ما هو تخوف خامنئي من إجراء الانتخابات؟
صادق بهروزي
من المقرر إجراء انتخابات نظام الملالي في الأول من مارس المقبل. ومع اقترابنا من يوم الانتخابات، فإن قادة النظام، من أئمة الجمعة إلی من أمثال قاليباف رئيس برلمان هذا النظام، وأخيرا یصعد خامنئي نفسه وإبراهيم رئيسي رئیس النظام، إلى المسرح ويتحدث عن أهمية الانتخابات والتماسك الداخلي للشعب.
ويحاول كل قيادات النظام الكبيرة والصغيرة دعوة الشعب للمشاركة في الانتخابات، لكن الأمر فوضوي لدرجة حیث إن أياً من قيادات النظام لا يستطيع إخفاء خوفه ورعبه من ذروة كراهية المواطنین لهذا النظام.
والسؤال الذی یطرح نفسه أنه ما هو سبب كل الخوف والذعر لدى قادة النظام من اجراء الانتخابات وبالتالي من نتائجه؟ نعم لقد فقدالنظام صوابه و لا يعرف ماذا يفعل بسبب الكراهية الشديدة بين الناس، هذا هو الاستعصاء للأنظمة الدكتاتورية.
ولكي نفهم قدر الإمكان مدى حدة هذه الدرجة من المنبوذیة، التي يفهمها خامنئي نفسه أكثر من أي شخص آخر، فمن الجيد أن نلتفت إلى تصريحات خامنئي وإبراهیم رئیسي. وهنا نشير إلى مثال مثير للاهتمام وجديد في هذا الصدد:
لقد هُزم النظام في بطولة كرة القدم الآسيوية في قطر. لكننا رأينا الناس يحتفلون في عدد من المدن الإیرانیة. نعلم جميعًا أن مثل هذه الحالة لم تحدث أبدًا في بلدان أخرى. وهذا المثال يمكن أن يوضح مدى رفض الشعب الإيراني للنظام. دعونا نذكر أننا شهدنا نفس الوضع في العام الماضي، لكن بالطبع احتفل الناس بهزيمة النظام في كرة القدم بطريقة أوسع بكثير، وبالطبع فإن مسألة وضع النظام داخل إيران ذهبت إلى ما هو أبعد من العزلة، إنها القضية من الغضب الكثيف والمتفجّر في المجتمع الذي يستهدف النظام. الغضب الذي أحاط بالنظام بأكمله. وهذا يعني أن نظام النهب والجريمة الحاكم في إيران ليس له موطئ قدم ودعم بين الشعب الإيراني. ولا يمكن العثور حتى على طبقة واحدة في المجتمع تدعم النظام.
خامنئي، الذي يدرك كراهية الناس لنظامه، قام بحملات انتخابية منذ أشهر. وفي خطابه الأخير عن الانتخابات وضرورتها أکد لقادة نظامه وعملائه قائلا:
“لا ينبغي أن يكون هناك شعور بالرعب في القضایا الكبيرة”. وهذا يعني أنه لا يجوزأن نستوحش من القضایا و الأشياء الكبيرة.» .. یا تری الخوف ممن؟ هل هناک الخوف من جانب الحكومة أم من الشعب تحت مخالب الحكومة؟ فانظر كيف أصبحت الحالة حیث یقلق خامنئی من تخوف عملائه من تصعید منبوذیة النظام. أي أنه في الحقیقة، وبعيدًا عن كل القمع والجرائم وأدوات القمع التي یستخدمها لتخویف الشعب، فإنه يشعر بالقلق من عملائه في هذا المجال، والتي تعني في هذه المناقشات قضایا الانتخابات التی یزعم خامنئی اجراءها الیوم الأول من شهرمارس المقبل ؟
أي إلى أي مدى يكون ميزان القوى الحقيقي بين الشعب والحكومة المجرمة؟ أن أذناب النظام یخافون من الانتخابات حیث سیواجهون أمام الغضب المتفجر الذي يرونه ويعرفونه جيداً .
حاول خامنئي وبغیة التخلص من هذه الأزمة بخلق فتنة فی غزه بإثارة الحرب والدمار في المنطقة ولکن ظل خائبا خاسئا مدحورا .
نعم، لم يعد لهذا النظام طریق آخرللخلاص، النظام فی مستنقع أعماله لا یجد طریقا یخلصه من الكراهية الداخلية والدولية، وهذا ما يردده الناس في شعاراتهم في الشوارع كل يوم حیث یصرخون: “لقد سمعنا ما يكفي من الأكاذيب، ولن نصوت بعد الآن”.الوعود جوفاء، مائدتنا فارغة. لم یشهد العالم قط حكومة کهذه عدیمة الغیرة . نعم، إن علاج هذا الورم الخبیث أی نظام الملالی الحاکم علی رقاب الشعب المکبل استئصاله جذریا وسیتم هذا الأمر قریبا بید الشعب الإیرانی سيُعالج بإسقاطه، ولا سبيل آخر لذلك. إن موعدنا الصبح ،ألیس الصبح بقریب؟