تصاعد إرهاب النظام الإيراني العالمي والاسترضاء الغرب
لعدة عقود، انخرط النظام الإيراني في حملة مستمرة من الإرهاب، التهريب، والاغتيالات. تشمل هذه الأنشطة استئجار قتلة محترفين للقضاء على المعارضين السياسيين، ودعم أنشطة غير قانونية في مختلف أنحاء العالم، ما يعكس نظامًا لا يخشى العقاب ويتجاهل القوانين والمعايير الدولية.
كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست في 12 سبتمبر 2024، أن إيران باتت تعتمد بشكل متزايد على شبكات إجرامية لتنفيذ مخططاتها العنيفة في الولايات المتحدة وأوروبا. تشمل هذه الشبكات جماعات سيئة السمعة مثل **هيلز أنجلز** و**المافيا الروسية**، بالإضافة إلى عصابات تهريب المخدرات. هذا التغير في التكتيكات يعكس اعتماد إيران المتزايد على القمع عبر الحدود لإسكات المعارضين وتوسيع نفوذها العالمي.
على مدار أكثر من أربعين عامًا، أظهر النظام الإيراني أنه ليس لديه نية للعيش بسلام مع جيرانه أو المجتمع الدولي. بدلاً من ذلك، يزدهر هذا النظام على العداء والتلاعب والعنف.
خلال حملتها الرئاسية، صرحت السفيرة السابقة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي أبلغها بأن إيران كانت تتدخل في الانتخابات الأميركية لتقويض حملتها. كما كشفت أنها كانت ضمن أهداف خطط اغتيال إيرانية شملت الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب.
وإلى جانب أعمال العنف المباشر، تستغل إيران الأنظمة المالية الدولية لتمويل أنشطتها. وفقًا لتقرير نشرته وول ستريت جورنال، حولت ثلاثة بنوك عراقية على الأقل عشرات المليارات من الدولارات إلى إيران باستخدام نظام أنشأته الولايات المتحدة.
وأكد براين نيلسون، الوكيل السابق لوزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، أن إيران تسعى لاستغلال الأنظمة المالية ليس فقط في العراق ولكن عبر المنطقة بأكملها. وقد استخدم رجل الأعمالعلي غلام بنوكه في العراق لنقل مبالغ ضخمة، الكثير منها غير قابل للتتبع. يعتقد المسؤولون الأميركيون أن جزءًا كبيرًا من هذه الأموال انتهى في دعم الجيش الإيراني ووكلائه الإرهابيين.
ويمتد تدخل إيران إلى ما هو أبعد من التلاعب المالي. ففي الآونة الأخيرة، أشار مايك تورنر، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، إلى أن إدارة بايدن تتجاهل التدخل الإيراني في الانتخابات الأميركية. وأشار إلى خطط اغتيال استهدفت دونالد ترامب وأعضاء من حكومته، انتقامًا لمقتل اقاسم سليماني جزار الشعب السوري.
ولم تقتصر أنشطة النظام الإيراني الإرهابية على الشرق الأوسط والولايات المتحدة، فقد استهدفت أيضًا جماعات المعارضة في أوروبا. ففي 9 سبتمبر 2024، نفذ عملاء من أجهزة المخابرات الإيرانية هجومًا بزجاجات حارقة على مبنى مرتبط بـ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) في ستوكهولم. هذا الهجوم جاء بعد سلسلة من الهجمات المماثلة في باريس وبرلين عام 2023.
الشخصيات البارزة لم تكن بمعزل عن استهداف النظام. ففي 9 نوفمبر 2023، تعرض البروفيسور أليخو فيدال-كويدراس، النائب السابق لرئيس البرلمان الأوروبي، لمحاولة اغتيال في مدريد، نفذتها عناصر إيرانية.
في 10 سبتمبر 2024، أكدت الولايات المتحدة نقل إيران صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز فاتح 360 إلى روسيا. يُرجح أن يتم استخدام هذه الصواريخ في الحرب الجارية في أوكرانيا، ما يعكس تعميق التعاون العسكري بين النظامين، ويزيد من حدة الدمار في النزاع.
الاسترضاء الغربي الخطير
على الرغم من تصاعد عدوانية النظام الإيراني، تستمر العديد من الدول الغربية في اتباع سياسات الاسترضاء. هذه السياسات تشجع النظام على مواصلة حملته الإرهابية. الضحايا الرئيسيون لهذا التهاون هم الشعوب الغربية والشعب الإيراني الذي يعاني من نظام قمعي.
تصاعدت الضغوط مؤخرًا على الأحزاب الكردية الإيرانية، وأُجبر معارضون مثل بهزاد خسروي على العودة إلى إيران تحت التهديد. في الوقت نفسه، يستمر النفوذ الخبيث لإيران في الانتشار في الشرق الأوسط، كما ظهر من دورها في الصراع في غزة.
ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة
إن استمرار الدول الغربية في الاسترضاء مع النظام الإيراني سيؤدي إلى تفاقم التهديد العالمي للإرهاب. وأثبت النظام الإيراني مرارًا وتكرارًا أنه لا يسعى للتعايش السلمي. أعماله تشكل تهديدًا للاستقرار العالمي، وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة، فإن التداعيات ستستمر في الانتشار عالميًا.
الوقت قد حان للتخلي عن سياسة الاسترضاء. يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بالنظام الإيراني كدولة راعية للإرهاب تشكل خطرًا مستمرًا على الأمن العالمي. فقط من خلال جهود مشتركة يمكن مواجهة تيار الإرهاب والقمع، وضمان أمن العالم وتحرير الشعب الإيراني.