نظام إيراني يواجه القلق والانقسام بسبب التحولات السياسية الأمريكية
نشرت صحيفة “ستاره صبح”، الموالية للنظام الإيراني، مقالاً بعنوان “أيام القلق” في 17 نوفمبر، أشارت فيه إلى فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وجاء في المقال: “تبقى لبايدن 63 يوماً فقط في منصبه، وقد تكون هذه الفترة مليئة بالقلق لإيران. ومن أجل الشعب، يجب على المتشددين تجنب اتخاذ مواقف استفزازية أو رفع أصواتهم حتى لا تتفاقم الأوضاع أكثر بالنسبة للبلاد والمواطنين.”
كما حذرت وسائل الإعلام الموالية للنظام المسؤولين: “على إيران أن تدرك أن الظروف قد تغيرت مع صعود ترامب إلى السلطة… الحذر ضروري، ويجب إعادة تقييم الاستراتيجيات.”
في سياق هذه النصائح المشحونة بالخوف، والتي انتشرت خلال هذه “الأيام القلقة”، قال علي مطهري، النائب السابق لرئيس البرلمان الإيراني، قبل أيام: “هناك حالة تسمى ‘الاستسباع.’ عندما يواجه الحيوان مفترسًا، يقترب منه خوفًا من أن يُفترس. وهذا يصف بعض الأفراد الغربيين في إيران. لم يحدث شيء بعد، لكن خوفاً من ترامب، بدأوا بالفعل السعي للتفاوض معه” (موقع جوان أونلاين، 6 نوفمبر).
وتظهر هذه الحالة من القلق والارتباك أيضًا في التباين الواضح بين خطابات بعض أئمة صلاة الجمعة، الذين تُدار خطبهم عادة من قبل مقر صلاة الجمعة بإشراف الوليالفقیة علي خامنئي.
– في صلاة الجمعة في أردبيل، قال حسن عاملي، إمام صلاة الجمعة في المدينة: “ترامب رجل اقتصادي، وبالتالي يتجنب الحرب لأنها مكلفة وترفع أسعار النفط. هناك أدلة كثيرة تدعم طبيعته الاقتصادية.”
– في المقابل، انتقد حسن عبادي، إمام صلاة الجمعة في أبيك في محافظة قزوین، شخصيات مثل عاملي، قائلاً: “هناك من يتفائلون بشكل مفرط، ويعتقدون أن دور ترامب كرجل أعمال يسمح بإبرام صفقات معه. عليهم أن يدركوا أنه يعمل فقط لمصلحته الخاصة، وأن الجبهة الإمبريالية لن تخفف العقوبات. فمنذ بدء الحديث عن المفاوضات، لم تتوقف العقوبات على الأفراد والمنظمات والكيانات، بل زادت.”
وتجلت مظاهر هذه الأيام القلقة أيضاً في تصريحات مسعود بزشكيان ومتحدثته، فاطمة مهاجراني، الذين قالا بعد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية: “لا فرق لدينا سواء كان ترامب أو بايدن.”
ولكن هذه التصريحات لاقت سخرية حتى من الإعلام المتعاطف مع پزشكيان. إذ كتب أحد المواقع الإعلامية تحت عنوان “إنها بالفعل تحدث فرقاً كبيراً”: “إذا قال شخص معارض للنظام إنه لا يهم من يصبح رئيساً للولايات المتحدة، فقد يكون ذلك مفهوماً لأن لديهم دوافع مختلفة. ولكن من غير المقبول لشخصية مثل السيد پزشكيان أو المتحدث باسم حكومته أن يدعي أن الأمر لا يفرق من يتولى رئاسة الولايات المتحدة.” ( موقع همميهن، 9 نوفمبر).
لا يتوقف المشهد عند التصريحات المتناقضة أو الخوف من “الاستسباع”. بل زادت حدة الأجواء بسبب التناحر الداخلي والتحذيرات والتهديدات الموجهة للمدافعين عن التفاوض مع الولايات المتحدة.
– في 16 نوفمبر، قالت صحيفة جوان، المقربة من حرس الإيراني: “لم يظهر ترامب أي اهتمام باتباع نهج سلمي مع إيران. بل استخدم فكرة المفاوضات كتكتيك لإرباك المسؤولين الإيرانيين، مستغلاً الانتشار الواسع للعناصر المؤيدة للغرب والمتأثرة داخل حكومة پزشكيان.”
وأردفت الصحيفة، مشددة على ضرورة تنفيذ عملية “الوعد الصادق 3”: “تنفيذ هذه العملية أمر أساسي وعاجل. وأي خضوع لمغريات المفاوضات مع ترامب سيؤدي حتماً إلى تعميق الانقسامات الداخلية وتشجيع العدو أكثر. وفي مثل هذه الظروف، يجب أن توجه كلمات القائد المسؤولين: المفاوضات مع الولايات المتحدة هي أمر أحمق وخيانة.”