موجة قمع المرأة.. الأسباب والنتائج!
بدأ نظام الملالي العاجز، الذي لا يدوم إلا من خلال الترهيب والاعتقال، أول موجة قمع عامة له في العام الإيراني الجديد. وأصدر خامنئي أمراً للقمع بحجة مواجهة “انتهاك الأعراف الدينية” للحشود المعروفة باسم “الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، ثم أعلنت قيادة شرطة طهران القمعية أن “خطة المسماة بالحجاب والعفاف سيتم تطبيقها اعتباراً من السبت”. وسيتم متابعة يوم 13 أبريل في جميع الممرات والأماكن العامة بمزيد من الجدية” (الخبر أون لاين 10 أبريل 2024).
الأسباب
وبما أن النظام یحجز دائماً عددا كبيرا من الأبرياء کمحکومین بالإعدام ليقوم بإعدام بعضهم حسب ما تقتضي الظروف المتفجرة التي تمر بها البلاد لإرهاب وإسکات المجتمع، فإن قضية الحجاب هي إحدى ذرائع حكومة الملالي فیستغلها لدیمومة حالة القمع علی المجتمع.
أي أنه على الرغم من أن التهديدات وخطوط التحديد والقمع الداخلي هي طابع عام وأحد أسس نظام السلطة الدينية، إلا أنه لا ينبغي اعتبارها ظاهرة ثابتة وخطية تتحرك في طريق سلس وانحدار موحد، بل الخنق والرعب والإرهاب في هذا النظام يتقلب دائما مع الوضع السياسي والاحتجاجات الاجتماعية في المجتمع.
ومن هذا المنظور، لا بد من إيجاد سبب أو أسباب للموجة الجديدة من القمع الممنهج الذي يقوم به خامنئي وشركاؤه، وهو ما يتطلب دراسة الوضع الحرج للنظام في العام الجديد. عام يحمل فيه خامنئي، إضافة إلى كل أزماته الخاصة، وزر “أسوأ حدث العام الماضي”، أي مقاطعة الانتخابات منذ العام الماضي، ولا تزال قواه تعتبر هزيمته في الانتخابات أكثر خطورة. من “الزلزال” ويجادلون بأن “الزلزال” يمكن تعويضه وإعادة أضراره؛ ربما يموت بعض الناس، وهذا أمر طبيعي. ولكن عندما تضيع المصداقية السياسية والاجتماعية بين الناس، يكون لها أضرار وعواقب سلبية كثيرة” (جریدة اعتماد، 7 أبريل 2024).
ولذلك، بدأ خامنئي هذا العام بانقسامات سياسية متتالية وسلسلة من الزلازل.
وفي استمرارتلقي للصفعات النارية والمتواصلة من وحدات الانتفاضة في عموم البلاد، كان ولا يزال كذلك.
كما تعرض لعمليات مسلحة قاسیة ضد مرتزقته في سيستان وبلوشستان.
وفي الوضع الإقليمي، فهو في وضع محرج والعيون تتجه نحو رأس االأفعي، “لقد ولی عهد الکروالفر .
وتفاقمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية مقارنة بالعام الماضي، الذي لم يضعف وارتفاع التكلفة أضعف قدرة الناس على التحمل. ونتيجة لذلك، اندلع الاستياء والاحتجاجات بين مختلف الفئات، ولا يكاد يمر يوم واحد تكون فيه الشوارع خالية من المتظاهرين.
النتائج
وبالطبع، من بين كل مصائب خامنئي، فإن الأخيرة هي الأخطر والأكثر إثارة للخوف، لأن السخط الاجتماعي تفوح منه رائحة الانتفاضة وهو همه الأول والأكثر إلحاحا، وهو يرى كابوس الانتفاضة في كل تجمع واحتجاج وصرخة. ونتيجة لذلك، لم يعد أمامه خيار سوى القمع، وقد وضع قمع المرأة، وهو القمع الاجتماعي الأكثر انتشارًا وسهولة الوصول إليه، على جدول أعماله. كما يحاول بکل دجل إظهار هذا الخلاف، الذي يعد أحد مجالات حرب الشعب الإيراني ضده، باعتباره الخلاف الأساسي بحجة “الشريعة” و”الأمر بالمعروف” و”الإسلام” و”الدين” ومن التبریرات. كما أن وحدات المقاومة التي ترفع شعار “المرأة والمقاومة والحرية” تذكر باستمرار الجبهة الرئيسية بكفاح الشعب الإيراني ضد نظام الملالي الشامل، وتصب الوقود على شعلة “المقاومة”.
في هذه الأثناء، رأى خامنئي التجربة المريرة لقمع المرأة في انتفاضة 2022، وعيناه مفتوحتان من هناك. لقد رأى أيضًا التضحية الذاتية والقيادة للفتيات والنساء في البلاد، ويعلم أن نفس عذر القمع يمكن أن يصبح نقطة البداية وشرارة الاحتجاجات. لذلك، فهو يمشي على حد الشفرة، وفي حالة عدم اليقين، لا يقدر علی القمع تمامًا ولا يستطيع ذلك.
ومن الغريب والمفيد من وجهة نظر التناظر التاريخي، أن الحرسي رادان، في مثل هذه الأيام من العام الماضي، بإعلانه الحرب على نساء البلاد، هددهن بأن “زملائي من السبت المقبل، 13 أبريل، في ثلاث مساحات من الطرق العامة والسيارات والأماكن ومع الإعلان السابق سيدخل هذه المساحات الثلاث” (تسنيم، 26 مارس 2024).
وكما أن النظام بكل خداع ومصادرته للسيارات وإغلاق المقاهي وتعيين حراس محجبات وابتزاز الملايين، لم يحصل على شيئ ولجأ إلى إثارة الحرب الإقليمية في منتصف العام، اعتبارا من هذا السبت، مع فشل تحريضه على الحرب وفشل الانتخابات معاً، لن یحصل أی شیئ ويتلقى الضرب ضعفين. نعم من يزرع الريح يحصد العاصفة.