خامنئي واستغلال دماء شعب غزة لتثبيت سلطته في إيران
أعرب خامنئي في كلمة ألقاها على قبر خميني في ذكرى هلاکه، عن قلقه العميق وخوفه من تصاعد الأزمة الداخلية للنظام والأزمات المحتومة القادمة، الأزمات التي تتصاعد بسرعة نتيجة الضربة الهائلة التي سببها مصرع رئيسي.
وحاول خامنئي التظاهر في رد فعله الأول بأن موت رئيسي لم يكن حدثًا مهمًا وأنه لن يؤثر على سير العمل، لكن في خطابه الأخير استخدم كلمة “المصيبة” 13 مرة وقال: “كانت هذه مصيبة عظيمة”.
وتناول خامنئي قضية الحرب في غزة وفلسطين بدون مناسبة، وقرع طبول الحرب في غزة بوقاحة، بينما لم تكن نتائج حرب غزة سوى دماء أطفال ونساء وشعب فلسطين. عبر بلا خجل عن سعادته بالحرب قائلاً: “عملية طوفان الأقصى التي حدثت في 7 أكتوبر الماضي كانت بالضبط ما كان مطلوبًا في المنطقة. كانت منطقتنا بحاجة إلى هذه العملية، وجاءت استجابة لحاجة إقليمية كبيرة”.
و أضاف خامنئي:” في مثل هذه اللحظة الحرجة، بدأ هجوم طوفان الأقصى، مما أدى إلى نسف جميع خطط العدو”.
وتابع: “ألغى طوفان الأقصى الخطة المدبرة بدقة من قبل العدو، ومع الوضع الذي حدث في الأشهر الثمانية الماضية، ليس هناك أمل في أن يتمكنوا من إحياء هذه الخطة”.
بعد هذه التصريحات، أصدرت الرئاسة الفلسطينية بيانًا رسميًا أدانت فيه هذه التصريحات وكتبت: “تصريحات خامنئي تعلن بوضوح أن هدفها هو التضحية بالدم الفلسطيني وتدمير الأرض الفلسطينية”.
وجاء في بيان الرئاسة الفلسطينية: “هذه التصريحات التي تعلن بوضوح أن هدفها هو التضحية بالدم الفلسطيني وبآلاف الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير الأرض الفلسطينية، لن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. الشعب الفلسطيني يقاتل ويكافح منذ مئة عام، وهو ليس بحاجة إلى حروب لا تخدم طموحاته إلى الحرية والاستقلال، والحفاظ على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية”.
وتابعت الرئاسة: “ما نريده هو إنهاء الاحتلال وتجسيد دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وليس سياسات لا تخدم الأهداف الوطنية الفلسطينية المتمثلة بتحرير القدس ومقدساتها، وتدمر الشعب الفلسطيني وتهجره من الأرض التي ناضل من أجل الحفاظ على هويتها جيلاً بعد جيل”.
وتكشف تصريحات خامنئي بوضوح حقيقة أن إثارة الحروب وخلق التوتر والصراع في المنطقة هي حاجة خامنئي ونظام الملالي للبقاء.
وفي الوقت الذي بلغ فيه الإحباط والانقسام والصراع بين عصابات النظام المختلفة ذروته، بعد موت إبراهيم رئيسي، وأصبح ضعف خامنئي في السيطرة على وحوشه واضحًا، وجد خامنئي الطريقة الوحيدة لإظهار اقتداره على احتواء الأزمة الداخلية المتزايدة لنظامه، في قرع طبول الحرب في غزة على حساب دماء الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الشأن، كان زعيم المقاومة الإيرانية، السيد مسعود رجوي، قد قال في وقت سابق: “نكرر أن خامنئي جعل من قضية فلسطين قميص عثمان ليجد من خلالها مهربًا له من أمام انتفاضة الشعب الإيراني والسقوط الحتمي؛ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من أي طرف ومن أي جهة كانت، تأتي بنتائجها لصالح الخليفة الرجعي في إيران”.