجابي.
إذ قال القرآن الكريم: “والعمل الصالح یرفعه”. ولا ينبغي منح هؤلاء الدجالين المتعطشين للدماء مزيدًا من الوقت، و حتى لو كان ذلك بشق الأنفس، فإن نور المقاومة الإيرانية سيضيء سماء هذا الوطن الملطخ بالدماء، حتى ينعم شعب إيران وشعوب المنطقة بالراحة والهدوء والسلام. وذلك هو اليوم الذي ستُشفى فيه قلوب جميع عائلات شهداء هذه المقاومة وتُشفى صدورهم، قال الله تعالى:”وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5). ونتطلع بشوق كبير إلى أن يأتي هذا اليوم في القريب العاجل.