تشابهات تاريخية في القمع
بهروز سهرابي
لا يخفى على أحد اسم شعبان بي مخ ودورهذه الشخصیة المنبوذّة في تاريخ إيران وأثناء انقلاب 19 أغسطس 1953 الذی أدی الی إعادة الشاه بعد هروبه من إیران فی زمن حکومة الدکتور محمد مصدق والإطاحة بحکومة مصدق نتیجة المؤامرة التي شارك فیها الملا كاشاني سلف خميني الملعون وبقیادة أردشير زاهدي نسیب الشاه وشعبان جعفری الملقب ب «شعبان بی مخ »بمعنی شعبان بدون مخ « BRAINLESS » وهو کان بالسجن بسبب جرائم بذیئة، حیث طلب الملا کاشاني منه لیشارك فی ضرب وقتل الناس المنتفضین ضد الشاه ووعده بمکافأة إطلاق سراحه من السجن مقابل مشاركته في هذه الجريمة التاريخية، حیث أصبح معروفا لدی وسائل الإعلام العالمية وهي نفس كلمة “بلا عقل” التي ترجمت أيضا إلى “شعبان بی مخ” في وسائل الإعلام العالمیة والتي تعني شعبان بلا عقل. لقد أصبح بحد ذاته مزحة بين الناس وهوکان شخصية لومبنية بارزة وکان بعد الإنقلاب کان یستغل من هذه الشهرة وكان يفعل بأيدٍ مفتوحة، بالطبع، لم يكن مسؤولاً أمام أحد ولا یأبه في حیاته بعد الانقلاب بأی قانون والضوابط ویعمل بدون رادع. فلغرض فهم مناخه بشكل أفضل، نروي أحد تصرفاته أدناه:
ُيحكى أنه جاء ه في أحد الأيام موظف طُرد من دائرته بسبب ما وخلف مکانه موظف جدید وعندما رأى أنه لا يستطيع فعل أي شيء ويريد العودة إلى منصبه، ذهب إلى شعبان بي مخ وقال له : یا شعبان خان عندي مشكلة، لوقمت بحلها بالنسبة لي، سأعطيك ما تريد. فقال له شعبان : اذهب إلى دائرتك و أخذ من أذن الموظف الجدید لیخرج من مکانك ومن ثم اجلس مكانه. وعندما لم یتمکن الموظف من هذا الأمر یعود في اليوم التالي، يذهب إلى شعبان خان مرة أخرى ويقول إنه لم يستطع سحب هذا الشخص من الکرسی فإذن .يأتي شعبان خان سريعًا معه إلی الدائرة المعنیة ويقول أين منضدتك؟ وبعد ما أشار الشخص المعزول إلی الکرسی يمسك شعبان بأذن الموظف الجديد ويرفعه من مکانه ویأمر هذا الشخص أن يجلس مکانه …
عندما كنت أشاهد مشهد طلب بزشکیان الرئیس الجدید لخامنئي في البرلمان لطلب منح الثقة لکابینته المعروضة علی البرلمانيين، وعندما یری أنهم یستنکفون في منح الثقة یقول بزشکیان باحتجاج علیهم لماذا لا تمنحون الثقة ویستطرد بالقول “نحن لم نأتي إلى هنا اعتباطیا بل أتینا من جانب خامنئي فلا تتاخروا في هذا الأمر لا تجبروني أن أقول ما لا یجوزقوله وما مضی وراء الکوالیس عند خامنئي. ومن ثم یأمرهم بإبداء موافقتهم لأنه مستعجل ویرید التطرق إلی تشکیل کابینته وتعیین وزرائه .
حقاً، عندما قارنت بين هذين المشهدين، تذكرت قصة أسالیب « شعبان بی مخ » وتشابهها مع قصة الرئیس بزشکیان، وقلت يا تری ، کیف وصل خامنئي إلى وضع فظیع حيث لم يعد أمامه أي سبيل لمواصلة حكمه المشين إلا التشبث بهذا الرجل لتمشیة أموره بهذه الطريقة المبتذلة، فقد أعدم أكثر من 150 شخصًا منذ تصدي منصبه وقتل شخصًا واحدًا في لاهيجان تحت التعذيب والمآسي الأخرى التي نراها جميعًا في الأخبار هذه الأيام. نعم هذا ما یعیشه خامنئي وسیأتي قریبا یوم إطاحته بید الشعب الإیراني.