الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

تصاعد الصراعات الفئوية مع مواجهة النظام الإيراني لأزمات خارجية وداخلية

انضموا إلى الحركة العالمية

تصاعد الصراعات الفئوية مع مواجهة النظام الإيراني لأزمات خارجية وداخلية

تصاعد الصراعات الفئوية مع مواجهة النظام الإيراني لأزمات خارجية وداخلية

تصاعد الصراعات الفئوية مع مواجهة النظام الإيراني لأزمات خارجية وداخلية

في وقتٍ تشتعل فيه الحرب في الشرق الأوسط وتعود بنتائج عكسية على النظام الإيراني الذي يثير الفتن، تزداد حدة الصراعات الداخلية بين فصائل النظام.

في يوم الخميس، 17 أكتوبر، أشار محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس النظام، إلى نقطتي ضعف وخطوط حمراء للنظام في حديثه بمدينة مشهد، وهما: “الصراع” (أي الصراعات الفئوية) والخوف والانشقاقات داخل صفوف النظام.

ومن أمثلة هذا “الصراع” هو التهديد بملاحقة وإقالة مسعود پزشكيان من الرئاسة. فقد أفاد الموقع الإخباري الحکومي، “رويداد 24″، بتاريخ 14 أكتوبر: “قال كامران غضنفري، نائب عن طهران: پزشكيان يرتكب جريمة علنية، وإذا لم يُلغِ سريعاً هذا التعيين غير القانوني [لمحمد جواد ظريف]، فسوف نتقدم بشكوى إلى القضاء، وسيضطر پزشكيان إلى الإجابة عنها. وهو يرى أن ‘پزشكيان ليس لديه أي دفاع‘ ويقول إنه سيُحكم عليه بالحرمان من الحقوق الاجتماعية لمدة تتراوح بين خمس إلى 15 سنة، وسيتم عزله فعليًا من الرئاسة!”.

وفي وقت سابق، بتاريخ 9 أكتوبر، قال النائب حميد رسائي في جلسة علنية لمجلس النظام: “پزشكيان، في انتهاك صريح للقانون، عيّن السيد ظريف، الذي يحمل ابنه الجنسية الأميركية، كنائبه… وبما أن هذا القانون قد انتهك، فإن القضية ستُحال إلى القضاء…”.

ومن جانبه، ردت صحيفة “شرق” الحكومية، المرتبطة بما يُسمى التيار الإصلاحي، على هذه الهجمات العدوانية من الفصيل المنافس، حيث كتبت في عددها الصادر بتاريخ 17 أكتوبر: “‘ظريف يجب أن يرحل’ هو رمز لموجة جديدة من الهجمات الراديكالية التي تهدف إلى تشويه سمعة پزشكيان والإدارة الرابعة عشرة. وبدأت هذه الهجمات بتصريحات وتهديدات رسائي، وتبعتها غضنفري وكوثرى، وصولاً إلى أحلام محاكمة الرئيس بسبب تعيين ظريف”.

ولكن الصراع الداخلي لا يتوقف عند هذا الحد. ففي خضم الأزمات الخارجية واحتمالية الهزيمة الاستراتيجية في جهودهم العدوانية، بدأ حتى الإصلاحيون في النظام بتحذير پزشكيان من أن اتباعه طريق سلفه إبراهيم رئيسي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على النظام بأكمله.

وفي مقابلة مع صحيفة “شرق”، قال سعيد حجاريان، أحد منظري التيار الإصلاحي في التسعينيات: “في الانتخابات الثلاثة لعام 2019، 2021، و2023، تم تقويض جوهر السياسة. ومن منظور أوسع، استمرت الأوامر الإقليمية والعالمية في التغيير، مما يجعل من المستحيل على الدولة الاستمرار بنفس النهج في انتخابات 2024… إدارة رئيسي كانت طائعة تماماً لكنها أثبتت عدم فعاليتها… الآن، إذا حاول پزشكيان وحكومته إلغاء الإبداع والمبادرة تحت شعار ‘الإجماع‘، فإنهم سيواجهون نفس المصير”.

وتطرق حجاريان إلى تأثير “قرار البنزين الصعب” على المجتمع ونتائج السياسات الإقليمية، قائلاً: “في الظروف التي فرضتها علينا الأوضاع الدولية، قد تظهر حركات صغيرة، وقد تؤدي تطورات مثل انتصار ترامب وتداعياته إلى تأجيج هذه الحركات. وفي مثل هذه السيناريوهات، ستتحد الفئات الاجتماعية الضعيفة وتضغط على الحكومة، ومن الطبيعي أن مواجهة مجتمع يعاني من الضعف والجوع ستكون تحديًا كبيرًا”.

ومن جانبه، كتب عباس عبدي، المؤيد البارز لپزشكيان، في مقال بعنوان “انتظار المجانين”: “إذا كنت تعتبر النهج السابق جنوناً، فلا تنس أن معظم القوى التنفيذية في هذه الحكومة، بطبيعتها، تستمر في اتباع نفس الأساليب التقليدية التي أوصلت المجتمع إلى هذه النقطة”. وأشار إلى محاولات الفصيل المنافس لإقالة ظريف واستبدال المديرين بحجة “الإجماع”، مضيفًا: “هذا ليس إجماعًا؛ بل هو استيلاء فظ على السلطة باسم الإجماع. دافعوا عن مديريكم الأكفاء ولا تدعوهم يواجهون هؤلاء الذئاب المتوحشة. اقطعوا الطرق غير الصحية لترشيح الأشخاص للمناصب”.

إن احتمال هزيمة النظام وخطر اندلاع احتجاجات واسعة النطاق قد زاد من تفاقم الأزمات الداخلية، حيث تتصاعد الصراعات بين الفصائل المختلفة.

Verified by MonsterInsights