إيرانيون في المنفى يحتجون على حضور رئيس النظام في الجمعية العامة للأمم المتحدة
يوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024، نظم إيرانيون في المنفى وأنصار المقاومة الإيرانية مظاهرة كبيرة احتجاجًا على حضور الرئيس مسعود بزشکیان ، المعين من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة. تجمع المتظاهرون خارج مقر الأمم المتحدة، وكان رسالتهم المركزية رفض قيادة النظام الإيراني والمطالبة باتخاذ إجراءات دولية ضد انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة النطاق التي يرتكبها النظام. شعارهم الأساسي كان: «لا للنظام القاتل وسجل الإعدامات، لا لرأس الحرب والإرهاب».
وفي رسالة إلى المتظاهرين، قالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: “اجتماعكم الصاخب اليوم، وعلى مدار العقود الأربعة الماضية، يطرح هذا السؤال أمام الأمم المتحدة والدول الأعضاء، وخاصة القوى الغربية: ماذا يفعل رئيس الإعدامات والمجازر في الأمم المتحدة؟”.
وتميزت المظاهرة بشعارات باللغتين الفارسية والإنجليزية، مثل «اطردوا بزشکیان من الأمم المتحدة الآن»، «سنقاتل، سنموت، سنستعيد إيران»، و«الموت لخامنئي القاتل». كما كان أكبر لافتة في المظاهرة تعرض «رأس الحرب والإرهاب في إيران»، مقدمةً حلاً واضحًا للأزمة المستمرة: «الحل: تغيير النظام على يد الشعب الإيراني». وقد تم تكرار هذا المطلب على منصة المتحدثين، حيث تم التأكيد للعالم على الطريق نحو إنهاء الحروب والأزمات في المنطقة والعالم.
وكان من بين الفعاليات في المظاهرة أداء النشيد الوطني الإيراني، حيث انضم الحشد إلى فرقة موسيقية كبيرة ترتدي قمصان صفراء موحدة. كما تم عرض صور كبيرة لشهداء الانتفاضات من أجل الحرية، وكل صورة زينت بوردة حمراء تكريماً لأولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحرير إيران.
أمير عمادي، أحد مقدمي البرنامج، افتتح الاحتجاج بالقول: «بزشکیان هو ممثل نظام الإرهاب. يداه ملطختان بالدماء. يجب طرد هذا النظام من الأمم المتحدة». كما ألقى أحد المتحدثين الشباب، ويدعى إيمان شریف، خطاباً حماسياً على المنصة بين مجموعة من الشباب قائلاً: «ولدت قبل 16 عامًا في لوس أنجلوس ولم أرَ إيران أبدًا، لكنني مؤمن بأيديولوجية المجاهدين حتى النخاع».
وأرسل السيناتور الأمريكي تيد كروز، عضو لجنتي العلاقات الخارجية والقضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، رسالة فيديو إلى المتظاهرين يعبر فيها عن تضامنه قائلاً: “أعلن تضامني معكم… حان الوقت لإرسال النظام الإيراني إلى مزبلة التاريخ. خامنئي أظهر مرارًا وتكرارًا أن نظامه يعارض بشدة الحرية والديمقراطية”. كما أرسل السيناتور سام براونباك رسالة مماثلة، حيث تساءل: «هل نحن نقف مع دعاة الحرية أم مع النظام؟»، وأكد قائلاً: «حان وقت تغيير النظام في إيران. التغيير، التغيير، التغيير الذي يأتي به الشعب الإيراني».
حظيت المظاهرة باهتمام واسع من وسائل الإعلام الدولية، حيث غطت وكالات الأنباء الرائدة مثل رويترز، والأسوشيتد برس، وفوكس نيوز الحدث، ونقلت تقاريرها وصورها إلى جميع أنحاء العالم.
وفي الأيام التي سبقت الاحتجاج، نظم الإيرانيون في المنفى عدة فعاليات تحضيرية لزيادة الزخم. واحدة من هذه الفعاليات الرئيسية جرت يوم الاثنين 23 سبتمبر أمام الفندق الذي كان يقيم فيه بزشکیان . ورفع المشاركون شعارات قوية مثل «صرخة كل إيراني: الموت لخامنئي وبزشکیان»، وقاموا بتعطيل محاولات بزشکیان لتضليل المجتمع الدولي.
وكانت صور الشهداء تملأ مكان التجمع، حيث كان المشاركون يذكرون دائماً بعهدهم مع هؤلاء الأبطال. جذب العلم الإيراني ثلاثي الألوان وعلم منظمة مجاهدي خلق البيضاء والحمراء انتباه المارة وسائقي السيارات. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك مجسم متنقل لحبل المشنقة يديره دمى لخامنئي وبزشکیان، في إشارة إلى واقع القمع والإعدامات في إيران.
وغطت وكالة رويترز الأنشطة التحضيرية في تقرير مصور بتاريخ 23 سبتمبر، حيث أجرت مقابلات مع العديد من أنصار المقاومة. وأكد أحد المتحدثين، وهو عضو في جماعة «أشرف»: “بزشکیان ليس ممثل الشعب الإيراني. المقعد المخصص لإيران في الأمم المتحدة لا ينتمي إلى الشعب الإيراني، بل يجب أن يُمنح للبديل، المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ورئيسه المنتخب”.
وتناول جزء آخر من تقرير رويترز الجهود التي بذلها الإيرانيون في المنفى لتنظيم وقفة احتجاجية ليلية في نيويورك، تضمنت صور الشهداء وإضاءة الشموع. وأوضح مجيد صادقپور، أحد منظمي الوقفة، أن الهدف منها لم يكن فقط “إحياء ذكرى الشهداء”، بل أيضًا “إدانة حضور بزشکیان ، نظرًا لسجله في إعدام ما يقرب من 200 شخص”.
تظهر هذه الموجة من الاحتجاجات، التي تزامنت مع مشاركة النظام في المنتديات الدولية، الإصرار الثابت للمقاومة الإيرانية على فضح جرائم النظام والمطالبة بتغيير حقيقي على الساحة الدولية.