إدانة نظام الملالي في اللجنة الثالثة المعنية بحقوق الإنسان بالأمم المتحدة
صادق بهروزي
عقدت اللجنة الثالثة المعنية بحقوق الإنسان بالجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2023، اجتماعاً شاركت فيه شخصيات بارزة في مجال حقوق الإنسان. وأكد مرة أخرى السيد جاويد رحمان، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران في كلمته أن “اتساع وتفاقم انتهاكات سلطات الجمهورية الإسلامية، لا سيما بعد وفاة مهسا أميني، يدل على ارتكاب المزيد من الجرائم.”
تم إعدام أكثر من 600 شخص في إيران، منذ بداية عام 2023، فضلاً عن أن آلاف السجناء محكوم عليهم بالإعدام، وتعاني النساء من أبشع أنواع التمييز، والآلاف منهن محكوم عليهن بالإعدام. أليس الصمت والتقاعس عن مواجهة النظام الذي يرتكب مثل هذه الجرائم يشجعه حقاً على ارتكاب المزيد منها؟
اندلعت في مثل هذه الأيام من العام الماضي؛ انتفاضة كبرى في أكثر من 280 مدينة إيرانية. وقتلت القوات القمعية التابعة لنظام الملالي ما لا يقل عن 750 شخصًا، وأصابت عددًا كبيراً، واعتقلت 30,000 شخص، بيد أن هذا القمع أدى إلى تفاقم غضب الشعب واستيائه، ومهد الطريق لاندلاع انتفاضات أكبر في المستقبل.
ووفقاً لتصريحات نظام الملالي، فإنه قد أصيب 5000 حرسي وقُتل حوالي 200 حرسي خلال هذه الانتفاضة. وبناءً عليه، أدرك نظام الملالي أنه في مرحلة الإطاحة به.
لكن في خلال عام مضى، نفذت وحدات المقاومة الداعمة للمقاومة الإيرانية أكثر من 3000 عملية داخل إيران لمكافحة القمع، ونظمت مختلف فئات المجتمع آلاف الإضرابات والاحتجاجات.
لقد أشعل خامنئي نار حرب شعواء في الشرق الأوسط باستخدام قوات حرس نظام الملالي ليتجنب الإطاحة به. وهذا هو الأسلوب المعتاد لنظام الملالي الذي يعتمد على القمع في الداخل وإشعال الحروب في المنطقة من أجل بقائه.
والجدير بالذكر أن نظام الملالي كان خلال العقود الـ 3 الماضية ولا يزال العقبة الرئيسية أمام إحلال السلام في الشرق الأوسط.
إن نظام الملالي هو السبب الرئيسي في اندلاع الحروب التي شهدتها المنطقة خلال الـ 40 عاماً الماضية، وخاصة الحرب الحالية. وشن هذا النظام الفاشي حرباً على العراق استمرت 8 سنوات، بينما كان من الممكن تجنب هذه الحرب. كما دخلت قوات حرس نظام الملالي حربًا إجرامية في سوريا اعتباراً من عام 2011 حتى الآن، وبدأت في قتل المواطنين السوريين للحفاظ على بقاء نظام بشار الأسد. وفي عام 2015، تدخل نظام الملالي بشكل كبير في الحرب اليمنية. كما أنه منهمك الآن في التدخل وإشعال الحروب في المنطقة مستعيناً بالجماعات الإرهابية والوكيلة الخاصة به في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
لقد قال خامنئي صراحةً إنه إذا لم يقاتل في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن، فعليه أن يقاتل أبناء الوطن المنتفضين في طهران وغيرها من المدن الإيرانية.
وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وتصدُّر نظام الملالي للمشهد للسيطرة على العراق، قالت السيدة مريم رجوي: “إن قيام هذا النظام الفاشي بإشعال الحروب في دول المنطقة أخطر بمائة مرة من برنامجه النووي”.
والجدير بالذكر أن نظام الملالي يدَّعي جدلاً لعدة عقود أنه يدافع عن الشعب الفلسطيني بينما هو عدو الفلسطينيين.
لكن ما الذي يجعل خامنئي يجرؤ على التدخل في دول المنطقة بهذا الشكل؟. لقد اعتمد خامنئي على تقاعس أوروبا وأمريكا؛ في إشعال الحروب في المنطقة، وقمع أبناء الوطن داخل إيران.
ولهذا السبب أعلنت المقاومة الإيرانية أنه يجب علينا استهداف رأس الأفعى في طهران من أجل إحلال السلام والتمتع بالحرية.
وإذا لم يتصدى العالم لهذا النظام الفاشي ويضع حداً لإشعال الحروب، فإن هذا النظام سيتمادى في ممارساته الشيطانية هذه في أماكن أخرى وبطرق أخرى.
ومما يدعو للأسف هو غض الحكومات الغربية الطرف عن إشعال نظام الملالي للحروب، وخاصة عن الدور الذي تلعبه قوات حرس نظام الملالي وقوة القدس الإرهابية والجماعات التي تعمل بالوكالة عنه.
وكما أكدت السيدة مريم رجوي مراراً وتكراراً، فإنه يجب في البداية إدراج قوات حرس نظام الملالي على قائمة التنظيمات الإرهابية، ويجب في المقام الثاني الاعتراف رسمياً بحق الشعب الإيراني في النضال للإطاحة بنظام الملالي.