لماذا يُصر خامنئي على زيادة عمليات الإعدام؟
صادق بهروزي
بإلقاء نظرة على الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام داخل إيران، ووسائل الإعلام الأخرى، نلاحظ أننا شهدنا زيادة في عمليات الإعدام التي قام بها نظام الملالي خلال شهر نوفمبر، حيث تم تنفيذ 40 عملية إعدام في أول 13 يومًا من هذا الشهر. ويدعي نظام الملالي أنه اجتاز انتفاضة عام 2022. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا يقوم النظام الذي يدعي مثل هذا الادعاء بتنفيذ عمليات إعدام بمثل هذا الحجم؟
صرَّح أحد خبراء نظام الملالي لصحيفة “دیدار نیوز”، في 6 نوفمبر 2023؛ بأن “أحداث 2022 هزت نظام الملالي كالزلزال.. حتى أن أكثر الناس تفاؤلاً داخل نظام الملالي لم يكن يتوقع أن يكون هذا النظام الفاشي قد انهار إلى هذا الحد من حيث القبول، والتأييد الشعبي.
ومن هذا المنطلق يتضح أن نظام الملالي يرتجف في أعقاب الانتفاضة. وجوهر القضية هو أن الانتفاضات مستمرة، وأن هذا هو الوضع الراهن. والحقيقة هي أن نظام الملالي يخشى تكرار الانتفاضة ويسعى إلى إبقاء المجتمع في حالة من الرعب من خلال زيادة عمليات الإعدام، ومنع اندلاع الانتفاضة، ومنع مشاركة أهالي وأسر الشهداء في الذكرى السنوية للانتفاضة.
نحن نعلم أن إحدى آليات بقاء حكومة الملالي في السلطة هي آلية الإعدام. والجدير بالذكر أن إيران سجلت الرقم القياسي في الإعدام على الصعيد العالمي مقارنة بعدد السكان.
إن الوضع داخل إيران متفجر، وأصبحت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في إيران أكثر حدة بعد انتفاضة عام 2022. وهذا النظام غير قادر على حل أي من مشاكل إيران لأنه نظام فاسد ولا يخدم مصالح الشعب، بل يخدم مصالح فئة معينة في المجتمع. وهذا ما يعترف به مسؤولو وخبراء هذا النظام الفاشي.
ومن ناحية أخرى، تمارس شبكة واسعة من وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق نشاطها داخل إيران، وعلى الرغم من أن نظام الملالي يُقمعها بشدة، إلا أنها تزداد وتنتشر.
وتسببت هذه العوامل في شعور نظام الملالي بالخوف والقلق. لذلك لجأ خامنئي إلى إشعال الحروب في المنطقة، وإلى زيادة عمليات الإعدام داخل إيران.
وبناءً عليه، يعتقد نظام الملالي أنه لا يمكن له البقاء على قيد الحياة إلا من خلال الإفراط في القمع والإعدام، لأنه يرى أن الشعب ضده ولا يمكنه الاعتماد على دعمه، وعليه أيضاً أن يتحمل عواقب ذلك.
ومن الطبيعي أن يشعر نظام الملالي بالخطر قبل أي شخص آخر، ويعلم جيداً أن الإعدامات ليست من شأنها أن تحول دون اندلاع الثورة التي ستطيح به؛ نظراً لأن الإعدامات ليست من شأنها أن تطفئ بركان غضب الشعب الإيراني، وتحديداً اللهيب المستعر لحرب وحدات المقاومة التي تستهدف رأس الأفعى، فهي المصباح الهادي إلى هذا الغضب المقدس الذي أُبتلي به خامنئي جراء اندلاع الثورة.