الانتصارات الأخيرة للمقاومة الإيرانية على الساحة الدولية
صادق بهروزي
حققت المقاومة الإيرانية خلال الأسبوع الماضي انتصارات كبيرة على الساحة الدولية كان أهمها تأييد الحكم بإدانة السياف حميد نوري في محكمة الاستئناف السويدية، قد لا تكون هذه القضية معروفة أصلاً لأنها تمت محاكمتها في محكمة أوروبية، كما ينبغي أن تكون كذلك بالنسبة للأشخاص الذين لا علم لهم بظروف الكبت والقمع القائمة في ظل نظام الملالي وشدة كراهية الشعب الإيراني لهذا النظام، وقد لا تتضح أهميتها بالوهلة الأولى، لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن هذه المحاكمة لا مثيل لها وغير متوقعة على نوعيتها ذلك لأن مثل هكذا مشاهد تحدث عادة بعد إسقاط نظام تمت تنحية قادته عن السلطة ولا أحد يدعمهم في الأساس وبناء عليه يتم سحلهم إلى منصة المحاكمة مثل محاكمة قادة الفاشية الهتلرية أو محاكمة ميلوزيفيتش وآخرين.
لكن عندما يحاكم أحد السيافين بنظام دكتاتوري الذين هم من النوع عديم الرحمة ومُدعين بالتدين من جهة أخرى في دولة أوروبية فإن هذا إنجاز مهم جدا، خاصة وأننا نعلم أن النظام يحاول على الدوام اختطاف الرهائن والمساومة وممارسة الضغوط على الدول المختلفة سعياً منه لمنع اعتقال ومحاكمة مرتزقته وعملائه الإرهابيين.
وقد اغتال هذا النظام عدداً كبيراً من شخصيات المعارضة البارزة في الخارج وكان من بين هذه الشخصيات اغتيال حسين نقدي ممثل المجلس الوطني للمقاومة في إيطاليا، أو الدكتور كاظم رجوي ممثل المجلس الوطني للمقاومة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والدكتور عبد الرحمن قاسملو الأمين العام لـ الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، واغتال بعدها نائبه الدكتور صادق شرفكندي في مطعم ميكونوس في ألمانيا، وشابور بختيار أخر رئيس وزراء للشاه في باريس، وأخر مثال على ذلك هو عملية محاولة اغتيال الدكتور الخو فيدال كوادراس نائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق ورئيس لجنة إيران حرة والذي اُغتيل مؤخراً في إسبانيا على يد عملاء نظام الملالي بالوكالة، ولحسن الحظ وبسبب سرعة تحركه أصابت الرصاصة التي أُطلِقت باتجاه رأسهِ وجهه ونجا من الموت.
هذه الأمثلة وغيرها الكثير جرت تماما خارج إيران أي خارج سلطة حكم هذا النظام الإرهابي، ولكن لأسباب واضحة للجميع وهي سياسة الاسترضاء والمهادنة، وفي المقابل لم يقم أحداً بمحاسبة هذا النظام على أي من جرائمه الإرهابية حتى الآن فسحب لا بل أصبح أكثر جرأة بسبب سياسة الاسترضاء هذه.
وبناءا عليه عندما ننظر إلى قضية محكمة استئناف حميد نوري من هذا المنطلق يمكننا أن ندرك بشكل أفضل أهمية الحكم بالسجن المؤبد على عنصر هذا النظام الإجرامي.
شهد في محكمة هذا السياف عدد كبير من الشهود من أعضاء منظمة المجاهدين بأن السياف حميد نوري متورط في مجزرة الإبادة الجماعية للسجناء السياسيين سنة 1988، وفي ممر الموت بسجن جوهر دشت اصطحب السجناء الذين حكمت عليهم لجنة الموت بالإعدام إلى قاعة الإعدام وشارك في إعدامهم.
وفي مجزرة الإبادة الجماعية الكبرى هذه التي جرت بأمر من خميني المجرم تم إعدام ثلاثين ألف سجين سياسي، وقد كان أكثر من 90 بالمائة منهم سجناء سياسيون.
وفي المحكمة السويدية شَهِد الشهود بأن إبراهيم رئيسي رئيس جمهورية النظام الحالي كان من أعضاء لجنة الموت والتي كان قد عُيِنَت من قبل خميني، وحكمت لجنة الموت هذه بالموت على السجناء بسؤالٍ واحد؛ كان هذا السؤال هل أنت من أنصار المجاهدين، وإذا قال السجين أنه من أنصار المجاهدين ولم يعرب عن ندمه يتم إعدامه، لكن ثلاثين ألف شخصاً من السجناء قد ثبتوا على موقفهم وأُعدِموا على يد جلادي خامنئي في سجون جميع أنحاء إيران.
اعتقد خميني أنه يجتث جذور المجاهدين وأي معارضة بهذا العمل، ولكن الآن هناك جيل جديد من نفس الشباب الذين تم شنقهم سنة 1988 يعملون بنشاط ضد النظام في إيران، وقد قذفوا الرعب في أوصال النظام.
إنهم الذين يُطلق عليهم وحدات المقاومة.. تلك التي كان لديها دوراً حاسما واضحاً في انتفاضة الشعب الإيراني الوطنية عام 2022، وقد وجهت وقادت انتفاضة الشعب نحو مهاجمة مراكز النظام وباعتراف مسؤولي النظام فإنها قادت الانتفاضة.
وقد قامت هذه الوحدات الآن بتوسيع أنشطتها ضد الكبت من أجل كسر جدار الكبت لدى النظام من أجل تمهيد الأرضية للانتفاضات القادمة.
كما كان لمحاكمة حميد نوري تأثيراتٌ واسعة داخل إيران وكشفت جرائم النظام لجيل الشباب الإيراني.
تحاول المقاومة الإيرانية أيضاُ على المستوى العالمي تمهيد الأرضية لمحاكمة قادة النظام وعلى وجه الخصوص خامنئي وإبراهيم رئيسي وباقي قادة النظام بعد محاكمة حامد نوري.