إيلون ماسك ودبلوماسية الظل مع إيران
تحليل المخاطر في مقال لستروان ستيفنسون نُشر في الـ International Policy Digest، يُسلط الضوء على اللقاء المزعوم بين إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، وأمير سعيد إيرواني، سفير إيران لدى الأمم المتحدة، والذي أثار جدلاً واسعاً. يُشير المقال إلى أن اللقاء، الذي جرى في منزل إيرواني الخاص في نيويورك، قد يكون حمل مخاطر دبلوماسية وسياسية كبيرة.
ويُبين المقال أن ماسك لا يملك دورًا رسميًا في السياسة الخارجية ضمن الإدارة القادمة لدونالد ترامب، لكنه سبق وأن أظهر استعداده للتدخل في شؤون دولية حساسة. يذكر المقال كيف أن “تورطه في مكالمة هاتفية مشتركة بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أظهر استعداده للتأثير في مسائل خارج نطاق مهامه”.
وتعقيباً على اللقاء، تزايدت المخاوف بشأن قدرته على “التنقل في حقول الألغام الدبلوماسية التي يُفضل تركها للمحترفين المخضرمين مثل سيناتور ماركو روبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية في إدارة ترامب”.
أحد الجوانب الرئيسية التي يركز عليها المقال هو “التوترات العالية” التي سبقت اللقاء، حيث كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب خلال الحملة الرئاسية. وفي هذا السياق، يُثير اللقاء تكهنات حول دوافع ماسك، حيث يُشير المقال إلى أن “الاجتماع، الذي استمر أكثر من ساعة، أثار مخاوف من أن إيرافاني قد يكون قدم حوافز اقتصادية لماسك”.
ويتناول المقال أيضًا “الاستراتيجية المألوفة من إيران” في استخدام الوعود بالتعاون، مثل الحد من برنامجها النووي أو تنفيذ إصلاحات داخلية، مقابل تنازلات غربية. ويحذر من أن “هذه الوعود قد ثبت مرارًا وتكرارًا أنها زائفة”.
ويُشير ستيفنسون إلى أن “ماسك قد يعتقد أن تولي مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني المنتخب حديثًا، قد يشير إلى احتمالية التحول نحو الاعتدال، لكن هذا التصور بعيد كل البعد عن الواقع”. وينتقد المقال بشدة سجل بزشكيان في حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أنه “منذ توليه المنصب في أغسطس، أشرف على زيادة حادة في الإعدامات”.
أخيرًا، يناقش المقال مخاطر تخفيف العقوبات على إيران، مؤكدًا أن ذلك “لن يخفف من معاناة المواطنين الإيرانيين البالغ عددهم 85 مليون نسمة، بل سيعزز قدرة النظام على تحقيق أجندته”. ويخلص إلى أن “المسار الوحيد نحو التغيير الدائم في إيران يكمن في أيدي شعبها”، مشيرًا إلى أن جهود ماسك، على الرغم من حسن نواياها، “قد تشرعن نظامًا يزدهر على القمع والخداع”.