أزمة التعليم في إيران: 790 ألف طالب غير مسجلين مع بداية العام الدراسي
مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تتزايد المخاوف في إيران بشأن العدد الكبير من الطلاب الذين لم يسجلوا بعد في المدارس. ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإيرانية، فإن 790 ألف طالب لم يكملوا تسجيلهم حتى الآن، وذلك قبل يوم واحد فقط من بداية العام الدراسي الرسمي في 22 سبتمبر 2024.
وفي تقرير لوكالة أنباء تسنيم يوم السبت 21 سبتمبر 2024، كشف مسؤول تربوي عن إحصائية مثيرة للقلق تفيد بأن 890 ألف طالب لم يطلبوا كتبهم الدراسية بعد. ومن بين هذا العدد، فقط 100 ألف طالب نجحوا في التسجيل بالمدارس. ووصف محمد علاوي تبار، نائب منظمة الأبحاث والتخطيط التربوي، الوضع بأنه «غير مسبوق»، مما يبرز مدى خطورة القضية.
وبالإضافة إلى ذلك، أفادت تقارير أن بعض المدارس الحكومية رفضت تسجيل الطلاب بسبب «الدرجات الضعيفة» أو «نقص القدرة الاستيعابية المتاحة». كما واجه العديد من الآباء صعوبات كبيرة في تسجيل أطفالهم في الصفوف الدراسية الابتدائية مثل الصف الأول والسابع والعاشر، بسبب مشكلات إدارية تواجهها المدارس.
وفي 8 سبتمبر 2024، أعلن نائب وزارة التربية والتعليم للتعليم الثانوي أن 87% فقط من الطلاب قد سجلوا في الصف العاشر، مما ترك 13% في حالة من عدم اليقين. تُظهر هذه الأرقام حالة عدم الاستقرار التي تواجهها آلاف الطلاب في إيران.
وتشير البيانات الحالية من وزارة التربية والتعليم إلى أن عدد الطلاب في المرحلة الابتدائية يبلغ حوالي 9.2 مليون طالب، بينما يبلغ عدد طلاب المرحلة الثانوية الدنيا 3.8 مليون، وطلاب المرحلة الثانوية العليا حوالي 2.9 مليون.
هذه الأزمة تأتي كجزء من تحديات أوسع تواجه النظام التعليمي في إيران. ففي سبتمبر 2023، أفادت صحيفة رسالت الحکومیة، المقربة من التيار الحاكم، بزيادة بنسبة 17% في عدد الأطفال والمراهقين الذين تركوا المدرسة على مدى ست سنوات.
وقد ارتبطت زيادة معدلات التسرب المدرسي بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية المختلفة. وأصدرت منظمة المعلمين الإيرانيين وجمعية المربين بيانًا العام الماضي يُعزى فيه ارتفاع معدلات التسرب إلى الفجوة الطبقية المتزايدة، والفقر، وعدم المساواة النظامية في النظام التعليمي. وتشير هذه القضايا الأساسية إلى أن أزمة التسجيل الحالية قد تكون عرضًا لمشاكل أعمق تؤثر على قطاع التعليم في البلاد.